الأعمدة

صورة السباق السياسي الحالي !

الوضع السياسي الحالي الذي تعيشه بلادنا في ظل فشل هذا الإنقلاب وقد تورط فيه القائدان العسكريان المتسلطان ولكنهما سرعان ما اختلفا عند اكتشاف عدم جدوى المسروق و من ثم تنكرا في قسمته رغم عدم فائدته لمن جعلوا لهم من ظهورهم سلما للصعود والقفز من على حائط السلطة للإستيلاء عليها ظنا منهما في سهولة الحكاية .
فيبدو لي هذا المشهد الان وكأنه مضمار سباق ملامح خط النهاية فيه تتراقص خلف بحر من امواج لامعة ..البعض متيقن انها نهر سيقود للعبور إلى ضفة الخلاص والبعض الآخر يرى أنها محض بحيرة سراب خادع و فريق ثالث يجزم انها لاتعدو كونها وهما متخيلا لاهو ماء ولا هو سراب !
ولكن لو افترضنا أن الجميع وقفوا على نقطة بداية السباق نحو خط النهاية .
فسنجد أن الاطاريين هم تلك السلحفاء التي تحركت قبل الجميع مبكرة في بداية الرحلة حاملة على ظهرها جرذين يتناكفان فوقها وهي تضحك ملء شدقيها لأنها تفكر في أن تقذف بهما معا من على ظهرها في أول منعطف يصادفها في سكة السجال !
أما الكتلة الديمقراطية فهي البغل الضخم الكرش والثقيل الجسد الذي يفتقر إلى مقومات التنافس رغم انه يتخيل نفسه حصان حقيقي وينظر إلى تحرك السلحفاء أمامه بأنه مضيعة للوقت فهي في نظرهم لا حجمها ولا حركة رجليها البطيئة ستمكنها من إكمال السباق ان هي مضت منفردة أو حتى ضمن الآخرين إذا ما بدءوا التحرك بعدها !
وأما الرفاق الجذريون فهم بمثابة الارنب الذي يقول فيما العجلة وانا في كل الأحوال الاسرع جريا والاخف حركة و الممتلي ثقة بأنني متى ما تحركت فثاثير غبارا كثيفا في عيون الآخرين و سيجعلهم ذلك مرتبكين وسيفقدون بوصلة الطريق الى الهدف المنشود وساعتها ساتقدمهم بجدارة وصولا إلى خط النهاية محمولة على أكتاف الثوار .
غير أن أهل النظام البائد وجماعة التيار الإسلامي العريض ومن ركب معهم على سرج الحكم سابقا ..فإنهم يتحركون تارة ليلا على ضوء المصابيح التي وفرها لهم الانقلاب لتخريب طريق السباق .
بينما هم نهارا يتظاهرون بأن السباق برمته لا يعنيهم في شي وأنهم سينكبون لإعلاف مطاياهم استعدادا لسباق حقيقي هم على ثقة بأنهم محرزوه اما بالمال أو بأية حيلة أخرى تمكنهم من كسب الرهان والعودة إلى الذي كان !
ويظل شعبنا واقفا في حيرة من أمره مربع اليدين عند أرصفة الفرجة على طول جانبي مضمار السباق الغارق في حفر الصراعات و المتعثر في مطبات التناحر .
ولا يدري لمن سيصفق في نهاية مطاف السباق الذي بدأ في نظر فريق والموجل من وجهة نظر أكثر من فريق !

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى