هدر دم المتظاهرين مابين الطرف الثالث والسلوك الفردى وعين الله
كما اوردته في مقال سابق قبل عدة سنوات،ان احد المواطنين الامريكيبن من اصول زنجيه،قبض عليه بواسطة الشرطه وهو شاب يافع في عمر سبعة عشر عاما،اثر بلاغ ضده،وحكم عليه بالسجن اربعين عاما،قضاها في السجن وقبل اتمام مدته بايام قليله،ظهرت خيثيات جديده،اقتضت اعادة محاكمته،والتي تم فيها للاسف براءته بعد ان اكمل اربعين عاما بالسجن ليخرج منه وهو في عمر سبعه وخمسون عاما.
طلبت منه القاضيه التي برأته بان يطلب اي تعويض نظير مالحق به من ضرر،فاجا الرجل القاضيه، بان قال لها انا لا اطلب شئ كتعويض،ولكن فقط اطلب منكم الغاء القوانين التي استندتم عليها في الحكم علي شخصي،وفي مساء نفس اليوم فوجئ الرجل بزيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما وزوجته ميشيل اوباما في منزله،وقدما له الاعتذار وبالفعل تم الغاء كل القوانين التي طلب الرجل الغائها والتي تسببت في سجنه.
ظلت قوانين منظومتنا العسكريه والشرطيه والامنيه بمختلف اداراتها واقسامها محل احترام وتقدير الشعب السوداني منذ انشائها، والي ان اتت الانقاذ وبدات وكاي مؤسسه حكوميه تاثرت بانهيار الدوله،في ارتكاب بعض منسوبيها مخالفات صريحه للقانون في مايلي المتظاهرين،الامر الذي حز في نفس الشعب وكان سببا في فجوه نفسيه عميقه جدا مابين الشعب وقواته باختلاف مهامها واداراتها،وهو امر خطير وتترتب عليه اثار كارثيه.
في عهد البشير،كان القتل يتم بسريه بحيث لايشعر بفظاعة جرائمهم الا اسر الضحايا والمفقودين من الذين اوقعهم حظهم العاثر في جهاز امن المخلوع،حتي جرائم النظام الفاشي في دارفور،لم يسمع بها اغلب الشعب السوداني،لان اعلام الكيزان كان دائما يصور الصراع في دارفور بانه قبلي من الدرجه الاولي رغم انه كان تصفيه عرقيه بامتياز.
ولكن في خلال الاربعه اعوام التي مضت، وتلت حكم البشير،اصبح القتل علنا وجهارا نهارا ووسط شهود عيان،والانكي والامر،اغلب جرائم القتل اصبحت موثقه صوره وصوت،وظهرت معها مفردات جديده مثل الطرف الثالث والسلوك الفردي الخاطئ والمخالف للتعليمات،رغم ان الشعب السوداني يحفظ لشرطته منذ انشائها انه ليس في قاموسها تسجيل جريمه ضد مجهول الا في حالات نادره جدا ان لم تكن غير موجوده اصلا،لذلك تسجيل اي جريمه قتل تحدث بين صفوف المتظاهرين بان هناك طرف ثالث او سلوك فردي تكاد لاتقنع اي انسان،من واقع ان ذلك لايمكن ان يحدث في ظل امكانيات الشرطه الكبيره وخبرتها الطويله في كشف الجرائم،كما ان تاخر المحاكمات وتنفيذ الاحكام الصادره فورا بعد صدورها باي حجه اصبحت غير مقبوله،وكذلك دخول الجوديه لطلب العفو من اهل الشهداء،اصبح ينظر اليها بانها ليست دعوه للخير واشاعة التسامح ،لان الامر يتعلق بقتل عمد وليس خطا،مما عده البعض بانه تاصيل لمبدا عدم المحاسبه وتعطيل للاجراءات واقرارا لمبدا عفي الله عما سلف،تلك القاعده التي ينطلق منها المجرمين لتنفيذ جرائمهم بقلب قوي واطمئنان يحسدون عليه،من واقع اتخاذهم قاعدة العفو كنقطة ارتكاز وانطلاق لتنفيذ جرائمهم.
انا لا اعرف كيف يقضي اي فرد من افراد الشرطه ليلته وهو قد شهد مقتل وازهاق روح سواء ان بواسطته او بواسطة اخر،هذا الامر مؤلم ان تتسبب في تعاسة اسره مدي الحياه،وانت تعيش عمرك كله وعلي رقبتك او ذمتك قتل نفس،والعذاب الذي ينتظرك في الدنيا والاخره،والله ينظر اليك وانت تقتل في خلقه.
المطلوب وعند تشكيل اول حكومه اصلاح المنظومه كلها والنظر في تغيير قوانينها،وخاصة المتعلقه بالعنف المرتبط بالتظاهر،والذي سيكون حق مكفول للجميع بعد قيام الحكومه المدنيه بكامل صلاحياتها والتي ستعمل علي تغيير قوانين المنظومه،بخصوص ضوابط وشروط الانتساب اليها وعدم استعمال السلاح في وجه المتظاهرين بما يتماشي مع شعارات الثوره من سلام وحريه وعداله.