عيادة العلاج الطبيعي بمستشفي الموانئ البحريه ببورتسودان..قوه شبابيه يحتذى بها

في كل مقالاتي التي تناولت فيها امر نهضة الخدمه المدنيه بعد تدهورها،كنت دائما اردد يجب اتاحة الفرصه للشباب دون الثلاثين عاما،وان تتاح فرص الالتحاق بالخدمه العامه وحتي الخاصه التي لاتحتاج لخبره بالتساوى وهذا ماساشرحه في نهاية هذا المقال،كما اشرت اليه كمقترح منذ سنوات طويله بجريدة الراي العام.
في هذه الايام اواصل علاج ابن اختي مجتبي او( تبو) كما يحلو لمحبيه،والذى كان قد تعرض لوعكه صحيه قبل ثلاثه اعوام افقدته المشي لوحده طوال هذه المده،ولكن شاءت ارادة الله ان يستعيد بعضا من قوته بعد انتهاء اول جلسه علاجيه له بهذا بعيادة العلاج الطبيعي بمستشفي الموانئ البحريه ببورتسودان،حيث مشي اولي خطواته داخل بهو العياده ومنه الي خارج العياده حتي البوابه الخارجيه للمستشفي،ذرفت دمعي فرحا وانا ارى ابني يخطو اولي خطواته وحيدا دون مساعدة احد…ولهذا الانجاز قصه جميله ساسردها كما عايشتها داخل هذه العياده،والذي اكد رهاني علي شباب هذا البلد من الجيل الحالي بانهم سيكونون النواة الاولي لبناء وتعمير السودان مره اخرى وفق اسس علميه وقوه واراده شبابيه في صنع الفارق.
من اولي ملاحظاتي حول عيادة العلاج الطبيعي بمستشفي الموانئ البحريه ببورتسودان،ان كل القوه التي تعمل بالعياده بمختلف تخصصاتهم ووظائفهم هم من الشباب وفي فئه عمريه واحده،مما سهل من توحيد لغتهم وحلمهم وهدفهم،ينشرون الطاقه الايجابيه فيما بينهم ومرضاهم بصوره تلمسها من مناقشاتهم والتي لاتخرج من هموم العمل،يعملون كخليه واحده في تجانس تام ودون توقف، يتنقلون بخفه شبابيه وروح بين المرضي.
الاستقبال في اي مؤسسه هو الذي يعطيك الانطباع عن سير العمل وطبيعة مايقوم به العاملين في اي منشاه.وهذا مانجح فيه موظف الاستقبال،فاجراءات تسجيلك وتحديد مواعيدك امر مفروغ منه ويتم بنظام ودقه،وحال تاخرك يتم الاتصال بك لمعرفة اسباب تاخيرك،ومما لاحظته من اشياء جميله يحرص كل مريض بالقاء التحيه علي كل العاملين بالعياده ولاينسي ان يودعهم كذلك بتلويحه لهم جميعا تعبر عن كامل الرضي بما وجده من اهتمام واحترام وتقدير،وايضا حينما يدخل اي عامل بالعياده لاينسي ان يصافح كل المرضي والسؤال عن حالهم واحوالهم وكيف يسير العلاج.
اكثر ماشدني هو حضور احد الاطباء المعالجين للمركز وهو يعاني من حمي ظهرت في ملامح وجهه ولانه كان مرتبط بعلاج احد الشباب الذي تعرض لوعكه كان لابد له ان يحضر ليقوم بواجبه تجاه مريضه،وهي من الاشياء لا اقول النادره ولكنها الجميله والتي يجب ان تسود مراكز الخدمه بالمنشأت العامه والخاصه.
ايضا مما لفت انتباهي تواصل الاطباء المعالجين مع مرضاهم بالتحدث اليهم اثناء تلقي العلاج -ويبدو انه جزء مهم من العلاج لخروج المريض من دائرة التفكير بمرضه ومحاولة استجابته وتفاعله مع العلاج،وهذا ما استفاد منه المرضي كثيرا.
كما ذكرت في بداية المقال بالتحدث عن نظام القرعه في اختيار الموظفين والعاملين في وظائف القطاع العام وحتي الخاص وخاصة تلك الوظائف في مداخل الخدمه التي لاتحتاج لخبره طويله،وذلك لانه وفي هذا الظرف الذي تمر به البلاد لايجد الشباب اي فرصة عمل لاكتساب اي خبره مما سيسقط في ايديهم وتقل فرص منافستهم،وضربت مثلا،اذا كان هناك اعلان لشغل عشره وظائف مثلا وتقدم لها مئات الاشخاص وان هناك مأئه من المتقدمين استوفوا الشروط العامه للقبول،هنا ياتي دور القرعه والذي يجب ان يكون بحضور المتقدمين، ليكون الفاصل في الاختيار،مما سيقفل باب الوساطه والمحسوبيه من جهه ومن جهه اخرى يعزز الثقه بالنفس لدي المتقدمين طالما ان الحظ وحده هو الذي سيلعب دورا رئيسا مما يعزز قيمة الوطنيه في نفوس الشباب بدون اي تمييز،ليكون المعيار الوحيد هو استيفاءك الشروط العامه لتاتي القرعه كامر حاسم للاختيا من بين الجميع وليس الانتماء لاي حزب او اي كيان سياسي ويجب ان ننأى بالخدمه المدنيه عن اي اصطفاف او محاصصات او شلليات وان تكون مفتوحه لكل الناس.
السيد وزير الصحه المحترم والاخ مدير مستشفي المواني البحريه اتمني ان تسجلوا زياره غير معلنه في اي وقت تشاؤن وياحبذا لو انكم اتيتم متنكرين او مرافقين لمرضي لتستمتعوا بكل اجراءات العمل الانساني الذي تدار به هذه العياده الذى يسعي فيه كل العاملين في اضفاء جو من المرح والفرح والامل في كل نفوس المرضي ومرافقيهم بانهم اناس يستحقون الحياه وان علاجهم ممكنا…الشكر والتقدير للدكتور محمد السني والذى يقابلك باتسامه صافيه تبعث في نفس كل من يلتقيه الامل والفرح الوضيئه والذي بعث في نفسي وابن اختي الامل بعد فقدناه زمنا.طويلا ولتفانيه في عمله واخلاصه له ،التحيه لكل العاملين معك بهذه العياده التي تضج بصور انسانيه جميله تجعل من اللحظات التي تقضيها مع هؤلاء الشباب بانها من اسعد لحظات حياتك ويومك ولكل البنات العاملات تحيه خاصه وهن يقمن بواجبهن تجاه النساء اللائي بقصدن العياده للعلاج..ما اروعكم ياشباب…جادت قريحتي بقصيده لابن اختي وهو في طربقه للتعافي مما الم به وفرحا بخطوه اولي الخطوات وحده من داخل بهو عيادة العلاج الطبيعي بمستشفي الموانئ البحريه ببورسودان كنت قد كتبتها قبل فتره بعد مرضه ممنيا نفسي بشفائه التام.
تبو مشي
تاتي تاتي
قوم يارشا
انا الكنت خاتيك
عكازتي تفتشه
تلبسني نعلاتي بالقلبه
قوم ياخال اتعشي
تلبسني نضارتي
تتونس معاي واتفشه
اضحك معاك ياضواي
وكت العيون يصيبه العشا
لما يقولو ليك
الحق خالك طشه
تبقي غيمتي وكت تحر
تبقي مطر ورشه
ولما ازهج
تقول لي ارح ياخال نتمشي
تقرا لي من كتاب الثوره
وانا راقد فوق هباب وفرشه
انسي الهموم وخيباتي
تبقي انت ياود الحشا
تحكي لي حكاوى الفيس
وقصص الصبايا والحنكشه
وظلم الطغاة الظالمين
الصادرو احلامنا بالكشه
وتبشرني بتحرير الوطن وحل قيوده من الكنكشه
وانا اتمدد في كرسي
واراقبكم كيف بتبنوا وطنا قشه قشه.
محمد حسين كسلا