الخرطوم : حكايات مثيرة مملكة عصابات تجند الاطفال لارتكاب الجرائم
الخرطوم : ندى الحاج
استفحلت الجريمة في مناطق امدرمان الطرفية وسجلت احصائيات مخيفة جعلت سكان هذه المناطق ومردتايها صيدا سهلا بعد ان اختلفت الاساليب والوسائل واصبح من الصعب تفاديها ..اشتهرت منطقة امبدة تحديدا بمسميات غريبة لها دلالتها في عالم الاجرام كما ان السكن العشوائي قد ساهم في زيادة رقعة الجريمة.
وهذه جولة ميدانية لهذه المناطق لتنقل صورة حية لما يدور
محطة آخر مكالمة
اشتهرت المنطقة الممتدة من شارع المنصورة الي تقاطع لبيبا بنهب الهواتف من الركاب والمارة واطلق عليها اسم (اخر مكالمة) مجازا لتوثيق اخر لحظة لصاحب الهاتف كثرت حوادث السرقات في هذه المنطقة وتفنن اللصوص في اسالبيهم ليتفأجا المارة بهذا الشارع باختفاء هواتفهم في لمحة البصر يختفي بعدها اللص في اوكار قريبة من هذه المنطقة يصعب دخولها ،و تعتبر هذه المنطقة الاكثر نشاطا في سرقات الهواتف لاحتوائها علي مواقف للمواصلات العامة وفريشة لمنتجات بلدية اعتبرها البعض كطعم لصيد الفريسة .
يتم بيع الهواتف المسروقه الي( التمساح)وهو الشخص الذي يقوم بشرائها بثمن زهيد ثم يحولها الي مختص يقوم باعادة ضبط الهاتف ومسح البيانات ثم تجميع اكبر عدد منها وبيعها في السوق،فيما يقوم (تمساح) اخر بتأجير الدراجات النارية للصوص بعد الاتفاق علي مبلغ معين وجزء من الغنيمة حيث يتم تجهيز مخازن لها علي حسب الاهمية والتقييم الذي يحدده سمسارة البيع.
الخيمة.. الدقتين
الخيمة هي الملجأ الآمن للصوص تقع شرق محطة(اخر مكالمة )تحتوي علي هياكل لمباني تحت التشطيب وسكن عشوائي او بيوت مؤجرة هجرها اصحابها حفاظا علي انفسهم وممتلكاتهم،في هذه المنطقة يتم تخزين المسروقات مؤقتا لحين التخلص منها كما تعتبر ملتقي آمن لاصحاب السوابق وتقسيم المهام وتوزيع الضحايا علي حسب التخصصات ،بالرغم من توفر كل هذه المعلومات يصعب دخول الخيمة او القبض علي اللصوص متلبسين وذلك يرجع الي تيم التأمين المسؤول عن ارسال اشارات تؤكد بوجود خطر داهم لحظة بلحظة،العمل منظم عبر عصابات تحمل مسميات معروفة لسكان المنطقة الذين تعايشوا مع هذا الواقع ولسان حالهم يقول( مجبر اخاك لا بطل).
بيع الخمور البلدية والمخدرات هي التجارة الرائدة لمعظمي ساكني منطقة ابوريال التي اشتهرت بصناعه اجود الخمور وارخصها مقارنه بالمناطق التي تجاورها وتقع جنوبا من منطقة اخر مكالمة ،كما اشتهرت بظاهره فتيات الليل والقتل الممنهج حيث انها تضم عدد من الاوكار المشهورة والتي تتم تغطيتها عبر مناديب موزعون لمتابعه ورصد البلاغات ضد مرتادي هذه المنطقة ، وقد سجلت احصائيات السرقه ارتفاعا ملحوظا بعد انتقال عدد من المجرمين هربا من منطقة (اخر مكالمة) التي تم تأمينها بوردية شرطة لتقليل الحوادث المتكررة الي( الجقب).
الدقتين.. السودان الجديد!
من اخطر اوكار الجريمة تقع في الشارع الرئيسي يطلق عليها (دولة بلا قانون )تتبع نظام العصابات بقوانين صارمه يتم فيها تجنيد الاطفال وتوزعيهم علي الاسواق لنشل المواطنين ويعتبر هذا اقل نشاط فيما يكرث اصحاب الخبرة من الشباب نشاطهم في السطو علي السيارات التي تمر بالطريق العام ليل نهار مشهرين اسلحتهم البيضاء في وجه المارة في اعلان صريح عن سيطرتهم التي يمارسونها في الدقتين.
اما السودان الجديد فقد اطلق علي منطقة غرب ود البشير التي تستهدف بيع الخمور والمخدرات واللحوم الفاسدة والدراجات النارية المسروقة ،عرفت هذه الاوكار بمقاومتها لدوريات الشرطه مجاهرين بعدم هيبة القانون .
حكايات لا تنتهي
للضحايا كلمة ابتدرها المواطن عزالدين الجعلي يسرد حكايته قائلا( بعد اغتراب دام اربعه سنوات قررت العودة للبلاد وعند وصولي استأجرت تاكسي من بوابة مطار الخرطوم الساعه الثالثة صباحا متوجها لامبدة فوجئت بالسائق يسلك طريقا اخر وعند سؤالي له اكد لي انه طريق مختصر وآمن تم توقيفنا من قبل قاطعي طريق في منطقة طرفية حيث قاموا بتهديدي وانزالي عنوة ليقوموا باخذ التاكسي بمافيه،استغل اخرون صدمتي بالواقعه وسرقوا ما احمل من نقود ولذوا بالفرار ،توجهت حينها لدورية شرطة كانت علي بعد اميال من موقع الحادثة الا انهم اكتفوا بتوجيهي لقسم الشرطة دون اي رد فعل يذكر.
اما المواطنة رجاء حسن اكدت انها تعرضت لسرقة علي الطريق المؤدي لسوق البركه (كرور)وقالت كنت استعد لمغادرة الحافلة بعد ان وصلت وجهتي ولكني صدمت عندها بشاب عشريني قام بخطف حقيبتي وتسديد لكمة مباغته افقدتني الوعي ومازالت اتلقي العلاج النفسي والجسدي من هذه الحادثة.
بائعة شاي في منطقة المنصورة تروي مأساتها قائلة نحن كبائعات علي الطريق العام الاكثر عرضة لحوادث النهب والاعتداء ،انا اعمل هنا منذ سته سنوات تعرضت فيها لحوادث كثيرة ولكن ماحدث مؤخرا غريب مارست عملي كالمعتاد وفي نهاية اليوم حضر سبعة من الشباب كانت هيأتهم تدل علي الاجرام طلبوا مشروبات واكل من جارتي بقيمة سته الاف تناولها وهموا بالمغادرة في اعتقادي البسيط انهم نسوا تسديد الفاتورة وعند سؤالنا عن المبلغ تم ضربنا بوحشية وتكسير المكان بكل ما فيه وعلي اثر هذه الحادثة فقدت عيني اليمني واصيبت جارتي بكسر في اليد، للاسف توجهنا للشرطة ولكن لا حياة لمن ننادىرؤي شاهد عيان ان قاصر يبلغ من العمر اثني عشر عام قام بتوقيف حافلة ركاب في شارع( لبيبا بالخلا) وطعن مواطن بغرض سرقة هاتفه فارداة قتيلا ولاذ بالفرار ليقوم السائق بالتخلص من الجثه نافيا عدم مسؤليته عن الحادث فيما قام مواطن بالاتصال علي الشرطة التي قامت بمتابعه التحريات والوصول للجاني الذي حول الي نيابة الاسرة والطفل التي اكتفت باقرار من والد الجاني بمتابعته الا ان اسرة القتيل اصرت علي اخذ الثأر من القاتل واسرته حيث يعيش مجتمع المنطقة ترقبا لحادثة تلوح في الافق.
مورنينغ نيوز