الأعمدة

النقابات …عودة الغائب الحاضر

 

.

معروف الدور التاريخي الذي كانت تلعبه النقابات في العالم ايام الحرب الباردة بين معسكري الغرب اليميني الرأسمالي والشرق الاشتراكي اليساري ..فقد كانت تحسم تلك المعادلة لصالح الطبقة العاملة وفق تفعيل ذلك المفهوم الثوري حتى في عقر دار الرأسمالية بتأجيج السطوة العمالية تجاوزا للحدود المطلبية إلى بسط المد الفكري البلوليتاري .
وهو ما انتبهت اليه الكثير من الأنظمة التي تسلطت بالانقلابلات العسكرية أو تلك التي انعتقت من قيد اليسار بعد سقوط جدار برلين فعمدت إلى تدجين النقابات في بيت طاعتها الى درجة ان يتمرد على أرثه الطويل نقابي مثل الزعيم العمالي ليش فاليسا فيصبح رئيسا لجمهورية بولندا في صيغة يمينية سافرة وهو القادم من أوساط عمال ميناء جدانسك وقس على ذلك أن يصبح طبيب اسنان برجوازي العيش مثل البروفيسور ابراهيم غندور رئيسا لنقابات السودان في مفارقة تسخر من اللعبة المكشوفة بجعل النقابات تحت ابط نظام يدعي اتباع النهج الاسلامي وهو في حقيقته يجسد نهجا معاديا للطبقة العاملة ليكسر شوكتها لصالح طبقة راسمالية تنظيمية قابضة عبر نظام عسكري يتسربل بعباءة مدنية زائفة !
الآن وبعد التغيير النسبي الذي أسست له ثورة ديسمبر التي أزاحت طاقية ذلك النظام وكشفت عورته ..ومن هنا برزت أهمية عودة النقابات إلى دورها الريادي لتعمل باستقلالية ثورية لونها الوطنية وطعمها المهنية ورائدها الحيادية السياسية وهمها نصر العضوية وحادبها رفع الإنتاجية .
وإننا إذ نبارك هذا الداب المحمود معنى ومبنى في خروج هذا المارد من اقفاص حبسه الطويل فإننا يحدونا الامل بأن تمضي بقية الكيانات المهنية في ذلك الطريق ومن سار على الدرب حتما سيصل كما وصل الصحفيون الاحرار بالامس ولحقهم المحامون الابرار وهاهم الأطباء الثوار يلحقون بالركب القاصد تتقدمهم الكنداكة الشابة الدكتورة هالة عمر وأركان عنابرها وجنود مختبراتها ومن يرسمون البسمة في ثغر المستقبل بمدنية لابد منها وأن اتسعت المسافة التي ستضيق بتسريع خطى الإصرار لامحالة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى