الأعمدة

مع اللصوص

والحرامية أيضا لهم تخصصاتهم. هذا أمر معروف، بل وفي بعض المدن توجد أسواق تزدهر بسلع اللصوص، حيث تباع بربع سعرها الحقيقي في الأسواق، ولا أحد يكترث بالسؤال عن مصدرها أو لماذا تباع بأرخص من أخواتها !
والحاذقون من هؤلاء اللصوص يميلون لسرقة ما خف وزنه وثقل ثمنه، ولذلك تتبخر محفظتك من جيبك في الزحام، أو يصبح حبيبك الموبايل في خدر الحرامي إذا طاف عليك يوماً وأنت وأهل بيتك نائمون!
شكا لي أحد الأصدقاء بأنه تعرض لسرقة المرآة الخاصة بسيارته .. ولأنها المرآة اليسرى التي يكثر عليها الاعتماد، فقد سارع للبحث عن البديل، ليكتشف أن أسواق قطع الغيار خالية منه بالكامل.
وقبل أن يملأه اليأس، نصحه أحد معارفه بالبحث عن مقصده في سوق الحرامية أصحاب التخصص في مرايا السيارات. ووصف له المكان بالتحديد، وبالفعل ذهب إلى هناك، ووجد غرضه بسعر “معقول”، فابتاعه دون تردد، لكن نفسه ما زالت تحدثه بأنه قد اشترى نفس المرآة التي تم سرقتها منه بالأمس!
شخصياً لم أسمع بلصوص متخصصين في الأشياء ثقيلة الوزن كالثلاجات والمكيفات والأثاثات المنزلية، لكن وجود حالات فردية غير مستبعد بالطبع. غير أن لي قصة عجيبة عشتها أيام الأزمات الشديدة في النصف الثاني من الثمانينيات الميلادية، حيث كانت صفوف الرغيف تتطاول، وانقطاع الكهرباء لا “ينقطع”، والبنزين بالبطاقات، واسطوانات الغاز لا يملكها إلا ذو حظ عظيم!
في تلك الأيام كان لبعض الأعزاء حاجة لأن أرسل لهم من مكان اغترابي اسطوانة غاز، وبالفعل قمت بشرائها، وتواصلت مع شركة شحن في المهجر، وما هي إلا ثلاثة أسابيع أو أربعة حتى كانت الأسطوانة العروس في بيت راغبيها.
الفاجعة أنهم لم يستمتعوا بتلك العروس إلا بضعة أيام، فقد قفز عليهم (كنغ كونغ) بشري أثناء نومهم، وحمل الأسطوانة بكل جدارة واقتدار، وتسلق بها الجدار، ثم توارى في الظلام إلى غير عودة!!
من قال إن الحرامية يحملون فقط ما خف وزنه؟!
هل أنا من قال ذلك؟
أكثر ما تقوله صرت تنساه يا شاطرابي!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى