ابتكار كوري يغير قواعد اللعبة : بطارية تقاوم الحرائق وتحافظ علي كفاءتها لعقود

في عالم التكنولوجيا المتسارع، وتحديدًا في مضمار تطوير بطاريات السيارات الكهربائية، أبهرتنا كوريا الجنوبية بابتكار استثنائي قد يعيد رسم ملامح هذا المجال. تخيل بطارية يمكنها إخماد الحرائق تلقائيًا، مع الاحتفاظ بأداء مذهل يصل إلى 87.9% حتى بعد 1000 دورة شحن!
بدأت القصة من معهد ديغو غيونغبوك للعلوم والتكنولوجيا (DGIST)، حيث قاد الدكتور “كيم جاي-هيون” فريقًا لتطوير بطارية ليثيوم مبتكرة بتصميم “الإلكتروليت الصلب الثلاثي الطبقات”، الذي يُعد نقلة نوعية في مواجهة تحديات “الشُجيرات البلورية” التي عرقلت بطاريات الليثيوم لسنوات.
ما هي “الشُجيرات البلورية”؟ ببساطة، هي هياكل صغيرة تتشكل داخل البطارية أثناء الشحن، وقد تبدو غير ضارة، لكنها تخترق الطبقات الداخلية، مما يزيد خطر الحرائق والانفجارات.
طور الفريق تصميمًا ثلاثي الطبقات يضم طبقتين ناعمتين لتحسين التلامس مع الأقطاب، وطبقة وسطى قوية لتعزيز السلامة. كما أضافوا مواد مبتكرة مثل مثبط الحرائق “ديكابرو موديفينيل إيثان”، وأملاح الليثيوم العالية التركيز، والزيوليت لزيادة القوة.
وماذا عن الأداء؟ تحتفظ البطارية بـ87.9% من كفاءتها بعد 1000 دورة شحن. عمليًا، سيارة كهربائية بمدى 300 ميل ستظل تقدم 260 ميلًا حتى بعد 300,000 ميل من الاستخدام!
تتميز البطارية بقدرتها على إطفاء نفسها تلقائيًا في حالة الحريق، وهي ميزة غير مسبوقة ، و يوضح الدكتور كيم جاي-هيون: “هذا البحث يمهد الطريق لتسويق بطاريات الليثيوم المعدنية بالإلكتروليتات الصلبة مع تعزيز الاستقرار والكفاءة.”
وليس هذا الابتكار مخصصًا للسيارات الكهربائية فقط؛ بل يمكن استخدامه في الهواتف الذكية، وحتى أنظمة تخزين الطاقة الكبيرة للشبكات الكهربائية.
سواء كنت خلف مقود سيارتك، تستخدم هاتفك، أو تعتمد على شبكة طاقة مستدامة، هذا الابتكار الكوري يعد بمستقبل أكثر أمانًا وكفاءة. التكنولوجيا الكورية تقودنا بثبات نحو عالم أكثر أمانًا وابتكارًا.