الأعمدة

التمر شن خبرو بالشيل

الحسن عبدالمهيمن
النخلة او التمرة كما يسميها أهلنا في الشماليث ومناطق منحني النيل ياها الساس والراس وياها البتحل الدين وتعدل المايل وترفع الضعيف وتسند الفتران ففي موسم الحصاد كانت تقام الاعراس والمناسبات الاجتماعيه فالعائد كان مجزي والدنيا كانت بي خيره.. ففي موسم وقوع السبيطه او موسم الحصاد كان كرنفال اقتصادي واجتماعي فالكل مبتهج وطايلو شبرين ومبسوطو انبساطه زايده علي القوانين… البقرا في الجامعه وفي المدرسه والاسر التي تريد أن تزف إبنها للقفص الذهبي كل هؤلاء شخوص وابطال في موسم الحصاد.. الذي يستمر لمده تزيد علي الشهر او أكثر.. حتي رسوم السقيا كانت معقوله فالتمره تحل دينا وتجود علي هذه الاسر باموال تكفيهم شر الحوجه وهي واقفه ممشوقه القوام ثابته ومليانه محنه وكرم…. ولكن في الفتره الاخيره ومع متغيرات الحياه اصبح الموسم يمضي سريعا لاطعم له ولالون ولارائحه.. فرسوم السقيا اصبحت كببيره بحيث اصبحت التمره لاتوفي حتي تكاليف رعايتها وأصبح مزارع النخيل فاعل خير يشقي ويتعب ويدفع تكاليف الانتاج ولايتبقي له شئ يوفي التزاماته الحياتيه.. ..فلم نعد نري الفرحه في وجوه البسطاء في الموسم وكانما اصبح الموسم أداء واجب ليس الا. فلم نري الاعراس تقام في الموسم ولا الكرنفالات ولا حتي البسمه في الوجه…. وهانحن نستقبل موسم الازهار في النخيل نتمني ان ياتي علينا هذا الموسم بالخير الوفير والسعر الجميل للنخيل حتي تعود تلكم الايام حتي لانردد مع كوكب الشرق أم كلثوم قول للزمان أرجع يازمان…وتحضرني طرفه حكاها لي أحد المزارعين أن أحد الاطفال راي النخله وهي محمله بالسبائط وممتلىة بالثمار فهرول مسرعا الي والده وهو يردد ياابوي والله التمره حقتنا شايله شيل تقيل ..فرد عليه والده ياولدي التمره شن خبرا بالشيل.. الشيل شايلو أنا ياولدي…..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى