#image_title
كلمات الى روح الاستاذ سعودى دراج
“ان مدينة انجبتك لها الحق ان تفتخر بك و وطن عشت انت فيه وناضلت من اجله لهو جدير بالحب والتضحية من اجله ”
لا يعرف مدى قوة العلاقة بين ابناء الحى الواحد والجيران ومتانة الارتباط بينهم الا من عاش فى احياء بحرى القديمة , وتكاد تكون هذه العلاقة فى كثير من الجوانب تضاهى علاقة الدم و القرابة وذلك صدقا للمثل الشعبى الذى يقول ” جارك القريب ولا ولد امك البعيد” . فمثلا كنا فى حى الختمية غرب فى قلب بحرى تجمع بيننا اطيب الصلات و اقوى العلاقات مع جميع الجيران وابناء الحلة و المنطقة , واللافت للنظر ان هذه العلاقات لا تزال وطيدة و ممتدة حتى الان . ما دعانى لكتابة هذه المقدمة هى احياؤنا للذكرى العاشرة لوفاة الاستاذ المناضل و القائد النقابى سعودى دراج اخونا الكبير ابن الحاجة عائشة جوهر صاحبة الابتسامة الجميلة و المعاملة السمحة للجميع و السمعة الطيبة فى حى الختمية غرب
فى مثل هذا اليوم 30 يناير قبل عشرة سنوات توفى الاستاذ سعودى دراج ابن مدينة بحرى البار و القائد و المناضل النقابى العتيد و الانسان الراقى الجميل صاحب الشعبية الجارفة والمحبوب من الجميع حتى الذين كانوا يخالفونه افكاره اليسارية ولا يستسيغونها . و المرحوم الاستاذ عبدالله دراج المشهور بسعودى دراج والذى رحل عن دنيانا الفانية فى 30يناير2015م . كان شخصية مرحة جدا تبعث السرور و و تنثر البهجة فى كل مكان يكون هو موجودا به , ويدهشك هذا الرجل الدائم الابتسامة و الضحك و الميال الى المرح وفى بعض المرات الهزل يدهشك بقوة تمسكه بافكاره و قناعاته فهو كان مشهودا له بالصلابة و قوة الارادة و العزيمة فى نضاله ضد كل الانظمة العسكرية الديكتاتورية ابتداء بنظام عبود و انتهاء بحكم البشير و الكيزان ! حيث عرفته معتقلات عبود والنميرى الى البشىير, وفى عهد نميرى كانت ايامه فى المعتقلات باكثر منها من ايامه خارج المعتقلات وكان يقول ضاحكا لقد اصبحت الزبون رقم واحد عند ناس الامن ولا يوجد سجن و لامعتقل بطول السودان و عرضه لا اعرفه او نزلت فيه ضيفا مرحبا به من قبل الجميع اصحاب السجن و النزلاء على حد سواء ! وفى هذا الصدد فان هنالك الكثير من القصص و الروايات التى تدور اقامة سعودى الطويلة جدا فى المعتقلات , ومن الطرائف بان اتيام الامن المكلفة بالاعتقال كانوا يعرفونه بطول تردده عليهم وعند الذهاب اليه فى منزله لاعتقاله كانوا يجدونه جاهزا بشنطة اليد الصغيرة التى تحتوى على اغراضه التى يحتاج اليها فى المعتقل وكانوا يلقون عليه التحية قائلين السلام عليكم يا استاذ هل انت جاهز ؟فيرد عليهم و يقول عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ايوة جاهز اها المرة دى على وين ؟ وكانوا يتبادلون المجاملات مع بعضهم البعض و الاستاذ سعودى كان شخصية فذة لا تملك الا ان تحبه و تعجب به قد تختلف معه فى افكاره السياسية ولكنك تحترمه وقد تكره لونه السياسى ولكنك تحبه فى شخصه , وفى هذا المقال سوف يكون تركيزى على سعودى دراج الانسان الرائع البهيج و الذى اهدته مدينته الولود بحرى للسودان بل لكل البشرية جمعاء فى مدينة بحرى الهادئة الوديعة وفى احيائها الشعبية القديمة حيث البيوت متداخلة و العوائل مترابطة و حيث ان الجار ينطبق عليه تماما المثل السودانى ” جارك القريب ولا ود امك البعيد” وحيث الجميع يعرفون بعضهم البعض على امتداد الحى او المنطقة وهكذا كانت علاقتنا بالاستاذ المرحوم سعودى دراج ابن حى الختمية غرب والذى كنا ونحن ومنذ ان تفتحت مداركنا على الدنيا نراه نجما ساطعا و شخصية يحبها الجميع و يسعد ويفرح بلقائها و التمتع بصحبتها .
نشأ بطلنا سعودى دراج وترعرع فى منزل العائلة فى الختمية غرب و تفتحت مواهبه و مارس رياضة كرة القدم وكان حريفا جدا فيها حتى انه قد لعب مع فريق التحرير و ما ادراك ما التحرير فى ذالك الزمن حيث كان يزلزل الارض تحت اقدام الهلال و المريخ وكان كشوكة الحوت بالنسبة لهما و رقم لا يمكن تجاوزه !
وقد لا يعرف الكثيرين ان المرحوم سعودى دراج بالاضافة الى الى اجادته لكرة القدم كان فنانا و موسيقيا لا يشق له غبار و كان صاحب صوت جميل و قد ذكر بعض زملاءه فى المعتقل انه كان كلما يشتد عليهم الضيق و التضييق كانوا يجدون العزاء فى غناء سعودى دراج و الذى كان يجيد بصورة خاصة ترديد اغانى ابراهيم عوض ولكن يبقى اسهامه الاكبر فى تطوير موسيقى الجاز فى السودان حيث كان عازفا جيدا على الغيتار و شارك مع رواد فن الجاز الرواد فى 1952 مثل عثمان المو و شرحبيل احمد و احمد مرجان فى العزف و تكوين الفرق الاولى و لكن يبدو ان شغفه وولعه بالسياسة كان طاغيا فحرمنا من ابداعات فى الفن كانت سوف تظل خالدة ابد الدهر ,
وفى الحلقة القادمة سوف احدثكم بالمزيد عن سيرة الاستاذ سعودى دراج
نسال الله له الرحمة والمغفرة وان يتقبله قبولا حسنا وأن يجعل الجنة مثواه
والى اللقاء
أفادت مصادر مطلعة بحصول رئيس كيان الشمال محمد سيدأحمد سرالختم الجكومي، رئيس مسار الشمال في…
في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أصدر وزير الداخلية السوداني أول قراراته عقب توليه المنصب، والتي…
متابعه : المغيرة بكري : " أمدر تايمز" شارك المستشار الإعلامي أيمن أبو زيد في…
متابعة : صحيفه امدر تايمز حرص المستشار الإعلامي أيمن أبو زيد خبير الإعلام الإقتصادي وكبير…
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقرار المحكمة العليا الأميركية، الجمعة، الذي قيّد سلطة القضاة الفيدراليين…