الأخبار

التجمع الاتحادي يتهم جهات وراء تعطيل لقاء البرهان وحميدتي

شجب القيادي بالتجمع الاتحادي و رئيس القطاع الإعلامي محمد عبدالحكم الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع، ودعا قائد الدعم السريع بعدم مخاطبتهم عن السلام والديمقراطية مالم يوقف قواته من الانتهاكات التي تمارسها قواته ضد المدنيين العزَّل، ودعاه لوقف العمليات العسكرية إن كان راغبًا في الوصول إلى سلام، ودعا القوى السياسية والمدنية للالتفات لتراجع المجتمع الدولي والإقليمي بالاهتمام بالملف السوداني حتى على المستوى الإعلامي، مشيرًا إلى ازدياد بؤر الصراع عالميًا وإقليميًا محذرًا من أن يطيل ذلك من أمد الحرب، مالم تتوحد القوى المدنية وتعي دورها في وقف الحرب واستعادة التحول المدني الديمقراطي وإنهاء معاناة الشعب السوداني، مشددًا على عدم ترك الشأن السوداني ليقرر فيه الجنرالين.

واتهم عناصر النظام السابق بعرقلة اللقاء المرتقب بين قائدي الجيش والدعم والسريع، مشيرًا إلى أنهم يسيطرون على حكومة الواقع في الدولة وأردف “على الرغم من أنه لاتوجد دولة”، مؤكدًا رغبة الفلول في استمرار الحرب، وطالب قائد القوات المسلحة باتخاذ موقف حاسم بالتخلص من تلك العناصر وتقديم مصلحة الوطن ووقف معاناة الشعب السوداني وتحقيق السلام.

وقف الحرب و ترسيخ السلام:
وطالب عبد الحكم في مقابلة مع “راديو دبنقا”، قائد الدعم السريع هو ومستشاريه أن لايخاطبوا الناس عن السلام والاستقرار واستعادة الحكم المدني، والمتفلتين من قواتهم يهاجمون المدن والقرى ويقتلون وينهبون ويهتكون الاعراض، وأضاف بأنهم مواطنين أبرياء ومدنيين عزّل لايحملون سلاحًا وليسوا أعداء للحكم المدني، ولاهم فلول النظام السابق، مذكرًا بأنهم ادخروا أموالهم من كسبهم المادي وشقاءهم لسنوات.

ودعا القيادي الاتحادي في حديثه لبرنامج “ملفات سودانية” قائد قوات الدعم السريع بوقف توسيع نطاق عملياتهم العسكرية، وقال إنَّ ذلك يخالف الخطاب الذي يتلوه قائد قوات الدعم السريع ومستشاريه أمام الشعب السوداني، مشيرً إلى أن الدعم السريع لديه أطروحاتان واحدة على المستوى النظري والثانية على المستوى العملي وأن كل منهما تخالف الأخرى، وقال إنَّ الأولى يؤكد فيها حرصه على السلام، بينما الثانية تتمثل في عملياته العسكرية والانتهاكات التي تمارسها قواته بحق المدنيين العزّل. وأضاف يجب أن يتسق قائد الدعم السريع في أطروحاته النظرية مع العملية ومطابقة خطابه السياسي مع الواقع الميداني ومعاملة المدنيين معاملة كريمة داخل المدن والقرى السودانية.

ورأى عبد الحكم أن الحفاوة التي حظي بها قائد الدعم السريع في جولاته الخارجية واستقباله من قبل القادة الأفارقة رسميًا، يجب أن تشكل حافزًا يدفعه لوقف التمدد العسكري وإيقاف الحرب و انتظار الدخول في عملية سياسية من أجل إعادة هيكلة القوات المسلحة السودانية وبناء جيش قومي مهني موحد، وتسليم السلطة لحكومة مدنية تكون معنية بالاعداد لانتخابات يختار فيها الشعب من يحكمه.

الملف السوداني جند ثاني:
وعبر القيادي الاتحادي محمد عبدالحكم عن أمله أن تشكل قمة الإيقاد المرتقبة في العاصمة اليوغندية كمبالا الخميس المقبل، وقال بالرغم من أن القمة المرتقبة مخصصة لمناقشة النزاع الصومالي الإثيوبي باعتبارها القضية الساخنة الان، إلا أن الملف السوداني استصحب كجند ثاني في هذه القمة أيضًا للدفع بالمفاوضات إلى الأمام، لإيجاد تفاهمات لوقف إطلاق النار من أجل توصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين.واعتبر أن القمة ستدفع أيضًا بلقاء القائدين الفريق عبدالفتاح البرهان القائد العام للجيش والفريق محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع.

غير أنه أشار إلى هنالك كثير من المصاعب و العقبات التي تواجه لقاء القائدين تتمثل فيما وصفه بدوافع ذاتية وداخلية لدى كل طرف، وقال إنَّ الاطراف الداعمة للجيش السوداني خصوصاً فلول النظام البائد، تسعى بكل ما تملك من أجل عرقلة التوصل لأي اتفاق ومواصلة الحرب حتى تحقيق النصر وفق مايتصورون، ورأى بصعوبة ذلك على المستوى العسكري وتوقع أن يطيل ذلك أمد الحرب ويزيد من معاناة السودانيين، مشيرًا إلى أن هذه المصاعب ألقت بظلالها على ترتيبات عقد اللقاء بين قائدي الجيش والدعم السريع، وأعرب عن أمله في أن تتوفر لهما الإرادة السياسية والأخلاقية لعقد هذا اللقاء وتجاوز هذه العقبات والتي تعمل على تذليلها أيضًا القوى السياسية المدنية والقادة الأفارقة.

وأوضح أنهم في قوى الحرية والتغيير لديهم اتصالات مع قيادات الجيش السوداني وتلمسوا أمل في موافقة قائد الجيش، بلقاء قائد الدعم السريع والمضي قدمًا في سبيل التفاوض لإنهاء الأزمة، لكنه اتهم من وصفهم بعناصر النظام البائد بعرقلة تلك المساعي وقال أنهم احتلوا كل مواقع الدولة بالرغم من عدم وجود دولة “على حد تعبيره”.
ونبه إلى أن البرهان يواجه ضغوطات غير مسبوقة من قبل الناشطين والصحفيين المحسوبين على ما وصفه بالتنظيم الإرهابي، يهددونه بالاغتيال وربطه بالحبال واعتقاله وتغييره بإقالته، واعتبر أن تلك الحملة نفسها تمثل تعقيدات تمنع الرجل من القبول بالتفاوض ووقف معاناة السودانيين، وقال إنَّ هذا الوضع الإنساني يفرض على قائد الجيش أن يتحلى بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية ويتقدم للتفاوض مع قائد الدعم السريع من أجل إنهاء هذه الحرب التي وصفها هو نفسه بالعبثية مايفرض عليه العمل من أجل إيقافها، ودعا البرهان إعلاء الشأن الوطني والتخلص من عناصر النظام السابق بقرار حاسم.

تراجع الملف السوداني:
وأبدى القيادي بالتجمع الاتحادي قلقه من تراجع الاهتمام الإقليمي والدولي بالملف السوداني، بسبب التصعيد المتواصل في الحرب الاوكرانية الروسية، وانفجار الأوضاع في غزة والصراع الصومالي الإثيوبي، وأوضح بأن تراجع ملف السودان في الأجندة الدولية بدأت مؤشراته في وسائل الإعلام من خلال الفضائيات منذ اندلاع الحرب في غزة، وأضاف “أننا حذرنا من هذه الخطوة بشكل متكرر وهذا الأمر يحتاج منا حث المجتمع الدولي على إنهاء هذه الحرب”، واعتبر أن هذا الأمر سيلقي بمسؤولية كبيرة على عاتق القوى السياسية المدنية للعمل بجهد كبير وبسرعة لإنهاء هذه الأزمة قبل أن يهمل الملف السوداني بشكل كامل وتترك مصير البلاد في ايدي جنرالين متقاتلين.

و قطع عبد الحكم بعدم وجود علاقة لتوقيع اتفاق اديس ابابا بالتحالف مع من وقعت بينهما الاتفاقية، وقال أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” توفرت لها معينات سياسية من قوى مدنية سياسية و نقابية مهنية، شكلت جميعها مع بعضها البعض تصور سياسي، وهذا التصور تم طرحه على الشعب السوداني وطرفي النزاع وطلبت تقدم مقابلة مع قادة طرفي النزاع، لبى الدعم السريع هذه الدعوة وتلقينا ضوء أخضر من قادة القوات المسلحة السودانية لكن هنالك بطء في تلبية هذه الدعوة بسبب العراقيل التي ذكرناها سابقًا.
تحالف الدعم والحرية:

وفي سياق ذي صلة قطع القيادي بالتجمع الاتحادي بعدم وجود أي تحالف بين الحرية والتغيير والدعم السريع وقال: إنَّ هذه الفرية تم إطلاقها بكثافة وتم التركيز عليها، من قبل من وصفهم بإعلام الفلول الذي أعد نفسه منذ إطلاق الشرارة الأولى للحرب لدمغ قوى الحرية والتغيير، ماقبل “تقدم” على أنها الحاضنة السياسية للدعم السريع، وأضاف: نحن لسنا وسطاء لكي نتحالف مع هذا أو ذاك أو نتقرب لأي طرف، وذكر أنهم منخرطين بشكل رئيسي في محاولة إنهاء هذه الأزمة واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي وتابع “وهذا مايدفعنا للسعي للقاء قادة الطرفين”.

ولم ينفي عبدالحكم أن اتفاق “أديس أبابا” حوى على بنود سياسية، ما أثار جدلًا بإعطاء طرفي القتال دور سياسي، وبرر موقفهم بأن هذا الأمر فرضه واقع انخراط الجيش والدعم السريع في العمل السياسي، لكنه عاد وقال المؤكد أنَ الإعلان هو تمهيد لإيقاف الحرب وإعادة هيكلة القوات المسلحة، والنأي بالمؤسسة العسكرية عن الحكم وعدم ممارسة الأنشطة السياسية والاقتصادية وأضاف أن الهدف الرئيسي مايزال وفق لما اختطه ثوار ديسبمر المجيدة أن يذهب العسكر للثكنات، وأن يستعيد المدنيون الحكم بشكل كامل ويؤسسوا لسلطة جديدة تأتمر بأمر القانون الدستور.

واعتبر عبدالحكم أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” تمثل اختراق سياسي كبير لتوحيد القوى المدنية الديمقراطية الرافضة للحرب، المنادية باستعادة التحول المدني وتحقيق السلام في البلاد، وعبر عن أمله أن تتواصل الاتصالات والمشاورات بين “تقدم” والحركات المسلحة والأحزاب. من أجل الوصول لتكوين جبهة مدنية موحدة تجمع كل المدنيين الديمقراطيين لاتستثني أحدًا سوى الحركة الإسلامية وواجهاتها ولافاتاتها، واعتبر هذه الردود الإيجابية من حركات وأحزاب لم تشارك في تأسيس تقدم، تعطي مؤشرًا بأن بالإمكان أن يحدث أفضل مما كان في أديس أبابا و أن تتوحد الجبهة المدنية بكلياتها خلف راية وقف الحرب واستعادة التحول المدني الديمقراطي. وأعرب عن أمله في أن تثمر التشاورات التي تجري في داخل الحزب الشيوعي عن تواصل مع “تقدم” والتوصل معها إلى تفاهمات إن لم يكن بالانخراط داخل الكتلة المدنية فبالاتفاق على الحد الأدنى من أجل وقف الحرب واستعادة التحول المدني الديمقراطي. وتمنى أن تكون ثمار “تقدم” أن يتم توحد كامل للجبهة المدنية الديمقراطية في السودان، لتحقيق هدف السودانيين في تحقيق السلام، بوقف الحرب العبثية و عودة المواطنين لمنازلهم ومن ثم إعادة العسكر لثكناتهم و استعادة مسار التحول المدني الكامل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى