Categories: تقارير

تشاد …العطش يضاعف معاناة اللاجئين السودانيين

نجت عائشة آدم إسحق من المذابح التي شهدتها مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور في بداية اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، في رحلة لجوء قاسية أوصلتها إلى مخيمات اللجوء في شرق دولة تشاد، لتجد نفسها أمام واقع أكثر مأساوية تنعدم فيه أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك مياه الشرب.

تعاني عائشة بشدة في الوصول إلى المياه الصالحة للشرب، وبالكاد تحصل على جالون بسعة 16 لتراً عبارة عن حصتها اليومية بالمخيم، وهي كمية قليلة مقارنة بحاجتها الفعلية، مما يضطرها واللاجئات الأخريات إلى الذهاب لجلب مياه المجاري والوديان، وهي غير صالحة للشرب، وتشهد تغيراً في لونها ورائحتها بحسب ما ترويه في مقابلة مصورة مع (عاين).

وتقيم عائشة آدم إسحق حالياً في مخيم تنقوري شرقي تشاد، بعدما رُحِّلَت بجانب اللاجئين الجدد الذين وصلوا من السودان بعد حرب 15 أبريل، بشكل قسري من قبل السلطات التشادية، إذ كانت تأوي في معسكر أدري وهو قريب نسبياً من الخدمات الأساسية مثل مصادر مياه الشرب والمراكز الطبية، بحسب اللاجئين.

آلاف العطشى

وكان مخيم أدري شرقي تشاد يأوي آلاف اللاجئين السودانيين الذين فروا من إقليم دارفور بعد اندلاع الحرب في العام 2003م بين حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير والحركات المسلحة، واستقبل الآلاف بعد نشوب قتال منتصف أبريل من العام 2023م، مما أدى إلى توسع في مساحة المخيم، وجرت احتكاكات بين اللاجئين والسكان المحليين الذين طالبوا بإخلاء اللاجئين من أراضيهم بحجة أنهم يرغبون في زراعتها.

وعلى خلفية هذه التوترات قررت السلطات التشادية ترحيل اللاجئين السودانيين الجدد إلى مخيم تنقوري الذي اُفْتُتِح مؤخراً، وهو يقع في منطقة نائية وبعيدة عن تمركز الخدمات

الأساسية، وكان اللاجئون قد امتنعوا من الذهاب إليه نتيجة لمخاوفهم بشأن الخدمات الأساسية والأمن، لكن السلطات رحلتهم بشكل قسري إلى هناك.

وتروي عائشة آدم إسحق أن مخيم تنقوري الجديد يشهد أزمة حادة في مياه الشرب، وفي عدة مناسبات تسببت المياه في احتكاكات بين اللاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة، في ظل غياب تام للمنظمات الإنسانية التي يستوجب حضورها لتقديم الغذاء والمياه للاجئين.

وتقول “يضطر اللاجئون إلى الذهاب للوادي، مجرى مائي، لجلب المياه رغم أنها غير صالحة للشرب وملوثة، وتسبب الأمراض خاصة للأطفال، حيث تسير النساء مسافات طويلة بأقدامهن للوصول إلى الوادي لجلب المياه وبجانبها يحملن أطفالهن على ظهورهن، نسبة لانعدام الخيارات”.

معاناة ممتدة

من جهتها، تقول اللاجئة فاطمة آدم إدريس لـ(عاين) إن “معسكر تنقوري يشهد انعداماً كاملاً للخدمات، ظللنا 12 شهراً في المخيم ننقل المياه على رؤوسنا ونحن لا نستطيع تحمل أكثر من ذلك، كما أن غياب الدواب ساهم في معاناتنا. نحن بحاجة إلى المياه والغذاء والأغطية والملابس خاصة ونحن في موسم الشتاء”.

فيما تشير اللاجئة أميرة مصطفى إسحق أن الحياة في مخيم تنقوري ليست بالسوء الشديد، والمشكلة الوحيدة التي تؤرقهم هي عدم توفر المياه الصالحة للشرب.

وتقول في مقابلة مع (عاين) “نذهب إلى الوادي؛ لأن مياهه أفضل مقارنة بالمياه الجوفية التي تستخرج بالمواسير من باطن الأرض، في كثير من الأحيان نتلقى المساعدات من أقاربنا، لغيابها في المخيم”.

وتأوي تشاد أكثر من 600 ألف لاجئ سوداني، وصلوها بعد حربي 2003 في دارفور، ومنتصف أبريل 2023م، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي أطلقت نداء خلال وقت قريب من الآن لإنقاذ أوضاع اللاجئين في مخيمات شرق تشاد، والتي قالت إنها وصلت مرحلة حرجة.

 

osama

Recent Posts

كريستيانو رونالدو: أسطورة تكسر الأرقام القياسية حتى في رواتبها!

* روما، رضوان علي الحسن عندما يتعلق الأمر بعالم كرة القدم، فإن بعض الأسماء لا…

دقيقتان ago

أقدم طالب جامعي..التحق بالجامعة قبل الحرب العالمية، وحصل على الليسانس سنة 2015..

أنتوني بروتو يمكن اعتباره أقدم طالب في العالم.. التحق بالجامعة سنة 1939، وتخرّج منها عام…

4 دقائق ago

قائد إستخبارات الفرقة (19) مشاة مروي يطمئن بهدؤ الأحوال الأمنية بكامل حدود مسؤلية الفرقة ويدعو لعدم الإنسياق وراء الشائعات المضللةَ

مروي إعلام المحلية.رصد الحسن عبدالمهيمن *▪️طمأن قائد شعبة* إستخبارات الفرقة (19) مشاة مروي العقيد ركن…

10 دقائق ago

واخد بال حضرتك يا فندم ؟

حينما سئل البروفيسور الراحل عبدالله الطيب ..عطرالله ذكراه وطيب ثراه ..عن تواضع المبدع او المثقف…

14 دقيقة ago

“الأوروبي” يعقد “التشاوري”الرابع عمل جماعي لاسكات البنادق في السودان

* التحرك على مستوى عال وتعزيز مبادرات وجهود السلام *3 جلسات عمل تناقش خفض التصعيد…

17 دقيقة ago

*ثمانون عاما على ميثاق الأمم المتحدة: دعوة عالمية لتجديد الالتزام بالسلام والعدالة*

تُعتبر مبادئ ميثاق الأمم المتحدة حجر الزاوية في عمل المنظمة، وهي بمثابة الدليل في مهمتها…

20 دقيقة ago