نقـــابة ألاطبــاء : مدينة الجنينة تنزف 280 قتيل واكثر من 160 جريح خلال يومين
-تمر مدينة الجنــينة بولاية غـرب دارفــور بأحداث هي الأسوأ والأعنف منذ بداية الاشتباكات.
-كـارثة إنسانية تحصد أرواح المدنــين العُزّل في ظل نظام صحي منهار تمامًا بالمديــنة.
-وجود صعوبة في حصر الضحايا، تمكنا من مصادر طبية وقانونية بالمدينة حصر (280) قتيل، وأكثر من (160) جريح في خلال يومين فقط (12-13 مــايو).
-صعوبة في إسعاف الجرحى وإجلاء الجثث.
مرة أخرى تشهد مدينة الجنينة أحداثاً مأساوية تتطلب منا جميعا كقوى مدنية حية في المجتمع السوداني وكذلك من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العمل بحزم لوقف هذه الانتهاكات والمجازر المتكررة ومن أجل تنسيق مشترك لتفادي كارثة إنسانية في ولاية غرب دارفور، قد تتمدد لباقي مدن وقرى الإقليم.
فقد اجتاحت المدينة مليشيات ترتدي زي الدعم السريع وتستقل عرباتها ومليشيات مسلحة تستقل دراجات نارية (مواتر) يوم الجمعة 12 مايو، حيث كانت هناك معارك شرسة بين هذه القوات ومجموعات مسلحة من مواطني المدينة أدت لسقوط مئات من الضحايا وسط المدنيين ومن الجانبين حتى الآن.
كما أفادت الأنباء عن أن القوات المهاجمة قد نهبت سوق المدينة وحوالي أكثر من 150 عربة وقامت بحرق عشرات المنازل.
وكان قد حرقت هذا القوات من قبل بداية هجومها قرى ومناطق مجاورة مثل “بيضة” و”خور برنقا” و”قارسلا”.
نأسف كثيرا على هذه الأحداث التي بدأت يوم 23 أبريل 2023 لتوقف مساعي مبادرة مجتمع الجنينة للسلام، المكونة من ناشطين ونساء وإدارة أهلية وقوى مجتمع مدني.
نجد صعوبة قصوى في الحصر الدقيق للقتلى والمصابين نتاج هذه الأحداث نسبة إلى خروج مستشفى الجنينة التعليمي عن الخدمة منذ الهجوم المماثل خلال الشهر الماضي وكذلك للأوضاع الأمنية المعقدة على الأرض مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي وضعف شبكة الإنترنت.
إلا أننا نشير لإحصائيات أولية وردتنا من مصادر قانونية وطبية ومواطنين بمجتمع مدينة الجنينة؛ فقد بلغ عدد الضحايا المدنيين الذي تم حصره وسط مواطني المدينة لليومين كالتالي:
– ليوم 12 مايو : (73) قتيل واكثر من (70) مصاب
– ليوم 13 مايو : (207) قتيل و(99) مصاب
– كما أن هنالك مئات الضحايا وسط المجموعات المسلحة .
– وقد شهد يوم 12 مايو، هجوماً على الجامع العتيق أدى لاستشهاد (25).
ولليوم الثالث 14 مايو، يستمر إطلاق النار والقذائف والحرائق بعد الهجوم علي أحياء البحيرة، الثورة، التضامن، المجلس، المدارس وكذلك حي الغابة وحي تلتاشر (13).
ندين تمركز القناصين في أحياء المدينة الامر الذي يهدد الحركة ويؤثر على قدرة المرضى لتلقي العلاج والإسعاف. كما ندين منع المصابين من حرية الحركة لتلقي العلاج خارج المدينة وإرجاع العديد منهم من الحدود مع دولة تشاد.
يهدد هذا الوضع مع الانهيار الكامل للنظام الصحي بالمدينة؛ بكـــــارثة إنسانـــية أخرى تعيد للأذهان مأساة الإبادة الجماعية بدارفور قبل عقدين من الزمان، والتي عاش خلالها الإقليم عدم استقرار وأحداث عنف متواصلة، فغياب الدولة والأمن والغذاء والخدمات كالمياه والكهرباء وما ينتج عن هذه الاحداث من نزوح في ظل ضعف الإمكانيات والدعم المطلوب ينذر بتزايد في أعداد الضحايا ومأساة إنسانية أكبر.
نترحم على الشهداء ونتأسف لكل هذه الخسائر البشرية نتاج النزاعات المسلحة في كل ربوع السودان، الذي نتمنى أن يوجه أبناءه طاقاتهم من أجل بناءه وتنميته بدلاً عن هدمه ودفعه نحو التناحر القبلي والانهيار.
إننا في اللجــــنة التمــهيدية لنـــقابة أطبـــاء السودان ندعو إلى الآتي:
– الالتزام بالوقف الفوري لإطلاق النار.
– تكوين أكبر جبهة مدنية ضد الحرب والصراعات المسلحة ومن أجل السلام، لتعمل على توطيد السلام المجتمعي وإدارة الأزمات الناتجة عن هذه النزاعات المسلحة.
-دعم مبادرات التعايش السلمي في المدينة من قوى المجتمع المدني والادارات الاهلية بالولاية.
– نناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لفرض وقف اطلاق النار وتوفير الدعم المطلوب والقيام بما يرتجى منهم تجاه النازحين وحماية المدنيين.
– نناشد منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية بتوثيق هذا الأحداث والجرائم ضد الإنسانية لأهمية ذلك من أجل قضية العدالة تأسيساً للسلام الدائم الذي نرجوه، وكذلك بالضغط على المنظمات الدولية بالقيام بواجباتها تجاه هذه المأساة الإنسانية.
– نناشد المنظمات الصحية والطبية المحلية والدولية بالتنسيق والعمل من أجل تدارك الأزمات الصحية بولاية غرب دارفور، والتي نتوقع أن تزداد سوءاً.