أصبح “الفيلسوف الكروى” بيب غوارديولا كتابًا مفتوحًا وسهل القراءة بالنسبة لجميع منافسيه، حيث أصبح مانشستر سيتي لقمة سائغة، وأصبح بإمكان أى فريق أو مدرب إبطال مفعوله بتكتيك الدفاع المتقدم الضاغط مع الهجوم الخاطف، واستغلال الثغرات الدفاعية الساذجة. فقد افتقر السيتي إلى لاعب الارتكاز، ومنذ إصابة رودرى، صاحب الكرة الذهبية، والفريق يعانى الأمرين. وقبله تعرض دي بروين، القلب النابض والعقل المفكر للفريق، لإصابة، وعودته ما زالت محط شكوك بشأن مستواه المبهر. ومع إصرار المدرب الإسبانى على إبقائه على دكة البدلاء، لم تُمنح له الفرصة الكافية للعودة إلى الفورمة، فالدقائق القليلة التى يشارك فيها لا تكفى لاستعادة لياقته. فقد الفريق اثنين من أبرز لاعبيه فى مركز الارتكاز، مما أثر على توازن الوسط والدفاع، وزادت الأخطاء والهزائم. كانت الهزيمة بخماسية فى ملعب الإمارات أمام أرسنال ضربة فنية قاسية، حيث قدّم ميكيل أرتيتا محاضرة تكتيكية من العيار الثقيل، وتمكن من إسقاط أستاذه بالضربة القاضية بخمسة أهداف مقابل هدف فى واحدة من أجمل مباريات أرسنال هذا الموسم. ترجم الغانرز سيطرتهم بأهداف رائعة، بدأها النرويجى مارتن أوديجارد مستغلًا خطأ دفاعيًا نتيجة الضغط، وعزّز الغانى توماس بارتى الهدف الثانى، وهو رمانة ميزان الغانرز وصاحب الجهد الوفير. وكان قد أدرك هالاند التعادل، قبل أن يوسع الإنجليزى مايلز لويس سكيلى الفارق بهدف ثالث، ثم أضاف الألمانى كاي هافرتز هدفًا رابعًا، ليضع السيتي فى غرفة الإنعاش. واختتم البديل إيتيان نوانيرى المهرجان بهدف خامس رائع سددته قدمه اليسرى، مما اهتزت له مدرجات ملعب الإمارات. خرجت جماهير الغانرز منتشية بالعرض الراقى والنتيجة العريضة، بينما تحولت ليلة غوارديولا إلى كابوس رغم محاولته التخفيف قائلاً: “إنهم أدوا عملًا جيدًا”، وكأنّه كان يقصد مباراة أخرى، وليس تلك التى شاهدناه جميعا وشهدت سقوطه بالضربة القاضية من أرتيتا الصبور.
•• لا فرق بين أحمد وحاج أحمد، هكذا حال الغريم التقليدى مانشستر يونايتد، حيث منى بهزيمة مذلة فى “مسرح الأحلام” أولدترافورد، الذى تحول مع رفاق برونو فيرنانديز إلى جحيم ومرتع سقوط متواصل لليونايتد. الهزيمة هذه المرة كانت على يد فريق لندنى آخر، هو كريستال بالاس، بثنائية نظيفة. ولا تأتى المصائب فرادى، حيث أصيب مدافع الفريق ليساندرو مارتينيز، ويواجه المدرب البرتغالى أموريوم كل يوم صعوبات فى مانشستر يونايتد لا يُحسد عليها.
•• المختصر المفيد: سنة كبيسة على قطبى مدينة مانشستر…!