الأعمدة

في زمن البرهان…

في زمن البرهان تعبث الإدارات بأرواح الناس وتضيع الحقوق وتداس الإنسانية ونغوص في فوضى الأوراق والعقد الشخصية، وتتحول المكاتب لإدارة مجازر يموت تحتها الأطفال والشباب وترفع شعارات الضعف وقلة الحيلة وتتحول الأحلام الى سياج المستحيل وتنتهي الأوجاع بموت غير رحيم
وتطلق صافرات الظلم الى جوف القلوب فتهيم الحوائج على أيدي سلطة عقيمة اهم بنودها الإبادة. ويقع أطفال بلادي فريسة سهلة تتقاسمها المصالح الشخصية حسب ترتيبات الأولوية الغبية فلا يهم كم طفل يموت في رفوف الانتظار. ولا يهم كم طفل ينخر الوجع جسمه مادام هناك مدير غبي يتولى أمره، لديه هو أن يظل مديراً للموت تحت مسمى وظيفي لم تؤهله له شهادة أو إنسانية. المهم كله ان يظل يتمتع بالامتيازات ويظل يأكل بجشع مفرط حقوق الأطفال، فهم في نظرة ساقطون من تعداد الحياة بعيدون عن حق البقاء. فهو الأقوى والأكثر جشعاً وظلماً مادام يتحرك بطريقة دائرية في محيط عقمة العقلي،
ومطلوب مني أن احترم إدارته وسياسته وورقة المترع بالدماء. لا وبل من حقه نزع كل ما في محيطه حتى المبادئ ليظل دائراً في فلكي ومبيداً لقدرتي على المقاومة. تحت مظلة البرهان لا اعتراض ولا قاضي ولا عادل ولا وزير ولا سفير ولا مدير له حق أن ينصف أحدهم لأننا باختصار تحت مظلة الموت
ولو بعد حين. لم أر في حياتي رئيسا يتفنن في قتل الأجيال بقرار. ولم اعرف على مدار الإنسانية رجل ينشر الفساد والخوف والقمع كرئيس هبط علينا غدراً وأصبح يقتل لينتصر انتقامه ولو كان الضحايا الأطفال. وليس لنا أن نصرخ أو نتحدث فنحن أنفسنا عبيداً لفاجر ظالم استوحي شبح أطماعه واستحضر عفريتة الداخلي ليرقص على ضعفنا ويطيح بنا صغاراً  وكباراً.
لأنه باختصار لم يذق يوما وجع طفل يصرخ من جمر الكيماوي.
لم يذق لسعة شتاء أبكم وهو يكوي صغاراً يلتحفون الشارع قهراً.
لم يوصم يوما بأنه لقيط حاصرته النوايا في مؤسسة أشبه بالسجن ممنوع داخلها مزاولة الحياة.
لم يكسر قلبة استشهاد شاب لُف بعلم بلاده ولُفت داخله أحلام أبويه وثمار أعمارهم.
لم يخرج يوما صباحاً يكابد الشوارع ليحصل على قوت يومه فتات خبز يابس يجرح حلقة.
لم يصرع يوماً بعجز الكبر وهو وحيد يترجى ونيس أو حبيب.
لم يتدرج يوماً على كرسي بعجل لرجل بترت قدمه لأنه يطلب الحرية أو أخذت عينه لأنه صرخ بالعدل.
ولم يدفن صديقاً دافع عن صديقة بحياته.
ولم يصنع الحب في أساور ويبيعها لينشر الحب، فكوفئ برصاصة موت في رأسه قتلت عشرات الناس معه بالحسرة.
تحت مظلة البرهان لا حياة للسودان. تباً لسلطة ألبسناالنزاعات عليها أثواب الأوجاع، فبات الوطن حزيناً، عقيم القدرة، مخزي بالغدر، ملوثا بالفجر….
محكوم بزمن البرهان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى