الأعمدة

ارتحالات يعقوب النجدي رواية خالد اليوسف البحث عن الذات في عالم متغير

تنسج الاسئلة خيوطا ملونة في رأس يعقوب حتي بانت رداءً مفروشا
يتحرك في اوقات معينة ليكشف عن عمق جذورها وفي اوقات أخري
يكون ساكنا ليغطي حراكها ويدثر آثارها لأوجاع تطارده منذ وقت مبكر.
ارتحالات يعقوب
النجدي رواية صراع العواطف عادات وتقاليد قديمة وصار التحول.التغيير والتجديد في المجتمع ،هنا لابد
من الاعتراف بقيم
جديدة مع التمسك بالتراث.
رواية تثير الشغف
وتحرك الاهتمام بيئة الجزيرة العربية بازمانها المنتهيه وحاضرها الزاهر.
وخيوط تربط بين كل ذلك.مفاهيم
الماضي تقيس الحاضر وتساهم في بناءه.رغم اصرار الجيل الجديد علي الاستقلال. رواية موضوعية اليفه وواضحة من بيئة الريف القاسية الي المدينة بمباهجها ومناهجها المختلفة وعناصرها وتمجيدها للعمل
وفق موسي المطوع، وموسي الكويتي ويعقوب في العمل وهم اخوان من الرضاعة، والحياة
تسير بهم من كبد
الي كبد.
لم يكن يعقوب بن حمود الرضيع
علي وعي كامل حين اراد الاسترسال في احداث حياته.كانت الحمي مسيطرة
علي وجدانه الداخلي.يريد الثرثرة والإفصاح عن كل يوم مر به.
لكن الجميع سادرون في دروب الحياة كل منهم في فلك وسماء يسبحون.
شخصيات حية تنزعنا من هدوئنا
لتدفع بنا الي عوالمها…ارادة التغيير الكامنة في ابطالها ،كتب خالد اليوسف رواية تستحوذ علي الاهتمام بجدارة.واقعيتها
وخبرته طيلة السنوات.ارتحالات يعقوب النجدي.تذهلنا جزيئياتها المسبوكة بعناية
وذلك السرد المتماسك كالسينما تماما.
عالم صلب بالامكنة ،الوصف
والتعابير وتلك العواطف.الاشارات قوية وثابته.رواية تمتاز
بجماليات الصور
الآم الشخوص ورغباتها.
كتب خالد اليوسف اسلوبه الخاص فتفوق.
ولديه القدرة علي قص الحكي.الاحداث المشوقة المؤثرة والدرامية التي احتوتها رواية تحولات يعقوب النجدي تجعلنا نتعايش مع ابداع
رفيع ان يبرز لنا ذلك الجزء الحبيب من وطننا العربي.
سمعت انهم يتغنون ويرددون
فيما بينهم الاشعار التي تتوهج حبا وعشقا
ل زليفات.لكنني كنت لا اري فيها
الا الجوع والمسغبة والحاجة الي الطعام اليومي.لا
اري فيها الا الهلاك ،رواية مليئة بالحيوية والصدق في أسلوب جاذب.متنوع ومثير للخيال.والرواية ليست للتسلية.لقد اقنعنا خالد اليوسف بأننا نقرأ
اشخاص حقيقين اننا نحس بها كأنها
عيشت حقا.نحس
بان المؤلف يعرف
اكثر من تلك التي
قصها علينا من احداث.والرواية لها منطقها السليم والكوني للاشياء.هنا الرواية يتعدي معناها الحكاية وتسمو بها نحو
حقيقة انسانية عميقة ،ليس هناك تعارض بين الشكل والمضمون.
كتب خالد اليوسف رواية شيقة تعبر عن الأيام الجميلة لمجتمع الزليفات
الرياض العارض
والكويت.بيئة مليئة بالاخلاق والعادات الاصيلة.الاسلوب هو الاهم،كتابة روائية شفافه رواية عبرت عنا بتوازن ولخالد اليوسف طريقته في القول.
كانت سيارة العارض في انتظارنا في اليوم الموعود وهي المرة الأولي التي نركب فيها مركبة تجوب البلدان والصحاري والقفار والمسافات الطويلة. ذات لون
احمر ومغطاة بشبك واسع من الحديد.
موسي المطوع ،موسي البرق ويعقوب النجدي.اشترينا راديو وبدأنا العمل في الرياض
في بيع الخضروات.
وذهب يعقوب النجدي الي الكويت مع صديقه موسي الرمله.عرف اشياء
وغابت عنه اشياء.
اخري.
الشكل هو المهم
في الرواية.والاشارة الي الطريق اسهل كثيرا من السير فيه.رواية من الافكار والعواطف
محورها الانسان الذي تحركة عذاباته وعواطفة
وتلك الاقدار ،
وهل الانسان لايأخذ من العالم
سوي المعرفة الذاتية. كثير من التساؤلات تطرحها رواية ارتحالات يعقوب
النجدي حيث نجح خالد اليوسف في طرح اسئلة الكينونة حيث انها معبر روحي حقيقي بين الانسان والاشياء.

الخرطوم 23مارس2023م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى