استفيقوا أيها القادة العرب فالتاريخ لا يرحم ….!

فجر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، قنبلة مدوية عندما أعلن أن إسرائيل ستسلم قطاع غزة للولايات المتحدة بعد انتهاء القتال. وقد أصابت تصريحاته العديد من المراقبين بالدهشة عندما قال إن الولايات المتحدة “ستسيطر على قطاع غزة”، مشيرًا إلى أنه سيتم إعادة توطين الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع في دول أخرى، في مجتمعات أكثر أمانًا وجمالًا، مع توفير منازل جديدة وحديثة لهم. وأضاف أنه سيتم منحهم الفرصة للعيش بسعادة وأمن وحرية.

وبذلك، يكشف ترامب عن إصراره على المضي قدمًا في مشروع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وإعادة إعمارها كمبانٍ استثمارية ومدينة سياحية تابعة إلى إسرائيل . وقد سبق له أن وصف المنطقة بأنها “مدينة ساحلية”. ويبدو أن ترامب يواصل اتخاذ قرارات مثيرة للجدل بوتيرة متسارعة، حيث أسفر لقاؤه مع نتنياهو في واشنطن عن مكاسب كبيرة للرئيس الإسرائيلى، الذي لم يتوقع مثل هذه النتائج من البيت الأبيض.

وقد لاقت تصريحات ترامب استهجانا عالميًا من الدول والمنظمات، حيث قوبل اقتراحه بالرفض من حلفاء وخصوم الولايات المتحدة على حد سواء في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، كونه يتناقض مع الشرعية الدولية وحق الفلسطينيين في إقامة دولة على أراضيهم. وكان رد الرئاسة الفلسطينية عنيفًا، حيث أكدت أن فلسطين ليست مشروعًا استثماريًا، وأن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتفاوض أو المساومة.

هذا الرد يجب أن يكون بمثابة رد فعل عربى موحد من قبل جامعة الدول العربية في مواجهة مشروع التهجير الجديد الذى يقوده ترامب. على الدول العربية أن تتخذ قرارات مشتركة وقوية لوقف هذا التوغل في حقوق الشعب الفلسطيني. ومن يلتزم الصمت سيدفع الثمن باهظًا، لأن المشروع المعلن ليس مقتصرًا على غزة فقط، بل يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير. استفيقوا أيها القادة العرب، فالتاريخ لا يرحم.