ويوم يقول الشعب كلمته / التقي البشير الماحي
المجتمع الدولى والمحيط الاقليمى ليس بمطعم يقدم وجباته الفاخرة بالمجان فله مطالب واجبة السداد قبل الدفع
فلا مجال لك ان تختار ما يحلو لك دون أن تقدم المقابل حتى ينطبق عليكم المثل المصرى ” أقرع ونزهي ” .
لو كان يجدى هذا الأمر دون مقابل لكان طوق نجاة للمخلوع الذى سُرب له حديث هامس مع الرئيس بوتين يطلب فيه الحماية من امريكا ونسى انه خسر شعبه الذى هو أولى بحمايته اذا عمل فى حقه فعلا ما يستوجب الشفاعة له وعندها قال الشعب كلمته الفصل حيث لم ينفعه لا محور ولا اقليم .
يظل هذا الشعب صاحب الكلمة الأولى فى بقاء او ذهاب اى من حكامه فدرجة الوعى لديه إرتقت وهى حقيقة يجهلها ساستنا اليوم فما عاد الزمان كما كان فى الماضى وذلك بفضل الوعى العام الذى إنتظم كل مكوناته الحية القادرة علي احداث التغيير المنشود .
التخبط الذي ينتظم الساحة السياسية من قبل مكوناتنا السياسية اليوم هو في حده الأدنى يمثل قمة تساوى الضعف بين نخبه وذلك بسبب إنكشاف كل المخططات التي تريد سُوق هذا الشعب كما القطيع وهو امر لا يمكن حدوثه الان والسودان به هذا الجيل الذي يراهن علي حياة افضل له ولمستقبله
هذا الجيل لم يقرأ للشاعر محمد سعيد العباسي عندما قال” فلو درى القوم بالسودان أين هم من الشعوب … قضوا حزنا واشفاقا ”
الكثير منهم لم يقروا له هذه الأبيات ولكنهم رأوا بأعينهم كيف تعيش شعوب العالم الحر فقد أصبح العالم أصغر من ان يتخيله صغار العقول وقد دفع البعض منهم ثمن ذلك غرقا فى البحر المتوسط نجاة من بؤس العيش في بلاد تستحق ان يتقدمها رجالا بدلا من اقزام ينتاشونها بقبيح القول والفعل .
العالم اليوم أصبح كتلة واحدة وايما فعل يحدث فيه تتاثر به قاراته السبع فمخبول من يحاول ان يقنعنا بعكس ذلك ولكن بقليل ذكاء يمكن ان نجعل منه تدخل حميد وذلك بالاستفادة من التقاطعات الإقليمية والدولية لنخلق لأنفسنا واقع افضل وهو ما يسمى صناعة التحالفات التكتيكي منها والاستراتيجى لمصلحة هذا الوطن وانسانه وليس بيعا له في سوق العمالة والارتزاق كما يحدث اليوم من أجل ملك زائل فلو دامت لغيرك ما وصلت إليك .
نعم مطلوب منا التعاطى مع المجتمع الدولى والاقليمى وفق مصالحنا العامة وليس من أجل مصالح شخصية ضيقة فموقعنا الجغرافي يؤهلنا لذلك حيث أن معظم مخاوف العالم الأول تنصب علي امنه الدولي وحركة الشعوب أصبح لا يقف بينها حائل فى زمن قصرت فيه المسافات وعجزت فيه الدول عن حماية حدودها وأصبح اللاجئ قادرا علي الوصول ولو جثة هامدة تحملها أمواج البحر المتوسط لتصبح وصمة عار في جبين الإنسانية عامة .