حشود كبيرة في وداعية البابا ،،، ودعا لانهاء الحرب في جنوب السودان
اختتم البابا فرنسيس رحلة تاريخية استمرت ثلاث أيام بوداع حاشد حضره أكثر من 100 ألف من مختلف الطوائف الدينية في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان.
وعبر البابا عن أمله في أن يسمع قادة دولة جنوب السودان هذه المرة رسالته التي ركزت على نبذ العنف والمضي نحو السلام بعد اقتتال استمر أكثر من 10 سنوات من عمر الدولة الوليدة الذي لم يتعدى 12 عاما بعد انفصالها عن السودان في العام 2023.
وقال بابا الفاتيكان مخاطبا شعب جنوب السودان “لا تفقدوا الأمل أبدا؛ ولا تضيعوا أي فرصة لبناء السلام “.
رسالة البابا
ووجدت رسالة البابا تفاعلا جماهيريا كبيرا، وقال رئيس الأساقفة ستيفن أميو مارتن إن “البابا ترك رسالة أمل ودعوة لشعب جنوب السودان للبقاء معًا والسعي نحو السلام، نأمل أن يستمع القادة السياسيون إلى تلك الرسالة”.
لكن في الجانب الآخر بدا الكثير من أبناء جنوب السودان أقل تفاؤلا، ورأت وني جون وهي من الطائفة الكاثولوكية أن الأمل في بناء دولة جنوب السودان دائما ما تقتله الحرب المستعرة.
وقالت لموقع سكاي نيوز عربية “نأمل في أن تجد دعوات البابا أذنا صاغية لدى الفرقاء وأن ينظروا إلى حال شعب جنوب السودان الذي مزقت الحرب بلده وجعلت أكثر من ثلثي شعبه تحت رحمة المساعدات الدولية الشحيحة رغم الموارد النفطية والطبيعية الضخمة التي تتمتع بها بلادهم”.
وجاءت زيارة البابا والتي رافقه فيها روان وليامز رئيس اساقفة كاتنبري، إضافة إلى رئيس كنيسة اسكتلندا وأكثر من 70 صحفيا، وسط انقسامات سياسية وقبلية حادة أعاقت تقدم دولة جنوب السودان منذ انفصالها عن السودان في 2011؛ بعد حرب طاحنة استمرت 6 عقود قتل وشرد خلالها أكثر من 4 ملايين شخص.
تشاؤم وأمل
وفي حين يسود التشاؤم في أوساط الكثير من الشباب مثل وني جون، يرى البعض الآخر أن الزيارة يمكن ان تسهم في طي صفحة النسيان التي عاشها بلدهم بسبب انشغال العالم طوال الأعوام الثلاثة الماضية بجائحة كوفيد 19 والحرب الروسية في أوكرانيا، إذ يشير المحلل السياسي دينيس اسكوباس إلى أن زيارة البابا كفيلة بأن تلفت أنظار العالم للدولة المنسية مجددا، كما يمكن أن تسهم في زيادة دور المنظمات العالمية المعنية بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية التي يتخذ معظمها من العاصمة الإيطالية روما مقرا لها.
ويامل الكثيرين في أن يستخدم البابا نفوذه السياسي في أوروبا والعالم وحث زعماء البلدان الغربية على مد يد العون لدولة جنوب السودان التي تبلغ معدلات الفقر فيها أكثر من 80 في المئة. لكن هذه المهمة تبدو بالنسبة لآخرين صعبة للغاية، خصوصا في ظل وجود دولة جنوب السودان ضمن قائمة البلدان الأكثر دموية والأكثر فسادا في العالم؛ بحسب أحدث تصنيف لمنظمة الشفافية الدولية؛ وسط اتهامات متزايدة للنخب السياسية وشبكات الفساد بإهدار المليارات من عائدات النفط والمساعدات الدولية.
ورغم الصورة القاتمة، يعقد سكان معظم جنوب السودان آمال عريضة على زيارة البابا التاريخية هذه، فقبل وصوله بأكثر من 5 أيام تدفق عشرات الآلاف نحو العاصمة جوبا، مستخدمين حافلات صغيرة وسيارات نقل مكشوفة ودراجات بخارية وبعضهم مشيا على الأقدام لأكثر من 9 أيام، وذلك من اجل استقبال البابا.
ويقول رياك شول وهو واحد من أكثر من 80 شخصا قطعوا مئات الكيلومترات على الأقدام من أجل المشاركة في استقبال الباباـ إن تحمله هو وزملائه الآخرين عناء السير الطويل والمرهق هو تعبير عن الأمل.
ويوضح لموقع سكاي نيوز عربية “لدينا امل كبير في أن تمنح زيارة البابا بلادنا روح جديدة من الوحدة والتعاضد بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية”