خطاب من الفريق عبدالرحمن الصادق المهدي بمناسبة انتصارات القوات المسلحة

خطاب من الأمير الفريق ركن / عبد الرحمن الصادق المهدي

بمناسبة إنتصارات القوات المسلحة في ولاية الخرطوم

‏﷽

*الله أكبر ولله الحمد*
*الله أكبر ولله الحمد*
*الله أكبر ولله الحمد*

*(وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)*
الحمد لله الديان، هزم المليشيا وأعز جند السودان، ونسأله أن يتقبل الشهداء ويشفي الجرحى ويعيد المشردين من نازحين ولاجئين ومفقودين للأوطان.

هذا يوم تاريخي عظيم، يأتي عشية الذكرى الـ (140) لتحرير الخرطوم في 26 يناير 1885م، وها نحن من جديد نتنسم تحرير الخرطوم بدحر المليشيا والتقاء جيوش أم درمان والكدرو وسلاح الإشارة وفك الحصار عن القيادة العامة، وتحرير مصفاة الجيلي، ودحر الهجوم الغاشم متعدد الجبهات الذي نظمته المليشيا والدول التي تحركها في فاشر السلطان، فرد كيدهم في نحرهم، وإن شاء الله يكتمل النصر بتحرير كل إقليم دارفور عما قريب وكل الوطن، وزوال هذا الخطر الداهم على كيان السودان ووحدته وأمنه وأمن إنسانه الذي استهدفته المليشيا واستهدفت البنية التحتية للبلاد وتراثها وإنسانها، وصمت أذنها عن صوت الشعب السوداني وعن أنين أبنائه وبناته المتضررين من هجماتها البربرية.

أهنئ القوات المسلحة والقوات المقاتلة معها بهذا النصر المبين، وأهنئ الشعب السوداني الذي استقبل أخبار الانتصارات المتتالية بالتكبير والتهليل والزغاريد ومسيرات البهجة، وهو سرور عظمته غزارة الدماء العزيزة والدموع والجروح والمعاناة التي سببتها هذه الحرب التي فجرتها المليشيا لتنفيذ أجندة أجنبية قميئة تهدف لتمزيق السودان ووضع اليد على مقدراته وأراضيه الغنية. سيقوا لذلك المخطط بأطماع الانفراد بالسلطة وأظنهم بالغفلة لم ينتبهوا للمقصود الحقيقي وهو تحطيم السودان وتقطيعه وتركيعه بتعبير الإمام الحقاني عليه الرضوان، فهل يدركون الآن أبعاد المخطط، وهل يراجعون أنفسهم هم ومن تبعهم بالعصبية القبلية أو بشعارات سياسية رفعت كقميص عثمان؟

وأكرر مناشدتي التي وجهتها يوم تحرير مدني الأغر وهو ضرورة أن تنضبط كافة القوات المظفرة المشاركة في هذه الملحمة الوطنية العظيمة بأخلاق الحرب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجنده” انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلَا طِفْلًا وَلَا صَغِيرًا وَلَا امْرَأَةً، وَلَا تَغُلُّوا، وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ، وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، وبأساسيات القانون الدولي الإنساني التي استمدت من أخلاق ديننا وفصلتها.

كلنا استهجنا الأفعال البربرية التي ارتكبتها المليشيا والغبائن التي عمقتها في النفوس من قتل للمدنيين وانتهاك للعروض ونهب للأموال وإذلال للشيوخ وتنكيل بالأطفال واستعراض وتبجح بتلك الجرائم البشعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنكم لستم مثلهم فأنتم تمثلون دولة تحكمها المواطنة والعدالة، يساءل الجاني فيها ويعاقب على جرائمه بالقانون وعبر القضاء. فعلينا جميعا أن نلجم الغضب والانتقام ونسعى لتحقيق الحق والعدل عبر وسائله لا بيدنا وكما قال الإمام المهدي عليه السلام: “الفش غبينته خرب مدينته”.
واعلموا أن كثيرا ممن ظلوا في المناطق التي احتلتها المليشيا عجزوا عن مغادرتها بأسباب عديدة فتعايشوا معهم مصانعة وقلوبهم لظلمهم كارهة فحذار أن يعاملوا معاملة المجرمين ومن وجدت شبهة في تعاونه مع المليشيا فليخضع للتحقيق والتقاضي والمتهم بريء حتى تثبت إدانته.

وأوجه رسالة للساسة الذين اجتمعوا في نيروبي ليكونوا حكومة موازية للدعم السريع: متى تدركون أنكم إنما تقفون ضد ضمير الشعب وضد كيان الوطن وتسبحون ضد تيار التاريخ وتقفون في الضفة الخطأ؟ إلى متى تظلون تعاندون كما فعل فرعون حتى غرق؟ كم خاطبناكم وكم حذرنا وراجعنا وناشدنا ولا نزال ولكن نخشى أن ينطبق المثل “المكتولة ما بتسمع الصايحة”.

وفي الختام أكرر التهنئة للقوات المؤيدة بشعبها، وألسنة الخلق أقلام الحق، وأسأل الله أن يكون في رجب الخير هذا نهاية المحنة وتمام النصر ووحدة وتحرير أراضي السودان من أقصاه إلى أقصاه وهزيمة مخطط التقطيع والتركيع.

والله أكبر ولله الحمد
*الفريق ركن عبد الرحمن الصادق المهدي*
25 يناير 2025م