محراب الشاي !
حسنا .. سأبدأ في التوقف عن شاي الصباح وشاي ما بعد الظهيرة قبل أن يبدأ الصوم بيوم أو يومين .. حتى لا أقع في فخ الصداع النهاري. هكذا أقول لزوجتي قبل كل رمضان وانا أتمنى في قرارة نفسي أن تتجاهل قراري. وبالفعل .. تمر الساعات والأمور في مجراها المعتاد شاياً صباحياً ونهارياً لذة للشاربين!
ثم يجيء رمضان، وتبدأ الرغبة في الشاي تدغدغ بوساوسها، فأطرد الشيطان مستعيذا بالله، ثم أنتظر الصداع، الذي قد يأتي وقد لا يأتي، إلى أن تختفي الأعراض الانسحابية، ويبدأ روتين جديد في توقيت التعامل مع الشاي لبقية الشهر.
والشاي ليس وحده من يتلاعب بالمزاج، فشدة الحرارة في الصيف هي اختبار حقيقي لقوة الصبر في الشهر الكريم، كما أن عكننة أصحاب (الكيف) تصبح فيروساً مسعوراً في سرعة الانتقال .. وقد كان لنا جار أتفادى لقاءه في أي نهار رمضاني، خوفا من أن أحييه فينفجر في وجهي وأكون من الهالكين!
والأمر ليس جديداً .. ولا صلة له بأوقاتنا الحاضرة، فقد قيل إن الشاعر ابن الرومي صام أحد شهور رمضان في أغسطس (آب) بحرارته التي تسلخ الجلد، وبعد الصيام قال في شطط وجنوح عن الجادة:
شهر الصيام مباركٌ
ما لم يكن في شهر آب
خِفت العذابَ فصُمته
فوقعتُ في نفس العذابْ
خففوا الشاي والقهوة قبل يوم من الصيام، وتذكروا هذا الخير العميم الذي يأتي به رمضان، جعلنا الله من صوامه وقوامه، وكل عام وأنتم بخير.