انطلاق مؤتمر الشرق وسط رفض ومقاطعة كيانات فاعلة بالإقليم
وسط رفض وممانعة من قبل كيانات وأجسام محلية بالإقليم، انطلقت، امس (الأحد)، فعاليات المؤتمر المخصص لمناقشة قضايا شرق السودان، الذي دعت له الآلية الثلاثية في إطار الأجندة المحددة مسبقاً، وصولاً إلى الاتفاق النهائي للتسوية السياسية بالبلاد.
وقال الناطق الرسمي باسم القوى الموقعة على الإطاري، خالد عمر يوسف، إن المؤتمر سيركز على قضايا السلام والتنمية المستدامة وكيفية إزالة التهميش عن إقليم شرق السودان، مبيناً أن المؤتمر سيقوم بتصميم خارطة طريق تتعامل معها الحكومة المدنية الانتقالية التي ستتأسس على العملية السياسية الجارية في البلاد. من جانبها، أكدت الآلية الثلاثية إكمال الاستعدادات كافة لعقد المؤتمر، التي تشمل تغطية تكاليف السفر والإقامة للمشاركين الذين سيحضرون طوعاً.
وفي السياق، كشف الوالي السابق، صالح عمار، عن مشاركة أكثر من (400) شخص يمثلون أصحاب المصلحة من المكونات المختلفة لولايات شرق السودان الثلاث، بالإضافة إلى ولاية الخرطوم. وقال في إفادات لصحيفة “الجريدة”، إن المؤتمر سيستمر لمدة أربعة أيام، تقدم خلالها (6) أوراق تم الإعداد لها بطريقة علمية من قبل خبراء وأكاديميين، مبيناً أن مقررات المؤتمر ستذهب إلى الاتفاق النهائي، وستكون مخرجاً من الأزمة التي استمرت طويلاً.
ويأتي مؤتمر الشرق وسط مقاطعة واسعة من قوى بارزة في الإقليم، حيث أعلن مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة، بشقيه، رفض الانخراط في الجلسات، مشدداً على ضرورة إلغاء اتفاقية مسار شرق السودان واعتماد منبر تفاوضي منفصل لقضايا الشرق.
وقال رئيس مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك، إن الورشة التي ستقام اليوم برعاية الآلية الثلاثية تعد تكراراً لسيناريو اتفاقية جوبا، وقطع بأن المشاركين في الورشة لم يكونوا ضمن الحشود التي أغلقت الطرق وانتهجت عملية التصعيد، وأبان أنهم أوقفوا احتجاجات في مطار بورتسودان وكسلا كانت ستعترض طائرة تقل موالين “لمبادرة الآلية الثلاثية”، وجدد المطالبة بمنبر تفاوضي خاص يوحد أهل الشرق جميعاً، كما طالب الحكومة بترك أمر الشرق للنظار والعمد والمشايخ.
ويعتقد “صالح عمار” أن الآلية الثلاثية بذلت مجهودات كبيرة لإلحاق طرفي المجلس الأعلى للبجا بالمؤتمر، محملاً المقاطعين المسؤولية التاريخية أمام سكان الإقليم، لكنه عاد وأوضح أن مشاركة الإدارات الأهلية في المؤتمر كبيرة ومؤثرة وأنه لأول مرة سيجتمع ممثلو كل فعاليات الشرق بعدد ضخم ويفتحون قنوات الحوار.
وبالتوازي مع ارتفاع الأصوات الرافضة للمؤتمر من الإدارات الأهلية، هناك أصوات شكوى لناشطين سياسيين من الإقصاء والإبعاد من المشاركة في المؤتمر والتعامل بصفوية، والتعويل على قيادات الإدارات الأهلية في طرح قضايا الشرق ومناقشتها بهدف تمرير صفقة جديدة تضمن الولاء، وتمنح امتيازات لأشخاص محددين، وتتجاوز معالجة الأزمات الحقيقية الراهنة، أو كما قال في إفادات سابقة لـ”سودانية 24″ الناشط السياسي المعروف “هيثم عيسى”.
بدورها قالت لجان مقاومة بورتسودان، إنها لم تتلقَّ أية دعوة من “يونيتامس” لحضور اجتماع في الخرطوم، وإن لجان مقاومة بورتسودان لم ترسل أو تسمِّ أي ممثل لهذا المؤتمر.
ويرى الصحفي “ماجد محمد علي” أن مؤتمر شرق السودان وتوصياته التي ستُضمّن في الاتفاق النهائي للعملية السياسية ستخلق واقعاً مفتوحاً على صدام جديد بين المواطنين هناك، لأنه ببساطة مثل مسار الشرق في اتفاق جوبا، لا يخاطب جذور القضية ولا يعبر عن اتساع الإقليم وتعدد مكوناته.
وقال إن الورشة تعكس نظرة تقليدية قديمة لواقع متغير ومتجدد، تقوده وتشكله قوى لم تذهب إلى قاعة الصداقة اليوم ولن تمنح توصياته أدنى اهتمام.
وتساءل “محمد علي” لماذا يحدث ذلك وقد كان مطلب القوى صاحبة المصلحة في الإقليم مجرد مؤتمر لبحث التنمية كحاجة ملحة على أرضية المرحلة الانتقالية، على أن تترك بقية المطالب إلى طاولة الحل القومية، فانتهى الأمر إلى الاقتتال بين المكونات على الساحل وكسلا وغيرها بعد توقيع المسار، وبدء تصفية الحسابات بين من يتصارعون على السلطة في القصر.
ونوه بأن كل القوى المعنية تتبنى منبراً منفصل لمناقشة قضية الإقليم، وتتوافق قوى سياسية هنا معه طالما دعمت مخرجاته الحل الشامل وفق برنامج الانتقال.