Categories: الأعمدة

عثمان جلال يكتب / وتحررت عروس المدائن

(1)
عندما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قال الصحابي الجليل انس بن مالك ( لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، ولما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء ) . هكذا كان حال السودان عندما سقطت عروس المدائن مدني وحواضر وقرى ولاية الجزيرة على يد تتار العصر مليشيا آل دقلو الارهابية فقد أظلم كل شيء في السودان بل وارتج كل بيت سوداني حزنا ولوعة كيف لا ؟ فأي بيت سوداني له صدى ذكريات وحنين في هذه الولاية الودود الولود ففيها رفاعة مهد تعليم المرأة السودانية وفيها المشروع الزراعي الأول في إفريقيا وفيها حنتوب الجميلة للنيل بادية شامة والهدهد علامة ، وفيها الشباب العامل لوطنه وما داير ثواب، وهاهنا الحب والورد وهاهنا الأمل الغض ، وهاهنا الاحلام سكرى وهاهنا تشكلت ثقافة انسان الوسط بسماحته وكرمه وبشاشته ومروءته ونبله وحزمه ووقاره وكبرياءه
وفي الضيفان يهوش سكينو دايما حمرة وبي كأس ما عبر لبنو بجيك بالعمرة
(2)
لذلك عندما اقتحم لصوص آل دقلو أحياء العاصمة الخرطوم زحف سكانها إلى مدن وقرى الجزيرة واستقبلهم انسان الجزيرة بالترحاب فهناك يعز غريب الدار ، يحب الضيف بعشا الاطفال، ببليل البشر والايناس إذا ما رق الحال. وكان لسان حال الوافدين إليها يردد ابيات الشاعر الجاهلي الطفيل الغنوي:
جزى الله عنا جعفرا حين أزلفت بنا نعلنا في الواطئين فزلت
أبوا أن يملونا ولو ان أمنا
تلاقي الذي الذي لاقوه منا لملت
هم خالطونا بالنفوس وألجاوا
إلى حجرات أدفات وأظلت.
(3)
كأني بالتاريخ يعيد نفسه فقد تحررت بعزم الرجال الابطال عروس المدائن مدني من دنس المليشيا الارهابية وأضاء كل شيء في السودان ، وعم الفرح والتهليل والتكبير كل بيت سوداني.
هذه الفرحة الجمعية تشكل البدايات الواثقة لبناء اللحمة والهوية القومية السودانوية والتي ستكون نسيج وحدها في التاريخ.
واذا أراد الله أمرا هيا له الاسباب فقد خطط تحالف الشر ، محمد بن زايد وحميدتي وسواقط تقدم دمج الجيش السوداني في مليشيا أسرة آل دقلو ولكن اندمج الشعب السوداني مع جيشه الباسل في معركة الكرامة والتي ستنتهي بتحرير كل شبر وذرة تراب سوداني دنسته المليشيا المجرمة، وهكذا يكون الخير مطويا في الشر ، فالحرب كره ولكن الأمم العظيمة والحضارات الكبرى شيدت نهضتها من لظى الحروب أمريكا واليابان والمانيا وهكذا نحن في السودان من انحنت هاماتنا من حمل أثقال الرزايا وسنخرج من هذه الحرب بجيش مهني قوي عددا وعتادا ومن رحم الشعب السوداني وسنخرج منها بتلاحم إرادة الشعب مع الجيش والتي ستعيد الاعمار وصناعة مشروع النهضة الوطنية المستدامة، وعندها سيحلق السودان شامة بين الدول والامم وهكذا نحن ففاخر بنالأحد: 2025/1/12

ahmed

Recent Posts

جمعية الهلال الأحمر السوداني فرع الولاية الشمالية : صدقة الجمعة للاطعام .. مبادرة (قدرة خير)

محلية مروي التاريخ 27 / 6 / 2025 #صدقة للاطعام # مبادرة (قدرة خير) صدقة…

33 ثانية ago

الشرطة تداهم مواقع بيع المواد البترولية في السوق السوداء وتوقف 11 من معتادي الاجرام

كتبت .. لبني الصديق نظمت شرطة محلية جبل اولياء حملة امنية كبري في اطار جهود…

9 دقائق ago

رئيس الوزراء يامر بخفض الرسوم الجمركية علي السلع ومراجعة نسب القبول بالجامعات والرسوم الدراسية

أصدر رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، قراراً بخفض أسعار السلع الأساسية الاستهلاكية وخفض الرسوم الجمركية…

12 دقيقة ago

كريستيانو رونالدو وميسي: كيف تحوّل طفلان إلى أساطير كرة القدم؟

في وثيقة قديمة تعود إلى موسم **2000-2001**، صادرة عن اتحاد لشبونة لكرة القدم، تظهر أسماء…

14 دقيقة ago

السودان .. ترجيحات بالإبقاء على وزراء «الحركات» بذات الحقائب في التشكيل الجديد

رجحت مصادر سودانية مطلعة الإبقاء على وزراء الحركات الموقعة على اتفاق جوبا في الحقائب الوزارية…

18 دقيقة ago

مطاران من اليابان ضمن قائمة أفضل المطارات في العالم لهذا العام

حلّ مطار طوكيو الدولي (هانيدا) في المرتبة الرابعة، ومطار ناريتا في المرتبة الخامسة، ضمن قائمة…

21 دقيقة ago