الأعمدة

قوة المنطق ..لا منطق القوة !

اليوم صدرت تصريحات صحفية للعميد المتقاعد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي السابق باسم الجيش إبان فترة نظام الإنقاذ قال فيها بالحرف الواحد أنهم كقوة عسكرية تسمى كيان الوطن تمثل مناطق الوسط وهي طبعا خارج القوات المسلحة يملكون أسلحة نوعية متطورة لا يريدون الكشف عنها للعدو ..ولم يوضح من هو ذلك العدو ولكنه أضاف أنهم ليسوا ضد القوات النظامية التابعة للدولة .
وفي ذات السياق لم تمنع الإجراءات التي احتاطت بها القوات الحكومية في منطقة حطاب أمس الأول قيام التجمع الذي خاطبه اللواء المتقاعد كيكل بوصفه قائدا لقوات ما يسمى بدرع السودان !
وكل ذلك يجعل الجزم ممكنا بان السلطات العسكرية الإنقلابية تغض الطرف متعمدة بل وتترك الباب مواربا لتتسلل منه تلك الأنشطة التي لا تخلو من خطورة قد تصب الزيت على حريق المشهد الذي تنفخ فيه عثرات الدمج وهي تقف حائرة عند عقبة عدم توفر الإمكانات و تؤجج بالتالي الخلافات الطافية في فورة الصراعات المختلفة على المستويين المدني والعسكري .!
ولعل القيادة الإنقلابية بذلك الارباك الممنهج تريد أن ترسل رسالة لغريمها اللدود قائد الدعم السريع وقادة الحركات المسلحة التي تمثل اطرافا جهوية واثنية بعينها من خلال تغاضيها عن قيام مثل هذه القوات في مناطق الوسط والشمال والشرق لتجعلها تنشد بالصوت العالي ..
بيت الشاعر الراحل أحمد شوقي..
أحرام على بلابله الدوح..
حلال للطير من كل جنس ..
وهو تحذير بمنطق القوة الذي يضعف دون شك من قوة المنطق بالروح الوطنية الوحدوية الخالصة ..و يستهدف فرص الحلول بالحكمة التي يفترض أن توجه عقل الحاكم الذي يملك زمام الأمور للسيطرة على دولاب الحياة بحسم التفلتات دون فتح الثغرات وتوسيع فتنة النعرات التي إن هي تطايرت شرارتها في هشيم هذه الأوضاع المتناثر ستفجر ذلك الفتيل المزروع قريبا من سرادق الانتقال الحزين فيصبح من الصعب اطفاوه بعد أن ينتشر في كل الإرجاء الهشة التماسك.
ولكن ماذا نقول والبلاد محكومة بعقلية عسكر البصيرة ام حمد التي ترى في قطع رقبة العجل و كسر الجرة معا الحل الامثل لقضايا البلاد المازومة بابنائها المدنيين عديمي الحيلة و رعونة العسكريين من هم على رأس القيادة او.. اولئك المتقاعدين.. فضلا عن المسلحين المليشياويين وتابعييهم المتفلتون قاتلهم الله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى