الجذور
ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺘﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺧﺮﺟﺖ ﺧﺎﻟﻲ ﺍﻟﻮﻓﺎﺽ ﺍﺗﺮﻧﺢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺣﺎﻣﻼ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ . ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﺍﻵﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻜﻞ ﺷﺮﻭﻗﻪ ﺍﻟﻮﺿﺎﺀ . ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺬﺭ ﺑﺴﺎﻋﺎﺕ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ . ﺑﺤﺮﻗﺔ ﻻﻫﺒﻪ ﺃﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻞ ﺍﻟﻐﺎﺋﺮ ﺑﺼﺪﻯ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ . ﺗﺴﻠﻘﺖ ﺣﺎﺋﻂ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻻﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺮﻛﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻖ ﺍﻟﻮﻫﺎﺩ ﺍﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﺭﺟﻌﺔ . ﻭﻛﺄﻧﻲ ﺃﺭﺍﻩ ﺍﻵﻥ ﻳﺨﺐ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﻬﺰ ﺍﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﻣﺜﻴﺮﺍ ﻏﻼﻟﺔ ﻫﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ .. ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺴﺤﻴﻘﺔ ﺷﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ . ﻟﻢ ﺍﺟﺪ ﻓﻜﺎﻛﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻌﻨﻒ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﻠﻤﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ . ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﻬﺎﻧﻲ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻲ ﺫﻭ ﺍﻟﺬﻗﻦ ﺍﻟﺤﻠﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻑ ﺍﻟﺤﻮﺍﻑ . ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺍﺗﺬﻛﺮﻩ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻌﺼﺎﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﻨﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻲ ﻷﺧﺬ ﺭﺃﻳﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺭ . ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺠﺐ ﺑﻪ ﻻﻗﻨﺎﻋﻪ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻭﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻃﻮﻳﻼ . ﻛﺎﻥ ﻋﻨﻴﺪﺍ ﻭﻣﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻳﻪ ﻓﻲ ﺟﻴﺶ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﻭﺃﺧﻮﺗﻲ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ . ﺣﻔﻈﺖ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻱ . ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻻﻫﻮﺝ . ﻭﺗﺄﺻﻠﺖ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺚ ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻔﻜﺎﻙ ﻣﻨﻬﺎ . ﻭﺃﻫﺘﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻳﻮﻡ ﻛﺒﺮﺕ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻛﻨﻪ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﻭﻋﺎﻟﺠﺖ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺘﻮﺍﺀ ﻭﺗﻌﻘﻴﺪﺍ . ﺭﺣﺖ ﺍﺗﻘﻬﻘﺮ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻳﻌﺎﻧﺖ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ .. ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺣﻘﺎﺋﺐ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﻓﺮ ﺩﻭﻥ ﻫﻮﻳﺔ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺗﻬﻮﻳﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ . ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﻠﻬﻤﺖ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﻭﺷﺪﻧﻲ ﺑﺮﻳﻖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ .. ﻟﻘﺎﺋﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻧﺸﻮﺩﺓ ﻟﻢ ﺗﻌﺰﻑ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻨﻮﺍﻥ . ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺑﻜﻞ ﻋﻤﻘﻪ ﻭﺟﺒﺮﻭﺗﻪ ﻭﻫﺪﻭﺋﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭﻣﺎ ﺗﺼﻄﺮﻉ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻣﻮﺍﺝ .. ﻳﻮﻡ ﻟﻘﺎﺅﻧﺎ ﺷﺊ ﻓﻮﻕ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﺴﺖ ﻣﻨﺎ ﺍﻻﺻﺎﺑﻊ ﺗﻼﺷﺖ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﺿﻴﺌﺖ ﻛﻞ ﻟﻤﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍ ﺻﺎﺭﺧﺎ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻬﺎﻧﻲ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻲ ﻣﻦ ﻛﺴﺮ ﻟﻤﺒﺎﺕ ﺍﻻﻋﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ . ﻭﻟﺤﻈﺔ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻌﻜﺎﺯﻩ ﺍﻻﺭﺽ ﺑﻌﻨﻒ ﻧﺎﻫﻴﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎﻳﺮﺍﻩ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ . ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺿﺮﺑﺖ ﺍﻟﻤﻨﻀﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺟﻠﺲ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻳﺪﻱ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺯﻣﻼﺀ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻮﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﺩﻫﺎﻩ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﺪﻭﺀﺍ .
