الأعمدة

البديل هو البرنامج وليس خياراتكم الثلاثة يا عشر !

من الواضح أن من يسمون أنفسهم زورا وبهتانا بالكتلة الديمقراطية قد بلغوا ذروة الإفلاس الإنساني ولا اقول السياسي..فباتوا يتلوثون في وحل التخبط بدلا عن الإغتسال بفضيلة الإعتذار عن تسببهم في هذا الإنقلاب الذي أدرك قادته قبل غيرهم أن تلك الكتلة أقل صيتا وأضعف منعة من أن يتكيء عليها كتفهم المائل في بحثه عن بوابات المخارج من هذه الورطة التي تدخل فيها البلاد ويعانيها الشعب المغلوب على امره !
وبغض النظر عن مثالية الإتفاق الإطاري المستند على مسودة دستور تسيرية نقابة المحامين من فرضية الإجماع المستحيل حول كل عمل إنساني ..فعلى الأقل يمكن القول إن القائمين على العملية السياسية الإطارية بناء على ذلك البرنامج قد بذلوا من الجهد و سهروا الليالي حاملين هم الوطن الى درجة التنازل بالجلوس إلى من انقلبوا عليهم واودعوهم غياهب السجون وسعوا لتجريمهم وشيطنتهم بكل السبل التي ورثوا خبثها من الإنقاذ.. ولكنهم فشلوا في كافة تلك المساعي ولم يجدوا من طريقة للإنعتاق من قيد انقلابهم الذي كتفوا به حركتهم قبل ارجل البلاد وجاءوا إلى طاولة الإطاري صاغرين بعد أن أدركوا الا مناص من الاعتراف بخطيئة انقلابهم الذي إدانه المحيط الإقليمي والدولي فضلا عن حركة الشارع الشبابي رغم التقتيل والعنف و التي لم يهدأ هديرها مطالبة برحيل العسكر للثكنات وحل المليشيات .
وخلال فترة هذه الحركة الدؤوبة للقوى الموقعة على الاتفاق الإطاري ..ظلت الدوائر الفقاعية لما يسمى بالكتلة الديمقراطية تتسع هلاميا بإضافة كيانات إما أنها فاقدة لبوصلة الوعي السياسي أو أنها كالبغلة الطرشاء التي تمضي خلف الخيول الجربانة كما يقول المثل ..ولم نسمع لهذه الكتلة أن طرحت برنامجا بديلا يمكن أن يوفر لها غطاء التواجد في حومة السجال الحالي الذي يدور في تعطل عجلة الحياة في بلاد صارت بلا دولة .
بل كانوا دائما يقفون عند حدود وضع العصي في دواليب العملية السياسية التي كانت تكسر تلك العراقيل وتمضي إلى خواتيم اشواطها لا تلوي على شي .
وكما قلنا اننا قد لا نجزم بمثالية نهجها أو نجاعة نتائجها في الحد الاقصى ولكن لابد من اعطائها الفرصة الكاملة لتأكيد مصداقيتها من عدمها ..ومن لا يرغب في الدخول فيها فمن حقه أن يعارض بشرف وتجرد من كل غاية ذاتية وبالوسائل الديمقراطية التي يتسربل بعبائتها أن لم يكن نفاقا .
ولكن التحركات البائسة واليائسة لجماعة الديمقراطية كفاقد الشي خلافا لوصفها لذاتها فإنها تركد قد فقدانها لصوابها وهي تشهد هذا التقدم نحو إكمال خطوات تلك العملية .
فبدأ قادتها يكشفون عن الوجه القبيح لدفاعهم عن مكاسبهم الوظيفية والنفعية البعيدة عن صلب قضايا من زعموا أنهم حملوا السلاح من أجلهم .
فابالامس وفي لقاء جماهيري بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور اسفروا عن ذلك الوجه الشرير بأن أعلن الدكتور عبد العزيز عشر الاخ غير الشقيق لوزير المالية الدكتور جبريل بأن لديهم ثلاثة خيارات لهزيمة أية حكومة تتشكل بناء على الاتفاق الإطاري دون إشراكهم في مداولات تشكيلها أو بالأحرى كما يفترض أن يعلن صراحة إذا فقدوا مواقعهم في السلطة المنقوصة الحالية .
أما إشعال الحرب مجددا ..أو إثارة الفوضى وإغلاق الطرق الهامة أو استدعاء الجيش لانقلاب عسكري .!
ولم نقرأ سطرا واحدا اونسمع من يتحدث عن بديل سياسي يجادلون بمنطقه على منصات السجال السياسي المتاح لكل ذي نهج قويم .
وهو لعمري الخبل بعينه حينما يطيش ما تبقى من ذرة الصواب في عقول هؤلاء النفر الذين لا زالوا يقرأون فقط من كتاب العنف ويكتبون بفوهات البنادق ولم يتقدموا خطوة في طريق تحولهم من جماعات مسلحة إلى فعاليات سياسية تتدبر أمرها بالتعقل و ترسم مستقبلها بالتقبل الجماهيري لا بتنفير الروح الوطنية عن نوايا شرورهم التي لا يخجلون ويا للعار من التشدق بها في عقر دار اهلهم التأئقين للأمن والاستقرار والسلام والعيش الكريم ولو في حده الأدنى .
لا صدمتهم بإثارة المزيد الغبار في عيونهم الباكية الحزينة التي تعذبت بسببهم كثيرا !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى