الأعمدة

التصريحات المتواترة بين الجيش والدعم السريع .. فخار يكسر بعضه

بلد ممحون وصابر / عثمان فضل الله

كثير منا
يتعامل مع
التصريحات المتواترة
والمتوترة بين قيادة
القوات المسلحة وقيادة
الدعم السريع وهما للتذكير
اكبر قوتين عسكريتين في
البلاد على أنها مجرد اخبار
نتداولها ونعلق عليها كل حسب
موقفه من القوتيين ومنا من ينظر إليها على طريقة( فخار يكسر بعضه)..
غير انه بالنظر الي خطاب ود حامد للفريق ياسر العطا امس وخطاب عبد الرحيم دقلو اليوم
وماسبقهما من خطابات للبرهان
وبيان لحميدتي الواضح أن العلاقة بين قيادة هذه القوات وصلت الي مرحلة من السوء
تجعل الوضع ينذر بشرور مستطيرة تجعل من كل له ذرة من حكمة يضع يداه على رأسه مرددا ( قلبي على وطني) .. فإن تصل التصريحات الي الحد الذي يتحدث قادة عظام في تلك القوات بأن( الصدام) بينها
مستحيل فذاك في تقديري يعني بالواضح أن فكرة الصدام
واندلاع الحريق باتت واردة للدرجة التي تتطلب التعليق عليها من مستوى القيادة العليا .. نعم نعلم أن هناك من يذكي نار الفتنة ونعم هناك من يسعى لها ويسعى بها ظنا منه أن رماد تلك النيران يخفى خلفه ذهب سلطته التي ذهبت
لهذا سيظل ينفخ وينفخ في مستصغر الشرر ..
عندما نادى الثوار بهتافهم الشهير ( العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) لم يكن غائبا عت بصيرتهم الثورية أن لايمكن أن تدار الدولة في ظل وجود راسين يملكان القوة والزهو بالسلطة ومن ذالك نستشف ان موقف الثورة والثوار تجاه الدعم السريع أكثر راديكالية من قيادة القوات المسلحة التي تطالب بالدمج والثورة التي تطالب بالحل.. وكلنا نذكر عندما كان الشعار يتردد في شوارع المدن السودانية جمعاء كان الكثير من الذين يذكون نيران الفتنة اليوم يستخفون بهذا الشعار ويسخرون من الثوار
وثورتهم ويصفون ماجرى في ١١ أبريل ٢٠١٩ بأنه مجرد خيانة ومؤامرة اطاحت بالبشير وبغضون بصرهم وبصيرتهم عن الشارع وثورته.. وعندما جاء انقلاب ٢٥ اكتوبر ظنوا أن سلطتهم ردت إليهم لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن بينهم والعودة آلاف الفراسخ .. يريدونها الان عبر إشعال النيران غير آبهين بمترتباتها .. فقد استمعت لأحدهم وهو يتحدث عن الحرب كأنها نزهة ستنتهي
بغروب شمس يومها.
يجب على الجميع الآن بلاشك
الوقوف بصلابة ضد التصريحات والتصريحات المضادة بين قيادة تلك القوات لان الجيش ليس ملكية للبرهان ولا الدعم السريع مملوك لحميدتي وان بدا كذلك فالدعم السريع مرتباته من وزارة المالية وتسليحه من وزارة المالية وتعيناته وازيائه كلها تصرف خصما على قوت هذا الشعب وبالضرورة كذلك القوات المسلحة .. نعم كمؤيدين لشعارات ثورة ديسمبر نحن لسنا مع الدمج بل مع حل كل المليشيات سوى الدعم السريع او قوات الحركات او تلك المليشيات التي تحت التشيد.. والوصول الي جيش وطني واحد موحد ..
خلافات البرهان وحميدتي بحسب ما اعلمه سابقة للاتفاق
الاطاري وتدخل لحلحلتها رئيس الوزراء السابق حمدوك وقد استمعت لذالك منه شخصيا وان الخلافات وصلت الي الحد الذي بات يهدد الدولة السودانية .. وسعى كذلك امين سر حزب البعث السنهوري في حين آخر
لانهائه..
فمن ينظر الي الخلاف عبر كوة موقفه من الاتفاق الاطاري والعملية يجب أن يعلم انه قصير نظر .. فهذه نيران أن اشتعلت لن توفر أحدا..
اخيرا نقول ان قيادة القوات المسلحة يقع عليها العبء الأكبر في قيادة هذه الخلافات بحكمة وتروي والوصول بها والبلاد الي بر الأمان
وبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى