Categories: الأعمدة

صفق له بايدن ونائبته كمالا بحرارة ترامب اريد ان يكون إرثي هو صناعة السلام !

👈الإثنين 20 يناير ملايين البشر تابعت مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجمهوري المنتخب دونالد ترامب من داخل قاعة الكابتول بالكونغرس الأمريكي ..
وسط حضور مختلط نوعي وشبه عام ضاقت به القاعة على سعتها ، وذلك نتيجة لبرودة الطقس ست درجات تحت الصفر تحديدا بواشنطون DC العاصمة مركز إحتفالية التنصيب ..
الرئيس ترامب حسب قائمة شرف تسلسل الرؤساء المتعاقدين على سدة حكم الولايات المتحدة الأمريكية منذ التأسيس والإستقلال حتى تاريخه هو الرئيس رقم ( 45 ) بعد الرئيس الديمقراطي حامل الرقم ( 44 ) باراك حسين اوباما ٢٠٠٨ —- ٢٠١٦ ثم الرئيس بالرقم ( 47 ) بعد إعادة إنتخابه مجددا في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة ٢٠٢٤ — ٢٠٢٥ ولمدة أربع سنوات مدة دورة الحكم الأولى قايلة للتجديد النصفي لأربع سنين اخرى جملتها ثماني سنوات حسب الدستور الأمريكي..
وهنا المتتبع للرؤى المتجددة حول قراءتها الإستباقية الدقيقية لمجريات واحداثيات السياسة والديمقراطية الأمريكية وإستراتيجيتها المتبعة عبر الحزبين الكبيرين الجمهوري والديمقراطي ومن خلفهم المؤسسات ومراكز البحوث والدراسات والنخب والهياكل ومستويات الناخب ومراحب الإنتخاب واساسيات فرص الإستدامة .
لم يتفاجأ أبد بنتيجة التنافس الكبير بين الرئيسين بايدن وترامب ومن ثم ترامب ونائبة بايدين كامالا هايرتس وفوز ترامب عليها وتتويجه الرئيس رقم 47 . بعد أن قطع عليه الحزب الديمقراطي فرصة الفوز بولاية ثانية ٢٠٢٠ — ٢٠٢٤ عن طريق رئيسة مجلس النواب وقتها نانسي بلوسي التي نصبت بحقه كمينا سياسيا تكتيكيا قضى بمحاكمته أمام السنت مجلس الشيوخ الامريكي قبيل إجراء إنتخابات الإعادة .. التي فاز بها الرئيس الديمقراطي جو بايدن ..
وهو نائبا للرئيس أوباما لولايتين متتاليتين ٢٠٠٨ —- ٢٠١٦ هذا الإجراء السياسي الخطير المكير شكل خصومة سياسية عامة بين الحزبين التقليديين وشخصية بين الرجلين ، وربما بين الإدارتيتن كادت أن تطيح ببنية وعرش النظام الديمقراطي الأمريكي إذا لم يكن على مستوى الهياكل والوثائق والتقاليد والممارسة والاعراف فمن المؤكد ثمة فجوات نفسية سياسية عميقة قد ضربت المشهد والمظهر الثقافي والحضاري للممارسة والشواهد كثيرة ..
ضاقت بها مراسم حفل التنصيب والقادم الصامت والناطق أعظم ، مالم تنتبه المؤسسات والنخب الأمريكية المعنية بتطوير وترقية العملية والبيئة الديمقراطية القيام بواجباتها على الوجه الاكمل .
الراصد للأعمال والمراسم التقليدية التي ظلت تتبعها الإدارات الأمريكية المتعاقبة عند مراسم التنصيب الرئاسي يلحظ بوضوح تام ثمة متغييرات كثيرة سياسية تنظيمية سلوكية مزاجية شابت تلك التقاليد العريقة خصوصا في عهدي ترامب وجو بايدن وما جرى في ماضي التنصيب السابق لبايدن ومواقف ترامب معلوم للجميع ولكننا قصدنا في هذه القراءة تناول بعض الملاحظات حول تنصيب امس الأول ومضاهاتها بالمفاههيم والتقاليد الديمقراطية الأمريكية التي ملأت الآفاق بالمراهنة بأنها هي الأولى على إمتداد التجربة البشرية أو على الأقل العصرية ليحكم على صحة المقولة من عدمها .
وهنا نشير إلى أن بإستثناء الأعمال التنصيبية الرسمية والشعبية التي تأثرت أثناء فعاليات تنصيب ترامب بسبب برودة الطقس رصدت الرؤى ملاحظات كثيرة سالبة وقليل منها الموجبة نجملها في الآتي ..
١— ظهور أكثر من سلوك شخصي سياسي إجتماعي نفسي كان له الأثر الواضح على أجواء حميمية وإخراج ومخرجات المناسبة تم الضغط والتغطية عليه بأدوات المجاملة والتجميل والمساحيق السياسية بإستدعاء اكثر من لونية من لونيات الخبرات والتجارب السياسية النخبوية في المجال وفي مثل هكذا حالات ومواقف

٢— تواضع البروتكول وصور المظهر العام وسيادة أجواء الوجوم التي من علاماته شح وشحابة بسمات الرضا والتراضى العام فضلا عن غياب صور بلاغة التصافي والتصافح ودفئ التلاقي ..
الكل إلا القليل كان تحت قبضة حالة اجواء التنافس السلبي والمصارعة السياسية والأجتماعية والشخصية وأثرها النفسي …
٣— عرف عن هكذا مناسبات العمل الجماعي والفردي على أبراز حجم الحميمية السياسية والحمية القومية بين المعارضة والموالاة والنخب ، وكذلك إظهار حجم الضيوف والاصدقاء ، الذين لم يظهر وتظهر الكاميرا بما فيها الخفية اي منهم مقارنة ومقاربة بمناسبات تنصيبية لرؤساء وزعماء دول اقل من حجم امريكا أضعافا مضاعفة ..
جوطة شديدة في عمليات تنسيق ازياء المناسبة ، فالأزياء ومظهرها العام لم تقم على اي منهج وقاعدة بروتكولية معروفة يمكن أن توصف بالأناقة .. بإستثناء حالات محددة دون أي مجاملة مثال حالتي الرئيس ترامب وبايدن فقد كانا في قمة الاناقة والوجاهة بسبب إتباعهما منهج فن الزي .
فالأزياء للمعلومية آيات بينات ضربت للناس في الأنفس وفي الآفاق وهى الزي الطبيعي ، والزي التفاعلي ، و فن الزي . ودون ذلك إما سترات وسترة عورات وعوارة ..
٤– إستقر الفكر السياسي والسياسي المتقدم على مرجعيات محددة وعلى جملة من تعريفات العملية السياسية منها فن الممكن ، وعلم الموازنات السياسية المستمرة ، واللعبة القذرة ، وعلم تصريف شئون الأمانة ، فإذا صلحت أمانة الذات صلحت سائر الأمانات .
من المرجعيات الحتمية لممارسة العملية السياسية الراشدة قطرية كانت أو عالمية بإقرار الفكرين الرسالي والإنساني مرجعيات ( الرب ) والشعب والدستور .
وهذا هو الثلاثي الذي أشار إليه الرئيس المنتخب دونالد ترامب في خطابه الإرتجالي الشفهي أمام حفل تنصيبة ..
فالإلتزام بتلك المرجعيات الثلاث قولا وفعلا تترتب عليها ثلاثة حقائق مهمة .. الحقيقية الأولى ان يكون الخطاب مكتوبا مطولا أو مقتضبا أو في صيغة نقاط يستهدى بها .. وذلك ايفاءا لمطلوبات وتوثيقات تلك المرجعيات فالكتاب والمخطوطات والصحف المنشرة متلازمات بشرية نشأة وإنتشار ونشور فضلا عن انها من العناوين البارزة للحضارتين الرسالية والإنسانية ….
٥— ظهر الرئيس دونالد ترامب وعائلته وفريقه من غير المتوقع في هدوء تام صحيح هدوء محسوب بتكاليف سياسية إجتماعية عالية ، ومع ذات ظهرت إنفعالاته وعاصفته العالية جدا في نبرة خطاب ترامب الذي لم يترك شاردة أو واردة من الفعل وردات الفعل الإنتخابي التي تعرض لها من خصومه اغلبها ظلما وبهتانا إلا وقد أحصاها وحصبهم بها من بعيد ومن مكان قريب ..
في حين مثل هكذا مناسبات وخطابات ينبغي ان تراعي قيم ومعالي ومعاني المرجعيات الثلاث التي أشار إليها الرئيس المنتخب ترامب .. فمن قيم الرب ( الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه ) ومن قيم الشعب السلام والتسامح والوئام والأعمار ومن قيم الدستور الأمريكي الحقوق المتكافئة المتكافلة مقابل الواجبات الأساسية على قاعدة المواطنة المتساوية بلا تمييز .. ولكن وللأسف الشديد ذهب خطاب التنصيب في إتجاه مغاير تماما لمعالي المرجعيات الثلاث مركزا كما أشرنا على أجواء ومرارات التدافع الإنتخابي وعلى تبخيس الناس اشياءهم بما في ذلك بعض الفضائل السياسية الإنسانية الدستورية المشتركة عند خواتيم ولاية جو بايدن وبداية ترامب مثال ( إنهاء حرب غزة وقبلها اللبنانية الإسرائيلية وقبلها تفاهمات الشركاء المتشاكسون حول إنهاء وتسوية الأوضاع المضطربة في سوريا بطريقة نالت تقدير الكثرة الغالبية بالداخل والخارج ..
٦— كنا نتوقع في حال اخذ السيد ترامب بمعاني ومعالي المرجعيات الثلاث يقدم خطابا مكتوبا مفتوحا عبر الحضور للشعب الأمريكي الصديق ، تكون في فاتحته طلب العفو والتسامح مع نفسه وربه ومن الشعب ومن الذي ظلمه واوقع الظلم عليه، مشيرا بأنه سيبدأ عهده من حيث إنتهى سلفه وإن ينتقي من الكلمات والمواعين التعبيرية التي تتناسب والمناسبة واخلاقيات السياسية الوطنية على أقل تقدير .
مثال بدلا عن كلمة اخفاقات يستخدم تحديات ورفع المعاناة عن كاهل الشعب.
عبارة أجراء تدخلات إيجابيا بشأن مخاطبة تطلعات والإستجابة الفورية لمطلوبات الحقوق الحياتية والحيوية المشروعة للشعب الأمريكي…
ومن الملاحظ هنا أيضا بأن الإدارتين الإنتخابيتين لبايدن كامالا هارتس ودونالد ترامب قد حشدت عبر نافذت دعوات المشاركة في حفل التنصيب حشدت عدد كبير من شركاء أجواء المنافسة الإنتخابية ..
الأمر الذي ظهر بوضوح تام من خلال حجم الصفيقة والصفيقات والصفاق الذي يمشي بينهما مدعما بحركة قيام جلوس وكأن الأمر قد أخذ بروفات شاقة حتى يتماشى وخطاب ترامب ، الأمر الذي اوحى له وهو يؤدي خطابه بثبات مع سبق الإصرار على الطرح المثير للجدل .
بأن خطابه قد وجد قبولا منقطع النظير حاثه على رمي الشرر والشر وتسوية الحسابات حيث يشأء ..
في الوقت رصدت الرؤى المتجددة عدد كبير من الحضور من داخل القاعة ناهيك عن خارجها لم يجار الخطاب بالتصفيق بل كان في أنتظار طريقة مغايرة لتلك المتبعة .. وتأكيدا للقول حينما قال الرئيس ترام بأنه يسعى بأن يكون إرثه ارثا للسلام صفقت القاعة بحرارة مع القيام في مقدمة الحضور الرئيس بايدن ونائبته كامالا هارتس ..وصحيح قد يقرأ تصفيقهما وقيامهما في مسارين مسار إستهتاري لعدم قناعتهما بما يقوله ترامب من منظور عملي ومسار تقديري فالربما يكون حديثه حقيقة مسك ختام عهده السياسي والحياتي ولكن وكما يقولون الناس عليها بالظاهر والعبرة بالخواتيم .
وكم تمنينا لو إبتدر وإختتم ترام خطابه على تلك الشاكلة الحضارية فالمشكلة هنا مشكلة مستشارين ورجال حول المسئول كما رجال حول الرسول ..
نختم القول بالنقطة التالية
٧— نعم أن الحق تعالى قد أجرى على لسان ترامب عبارة ان ارثه ينبغي ان يكون حافلا بالسلام وهذا القول الفصل ينبغي أن يتبع بالعمل ويؤيده السلوك وتظهره يوميات المسلكية الفردية والرسمية بدأ من اول يوم حتى خاتمة أيامه الحياتية والدستورية ..
والشاهد هنا بأن إرث الرئيس ترامب يمكن أن يكون 50% حافلا بالسلام في دورته الحالية والاخيرة ويمكن ان يكون 50% حاشد بالفتن ماظهر منها وما بطن وبالخصومات والحروبات العبثية والاطماعية والتوسعية والتحرشية وبالوكالة ..
وفي قراءة أخرى يمكن لإرث الرئيس دونالد ترامب ان يكون حافلا وحاضرا بالسلام الداخلي والاقليمي والعالمي بما في ذلك سلام الشرق الأوسط وبالمناسبة المقومات والظروف مواتية بنسبة 100% لم تتوفر لرئيس أمريكي من قبل كما توفرها اليوم للرئيس دونالد ترامب .. مع ذلك لن تتحقق الأمور والأهداف الاخلاقية السامية بالأمنيات والأماني الطيبة خصوصا ان المسألة محاطة بكمية من التحديات وكذلك الشركاء في مقدمتهم ..
١–الرئيس دونالد ترامب نفسه .
٢— الأستراتيجية الامريكية الكلية المستدامة ودرجة قناعتها بأن قيم السلام هي أساسات الحياة والتعايش الإنساني وليس الحروبات ومنهح سياسة القوي آكل والضعيف مأكول ..
٣— دور اللوبيات وجماعات الضغط ذات المرجعيات والمصالح المختلفة في توجيه السياسة الأمريكية في عهد ترامب …
٤– إستشراء ظاهرة إستقؤاء الأنظمة والمعارضات بالدول المختلفة بالإدارة الامريكية إستقواء خوفا وطمعا وكرها وتآمرا …

ahmed

Recent Posts

العثور علي مقابر جماعية جديدة في الواجهة الغربية لسجن ود مدني القومي تم دفنها بطريقة غير لائقة.

كتبت .. سمية السكوتي وتم فتح بلاغ جنائي تحت المادة 47 “أ ج ج” بالقسم…

3 دقائق ago

الدكتور حمدوك بين مافيا السياسة وتضارب المصالح

حمدوك في ندوة جوهانسبورغ : هناك محاولات متعمدة لشيطنة الإمارات في السودان وأنا متواجد في…

6 دقائق ago

جمعية الهلال الأحمر السوداني فرع الولاية الشمالية : صدقة الجمعة للاطعام .. مبادرة (قدرة خير)

محلية مروي التاريخ 27 / 6 / 2025 #صدقة للاطعام # مبادرة (قدرة خير) صدقة…

10 دقائق ago

الشرطة تداهم مواقع بيع المواد البترولية في السوق السوداء وتوقف 11 من معتادي الاجرام

كتبت .. لبني الصديق نظمت شرطة محلية جبل اولياء حملة امنية كبري في اطار جهود…

19 دقيقة ago

رئيس الوزراء يامر بخفض الرسوم الجمركية علي السلع ومراجعة نسب القبول بالجامعات والرسوم الدراسية

أصدر رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، قراراً بخفض أسعار السلع الأساسية الاستهلاكية وخفض الرسوم الجمركية…

21 دقيقة ago

كريستيانو رونالدو وميسي: كيف تحوّل طفلان إلى أساطير كرة القدم؟

في وثيقة قديمة تعود إلى موسم **2000-2001**، صادرة عن اتحاد لشبونة لكرة القدم، تظهر أسماء…

23 دقيقة ago