مبادرة وقت الحارة ديل اهلي الخاصة بالعالقين واللاجئين لارض الكنانة محاولة لستر عورات حرب الجنرالات
تقرير / احمد الامين بخيت
مابين عالق ومهاجر كسير النفس في ارض الكنانة ومابين قتيل وجريح وجائع ومريض ومذعور يبحث عن فرصة للنجاة في وطنه من بين فكي كماشة حرب الجنرالات العبثية التي تدور في احياء العاصمة السودانية الخرطوم لاجل الاستحواذ علي كرسي السلطة وضمان استمرارية الهيمنة علي موارد البلاد وسط هذه المأسآة التي اصابت المواطن السوداني بالذهول عطفا علي تلك الارواح البريئة التي دفعت حياتها ثمنا لمغامرة عسكرية طائشة لم يكن الهدف منها الدفاع عن حدود البلاد او صد دولة غازي عطفا علي جملة من المأسي والفظاعات التي افرزتها تلك الحرب
وبعيدا عن حسابات معركة الجنرالات الخاصة بالغنائم والمغانم يجد المواطن السوداني نفسه مجبرا علي دفع كلفة فاتورة الحرب واتاواتها من حر ماله ومن دمه وروحه علي نحو مايحدث الان وعلي ذات النحو الذي ظلت تدار به بلادنا منذ الاستقلال بيد ان المواطن السوداني الاغبش يظل دائما رمزا للعزة والكرم والكرامة والنبل والشهامة سيما فيما يتصل بالنخوة والمرؤة وحالة الترابط الاجتماعي التي اثبتت وبالدليل ان دوره الانساني في خدمة مجتمعه كان اكبر من دور جميع الحكومات التي تعاقبت علي حكم البلاد منذ فجر الاستقلال
وعلي هذا المنوال نسجت مبادرة وقت الحارة ديل اهلي وبخيوط من حرير توبها الانساني الاول لاجل ستر ماتبقي من كرامة للمواطن السوداني الذي دفعته ظروف المغامرة الطائشة للجنرالات لان يصبح مشردا ولاجئا عقب فقدانه للامان والماوي وكريم العيش في بلاده رغم تعدد ثرواتها ومواردها وكثرة الطبقات الطفيلية المتهافتة عليها من عسكر ومدنيين ممن ادمنوا حب الاستحواذ علي السلطة والسيطرة علي موارد البلاد غير آبهين برغبة شعب كامل في الحصول علي ابسط مقومات الحياة من لقمة عيش كريمة وظروف تعليم مثالية ومؤسسات صحية تستطيع توفير ادوية الامراض المزمنة وتلك المنقذة للحياة في حدها الادني عدا ان تلك الموارد ظلت رهينة لنزق وجشع تلك الفئات التي مازالت تصارع لاجل استمرارية نهب الموارد عبر تسويق خطاب سياسي مدني عفا عليه الزمن وتجاوزه العالم المتحضر وتارة اخري من طرف العسكر بقوة السلاح
واذاء افرازات هذه الدوامة التي طالما ظلت قادرة علي انتاج الكثير من المعوقات والعقبات التي جعلت المواطن السوداني يعيش في حالة من الغبن والفقر والمرض والعوذ في الاثناء تتجلي صفات وسمات شخصية الرجل السوداني البسيط الاغبش الذي درج علي ستر وتغطية عورات الحكومات المتعاقبة خلال طرح العديد من المبادرات الانسانية التكافلية التي ميزته عن غيره من الشعوب علي ذات النحو الذي قامت به مبادرة ( وقت الحارة ديل اهلي ) امسية الجمعة في حي الفيصل بالعاصمة المصرية القاهرة
بشريات المبادرة الخاصة بمحاولة احتواء ازمة العالقين واللاجئين الي ارض الكنانة مرغمين جراء حرب الجنرالات العبثية التي تدور بالاسلحة الثقيلة من طائرات ومدافع في احياء العاصمة السودانية المكتظة بالسكان اصبحت تشكل عبئا وفاتورة واجبة السداد تضاف الي ذلك الكم الهائل من الفواتير والاتاوات واجبة التسديد دون مقابل يذكر علي صعيد توفير الامن والخدمات ولقمة العيش الكريمة عدا ان صراع الجنرالات الذي يدور حاليا ويتمحور حول الاستئثار بالسلطة والموارد وبقوة السلاح انما ياتي في اطار توزيع المغانم والغنائم عقب اتخاذ سلسلة من الاجراءات التعسفية والانقلابية لاجل نسف اي خطوة من شأنها التمهيد لبسطـ ونشر الحياة الديمقراطية في السودان بيد ان تحقيق هذا الهدف الذي اتفق عليه جنرالات الحرب يبقي هو ذاته الهدف الذي ادي الي تناحرهما طمعا في الانفراد بالسلطة وقيادة دفة الحكم بالبلاد
ضربة البداية للمبادرة الانسانية اسفرت عن تبرع المواطن السوداني المقيم بارض الكنانة مرتضي بشقة مفروشة لاحدي الاسر السودانية العالقة التي واجهت ظروفا مادية بالغة التعقيد عقب اكمال فترة علاحها بمصر وعجزها عن العودة الي البلاد بفعل الحرب العبثية
وبعيدا عن مغانم وغنائم حرب الجنرالات التي تدور فيي العاصمة الخرطوم وادت الي تشريد ومصرع العديد من المواطنين العزل والابرياء استطاعت المبادرة وعلي المستوي الانساني تحقيق الكثير من المغانم ايضا ومن بينها انضمام الخبيرة النفسية مناهل لاجل تقديم العون والدعم النفسي للمتاثرين بتداعيات الحرب سيما فئة الاطفال
وفي الاثناء اعلن المستشفي الطبي الانجيلي بوسط القاهرة عن تكفله بعلاج 650 حالة للعالقين واللاجئين التي دفعتهم ظروف الحرب الي الهجرة شمالا
كما استطاعت المبادرة ومنذ اول اجتماع لها توفير مساهمات مادية لعدد من الاسر القادمة من السودان ثع التامين علي ارسال وفد الي المعبر الحدوي لجهة توفير الدواء والغذاء والاحنياجات الضرورية علي امل استكمال رحلة ااوصول بسلام
مبادرة وقت الحارة ديل اهلي .. وطن واحد وشعب واحد التي اطلقها الفنان برير محمد ابراهيم الخاصة بالفارين من جحيم الحرب في بلادهم ضمت كل من الاستاذة فائزة احمد محمد المهام ( اللوجستية) والاستاذ امين محجوب ( للاعاشة) والاستاذة سناء حامد للجوانب المالية والاستاذ زرياب مقررا واسماعيل السمري كمسؤول عن الجوانب العلاجية
المبادرة حسب الاستاذ محمد دفع الله المسوول عن عمل المجموعة تهدف الي توفير الغذاء والدواء والملبس والسكن للعالقين والمهاجرين علي حد تعبيره