موالون للبشير يدفعون لتأجيج الخلاف بين الجيش و’الدعم السريع’
الخرطوم – قطع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي اليوم الجمعة، الطريق على كل مساعي الفتنة ومحاولات تأجيج الخلاف مع قيادة الجيش، معلنا التزامه بعدم التصعيد وأبدى استعداده للقاء رئيس المجلس الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وفق بيان لمجموعة من المسؤولين السودانيين من بينهم قادة فصائل أخرى شبه عسكرية.
وأظهر حمدتي قدرة عالية على ضبط النفس والتعامل مع الأزمة الناشئة بعدم انخراطه في أي استفزازات وتعامله مع التوتر الأخير برصانة.
وكانت مصادر عسكرية قد قالت لرويترز إن قوات الدعم السريع بدأت في إعادة نشر وحدات في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى وسط محادثات جرت الشهر الماضي. وتصاعد التوتر أمس الخميس بعد نقل بعض قوات الدعم السريع بالقرب من مطار عسكري بمدينة مروي في شمال البلاد في خطوة قال الجيش إنها اتُخذت دون موافقته، بينما تنفي قوات الدعم صحة ما نسب إليها من تحركات.
وتأتي هذه التطورات بينما اتهمت قوى الحرية والتغيير وهي التحالف الرئيسي المؤيد للديمقراطية في السودان فلول نظام الرئيس المعزول عمر البشير الذي أُطاح به الجيش عام 2019، بتأجيج الخلاف بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مما يقوض الانتقال إلى حكومة مدنية.
وحتى قبل الخلافات الأخيرة بين قيادة الجيش وقيادة قوات الدعم السريع، تتحرك فلول النظام السابق لجهة استعادة السيطرة على الشارع وحاولت استغلال الأزمة الاجتماعية لإشعال الجبهة الاجتماعية والدفع كذلك نحو الصدام الداخلي بين مختلف المكونات بما فيها العسكرية، ما يفتح الطريق سالكة لتقفز بقايا النظام السابق إلى السلطة.
وانكفأ الإسلاميون المؤيدون للبشير لنحو عامين وعادوا للمحاضن الاجتماعية من خلال التركيز على اعمل الدعوية والإنساني، لكنهم عادوا قبل أشهر قليلة للشارع مستغلين تنامي الأزمة خاصة بعد انقلاب قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان على الشركاء المدنيين في الحكم، وهو الانقلاب الذي وصفه نائب رئيس مجلس القيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو بأنه كان”خطأ”.
وحذر الجيش أمس الخميس من مواجهة محتملة بين قواته وقوات الدعم السريع، الأمر الذي سلط الضوء على خلافات قائمة منذ فترة طويلة.