المنوعات

(سَفَرٌ إِلَى مَقامِ الْحَمْد) القصيدة_الفائزة : بجائزة شاعر الرسول كتارا قطر : للشاعر السوداني : عبد الحميد حسن عبدالله

كتب / صديق الحلو
مُتَوَضُنَا بِالْوَجْدِ عِشقا اخضرا
يمشي دمي صَوْبَ السَّنا مُتَعَرا
حُمُ البَياضُ وَلَمْ هَلَّتْ دَمْعَةً
مِنْ جِبْرِ رُوحِي فَاسْتَحالَتْ أَسْطُرا ،
تَعْدُو عَلَى أَرْضِ الشُّعُورِ وَرَجْعُها
تَرْتِيْلَة لِلشَّوْقِ سالَتْ أَنْهُرا
وَانْسابَ فِي حَرَمِ الْمَحَبَّةِ خَافِقِي
سِرْبًا مِنَ الصَّلَواتِ حَلْقَ مُزْهِرا
لِلْمُصْطَفى .. فَالْبَوْحُ يُشْرِعُ ظِلَّهُ
سَفَرًا سَماوِي الْخُطَى ومعطراٰ
الآنَ أَجْنِحَةُ الشَّذا تَجْتَاحُنِي
الأفيق في غارِ الْبِدَايَةِ أَطْهَرا
وَوَقَفْتُ أَقْرَأْ فِي الْمَسافَةِ وِجْهَتِي
لِيَضُمْ أَنْفاسِيِّ النَّبِيُّ مُبَشِّرا
هُوَ ذَلِكَ النُّوْرُ الْمُهَاجِرُ تَحْتَهُ
سَمَتِ الْجِهَاتُ الْمُسْتَهَامَةُ مِنْبَرَا.
وَافَيْتُ ضَوْءَكَ مِنْ وَرَانِي أُمَّةً
تَبْكِي وَما وَجَدَتْ شَذاكَ لِتُبْصِرا
سَفَكَتْ نِصالُ التِّيهِ لَونَ سَمائِها
فرأتْ بِماءِ الفَجْرِ أَفْقَكَ مُبْحِرا
فَتَساقط الْوَجَعُ الْقَدِيمُ وَرَفْرَفَتْ
تَسْعَى إِلَيْكَ مِنَ الرِّمَادِ إِلَى الدُّرَى
يا مُنْتَهَى التَّرْحالِ فِي دَرْبِ الْمُنَى
طَعْمُ الْوُصُولِ يَبْلُ رُوْحِي سُكْرا
قَبْلِي قَنادِيلُ المحبينَ ارْتَقَتْ
وَأَتَيْتُ يَا مَوْلَايَ أَشْعَثَ أَغْبَرًا
قَلبي عَلَى غَارِ الْحَنِينِ حَمامَةٌ
وَقَمِي مُرِيدٌ بِالصَّلاةِ تَدَقَّرا
تَخْضَرُ بِاسْمِكَ في سَمانِي جَنَّةٌ
نَبْضِها شَجَرُ الْغَرامِ تَجَذَّرا.
لأفيض مِنْ عَينَيكَ فِضَّةَ رَأْفَةٍ
وَأَقِيمَ ذِكْرًا في شِفاهِكَ مُثْمِرا
وَأَطِيرَ عَنْ قَسَمَاتِ وَجْهِكَ فَرْحَةً
يَنشَقُ أَفْقُ الحُزْنِ عَنْهَا مُدْبِرا
وَيَذُوبَ بَيْنَ يَدَيكَ جِذْعُ مَواجِعِي
وَأَعُودَ غَيْمًا فَوقَ خَطْوِكَ قَدْ سَرى
وَأَمَسٌ أحْجارَ اصْطِبارِكَ أَوْرَقَتْ
لِتُشع في لَيلِ الْمَشَقَّةِ بِالْقِرَى
وَتَضُمْ أَوْراقِي جِراحَكَ آيَةً
تَهْمِي عَلَى الدُّنْيا عَطَاءٌ مُبْهِرا
يَا عَارِجًا للهِ صَوْتُكَ سِدْرَتي
أَدْنُو فَيَنْهَمِرُ الْجَلالُ مُخَبْرًا
وَأَخُوضُ مَوْجَ الْغَيبِ فِي مِرْآتِهِ
فَأَرَى الْجِنانَ، أَرَى الْمَلائِكَ حُضُرا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى