أفادت وسائل إعلام فرنسية مساء السبت بمقتل مراهق يبلغ من العمر 14 عاما في عملية طعن بعد محاولة سرقة هاتفه في باريس، فيما أكدت الشرطة أنها اعتقلت قاصرين عمرهما 16 و17 عاما.

وأوضحت قناة “بي أف أم تي في” أن “المراهق المجني عليه، توفي متأثرا بجراحه اليوم السبت، في حوالي الساعة 12 ظهرا، بعد أن تعرض للطعن في كتفه مساء الجمعة في الدائرة الرابعة عشرة في باريس”.

وأضافت أن “الضحية إلياس كان يغادر تدريبه لكرة القدم مع صديق قبل الساعة الثامنة مساء بقليل عندما تعرض لهجوم من قبل مراهقين يبلغان من العمر 16 و17 عاما، حاول الشابان سرقة هاتفه المحمول، وعندما رفض الضحية الاستسلام، طعنه أحدهم قبل أن يلوذ بالفرار”.

وقدم صديق الضحية إلياس له الإسعافات الأولية بينما أبلغ خدمات الطوارئ والشرطة، وتمكنوا من تزويدهم بوصف دقيق للمهاجمين فيما تمكن المحققون سريعا من ربط الحادثة بشابين من الحي معروفين بالفعل لدى أجهزتهم بارتكاب جرائم سرقة.

وتم اعتقال المشتبه بهما، وكلاهما قاصران، وكان أحدهما قد خضع لإجراء قضائي تعليمي في ديسمبر 2023 بتهمة ارتكاب أعمال سرقة وابتزاز، كما أن المشتبه بهما من مواليد مايو 2007 وأغسطس 2008، وكلاهما معروف لدى المحاكم.

وأكد مكتب المدعي العام في باريس أن “المشتبه بهما مثلا أمام المحكمة في 30 أكتوبر 2024 بتهمة ارتكاب أعمال سرقة باستخدام العنف، ومنعا من الاتصال ببعضهما البعض”.

وكان الضحية الشاب، ويدعى إلياس، في الصف الثالث في كلية مونتاين (الدائرة السادسة) وكان يلعب كرة القدم في نادي بيتراي أولييه.

ووصف أحد سكان الدائرة الرابعة عشرة في باريس الحادثة بانعدام الأمن، قائلا: “إلى متى.. هل سيتم اتخاذ الإجراءات، هل يعقل إنهاء حياة طفل من أجل هاتف، من غير الممكن أن نظل في حالة انعدام الأمان هذه في عام 2025”.

وأعرب وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، عن “فزعه من هذا العنف غير المبرر”، وكتب في حسابه على منصة “إكس”: “تعرض مراهق يبلغ من العمر 14 عاما للطعن حتى الموت بعد محاولة سرقة هاتفه.. لا يسعنا إلا أن نشعر بالفزع من هذا العنف غير المبرر، والذي جاء نتيجة لفقدان التوازن وانهيار السلطة”.

وأضاف: “تحويل فرنسا إلى بلد يخشى الآباء رؤية أبنائهم يقتلون دون سبب سوف يكون طريقا طويلا وصعبا، وسيتطلب هذا حشد الجميع للتخلي عن ثقافة الأعذار، التي أغرقت جزءا من شبابنا في شعور عميق بالإفلات من العقاب”.