بعثة اثرية تعلن عن كشف فريد وغير متوقع في دنقلا العجوز
أعلنت بعثة بولندية تعمل في التنقيب في المناطق الأثرية في دنقلا العجوز شمالي السودان، عن كشف أثري جديد في المدينة القديمة، وصفته البعثة بأنه كشف “فريد وغير المتوقع”، وقالت إنه قد يعيد تأريخ تأسيس المدينة القديمة ألف عام أقدم من ما هو متفق عليه حاليًا، من القرن الخامس الميلادي إلى النصف الأول من الألفية الأولى قبل الميلاد.البعثة التابعة للمركز البولندي لآثار البحر الأبيض المتوسط بجامعة وارسو، والتي تعمل في دنقلا العجوز، قالت إنها عثرت خلال موسم التنقيب الحالي، على “عناصر معمارية من معبد فرعوني” في موقع يعود إلى القرون الوسطى.الاكتشافات الأثرية الجديدة في دنقلا العجوز هي عبارة عن “كتل حجرية ذات نقوش هيروغليفية فرعونية وزخارف تصويرية”، وقال عالم المصريات الذي يعمل ضمن البعثة البولندية د. دافيد فيتشوريك، إنها تعود لـ”معبد فرعوني”، وفقًا لتقييه استنادًا للمعايير الأيقونية والباليوغرافية في الكشف الأثري، بالإضافة للتقنيات المستخدمة في العناصر المكتشفة، مثل تقنيات تلبيس كتل الحجر الرملي المكتشف، والتي تشير لأنظمة كانت مستخدمة في النصف الأول من الألفية الأولى قبل الميلاد.ولم يتم حتى تاريخ الإعلان عن هذا الكشف، العثور على أي آثار من هذه الفترة المبكرة. وقال المركز البولندي لآثار البحر الأبيض المتوسط بجامعة وارسو، إن تأكيد وجود معبد فرعوني أقدم بألف عام من المدينة التي يقدر تأريخ تأسيسها في القرن الخامس الميلادي – هذا الكشف يمكن أن يلقي ضوءًا جديدًا على تاريخ دنقلا العجوز، مما يشير إلى تاريخ أقدم بكثير لتأسيسها.وقالت البعثة إن هذا التاريخ يعود لأوقات الأسرة المصرية الخامسة والعشرون، والتي حكمت مناطق شاسعة في شمال شرق أفريقيا والشرق الأوسط. د. فيتشوريك أكد إن هذه “مجرد فرضيات” في الوقت الحاضر، مشيرًا إلى أنه بناءً على المواد الأثرية التي تم جمعها حتى الآن، “من المستحيل” تحديد ما إذا كانت الكتل المنقوشة جاءت من دنقلا القديمة نفسها، أو ما إذا كانت قد تم إحضارها من موقع آخر وإعادة استخدامها لأغراض البناء. ولكنه عاد وأكد: “في كلتا الحالتين، يعد هذا اكتشافًا مفاجئًا، حيث أن الكتل جاءت من مبنى حجري ضخم ولا توجد مواقع معروفة للعمارة المصرية داخل دائرة نصف قطرها أكثر من مائة كيلومتر من دنقلا العجوز” – كما يوضح عالم المصريات وفقًا لموقع المركز البولندي.وأشار فيتشوريك، إلى أن أقرب المواقع التي تحوي آثار من هذا القبيل هي “جبل البركل” على ارتفاع (150) كيلومترًا فوق النيل، ومنطقة “الكوة” على بعد (120) كيلومترًا أسفل النيل؛ وهما المركزان المدينيان والدينيان الرائدان اللذان أسسهما في عصر الدولة الحديثة “في القرنين السادس عشر والرابع عشر قبل الميلاد على التوالي” حكام الأسرة الثامنة عشر.