الأعمدة

( جبريل …. ياتو ..؟

عمك رجل كبير ذهب يبحث عن ابنه الذي هاجر إلى أمريكا منذ عقود ..وحينما ركب المصعد الخاص بناطحةالسحاب التي يقيم فيها ابنه واسمه
جبريل ..ولاحظ أن المصعد قد تجاوز الطابق المائة ولا زال يمضي إلى اعلى واحس بأنه يقترب من السماء وكاد أن يصيبه الدوار بعد أن باتت المدينة تبدو تحته كالسراب سأل صديق ابنه المرافق له ..
انت يا ابني ..موديني لي جبريل ياتو يعني ؟
فوزير ماليتنا الذي نزل الينا بأجنحة اتفاقية جوبا هو الآخر من أعلى زمان الغفلة التي اعتبرها كمنزلات السماء لا يطالها المساس ولو في شولة أو نقطة منها.. وبعد ان ذهب وعاد بخفي حنين من أمريكا في العام الماضي حيث رفض المانحون مجرد ركوبه المصعد المؤدي إلى طوابق التفاوض العليا..هاهو صار يطبق في اقتصاد ومالية البلاد نظريات ما أنزل الله بها من سلطان ..ولا ندري من الذي يوحي لهذا الوزير المتغطرس بفرض سياسات خارج قانون ميزانيته المدغمسة التي شرعن لها خارج مواقيتها و دبج فيها أرقاما ونسبا وهمية ليست موجودة على أرض واقع الإيرادات والمنصرفات و مختلف البنود المرتبكة الأولويات ورصد مبالغ غير حقيقية لقطاعات الخدمات الاساسية .
ولا نعلم حقيقة من هم المستشارون والخبراء العباقرة الذين يحيطون بهذا الرجل ويجيزون تجاوزاته في التوصيات التي يتحدى بها مقدرات المواطن المسكين الذي بات لا ينطبق عليه وصف العيش تحت خط الفقر ..لأن ذلك الخط نفسه أصابه الإعياء وتصدع جراء ثقل الضغط عليه من تكاثر عدد الفقراء تحته .
فإلى متى السكوت والإنكسار تجاه هذا التعسف الممنهج للاستهداف المريب والرجل في ظل إنتفاء هيبة الدولة التي يحكمها القانون وغياب جهات التشريع بات يصبح كل يوم على زيادة في أسعار السلع الضرورية وليست الكمالية أو مضاعفة رسوم الجمارك عليها ويصوب سيف الضرائب على البطون الخاوية بسياساته التي تنعكس تضخما على حياة الناس في كل ضروبها.
و سلطات الانقلاب العسكري مشغولة بحفلات الزواج و الختان الجماعية ..و هي تتقاذف في خطابها الموتور ببيص التلاوم الإنقلابي الفاسد الذي يقع برائحته النتنة على أمن ومعيشة المواطن وهو لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يسلم الجو العام من قذارته .
وصدق عمك حينما سأل ..جبريل ياتو !

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى