الشرطة جات متأخرة ..
في نبرة خطاب جديدة يبدو ان حادثة مقتل الشهيد ابراهيم مجذوب ربط الله على قلوب والديه بالصبر وحسن الاحتساب كانت القشة التي قصمت ظهر بعير عدم الاكتراث لكل تلك الدماء التي كانت تسيل وسط المواكب السلمية فتتنصل عنها الشرطة ببيانات فطيرة تثير عليها سخرية الرأي المحلي والعالمي وهي تنسب ذلك التفلت إلى طرف ثالث مجهول وكأن الأمر لا يعنيها ليس في حماية المواكب فحسب ولكن أيضا في اكتشاف ذلك الشبح الخفي الثالث ..ولكنها ويا للمفارقة كانت تنسب حرق شاحنة شرطية أو اقتحام مركز امني وإتلاف محتوياته مباشرة إلى الشباب المتظاهرين ولو كان خط سيرتهم لم تكن وجهته اي من مقار الشرطة والدليل أنهم يتظاهرون احيانا في الأسواق ولا يتعرضون لممتلكات ودكاكين المواطنين ..اليس احتمال أن من يخرب تلك المقار الشرطية أيضا هو ذلك الطرف الثالث !
بالامس تحدث مدير الإعلام بجهاز الشرطة اللواء ابراهيم مصطفى عبر برنامج في دائرة الحدث بقناة سودانية 24 وكأنه يطلق مبادرة باسم الشرطة وعلى خلفية تصريحات الوزير المكلف الاخيرة بأن تبدأ قوات الشرطة في فتح صفحة جديدة في تعاملها مع مواكب الشباب و كأنها تعترف بأن الصفحة التي تريد طيها كانت ملوثة بالدماء وهذا ما ذكره الشاب أسامة من لجان المقاومة الذي تقاسم تلك الحلقة مع اللواء مدير اعلام الشرطة وطالبه بأن تتحمل الشرطة مسئؤلية مايزيد عن المائة الذين سقطوا في تلك المواكب منذ قيام انقلاب 25اكتوبر قبل أن تفتح صفحتها الجديدة وكأنه يقول له الشرطة جات متأخرة !