Categories: الأعمدة

شهداء كادقلي وشهيداتها على رقبة القتلة والقاتل في الدنيا ويوم يقوم الحساب

👈في قراءات سابقة لخصنا قضية جبال النوبة جنوب كردفان والعكس صحيح من منظور تاريخي ودستوري . لخصناها في ثلاث مباحث سياسية إستراتيجية ممرحلة … مرحلة القفل المقصود بموجب قانون المناطق المقفولة للعام ١٩٢٢ عن طريق حقبة إستعمار الحكم الثنائي الإنجليزي المصري في الفترة من العام ١٨٩٩ حتي تاريخ الإستقلال ١/ ١/ ١٩٥٦ ثم تليها مرحلة الظلم الممدود ممثلة في حقب الحكومات والأنظمة السودانية المتعاقبة ثم مرحلة عقبة الحرب الكؤود بمراحلها المختلفة بدأ من مرحلة الحضانة السياسية والمسيسة ثم مرحلة العمل العدائى المباشر ١٩٨٣ حتى ٢٠٠٥ ومن ٢٠١١ حتى تاريخه ..
وما صاحب ذلك من تحديات كبيرة وخسائر بشرية ومادية فادحة أصابت المنطقة ومواطنها في مقتل آخرها ضحايا القذف المدفعي الآثم والمدان بشدة الذي وجهته الحركة الشعبية الحلو على صدور الأطفال والنساء والمواطنيين العزل راح ضحيته العشرات ارواحهم معلقة على رقبة ورقاب القتلة والقاتلات والقتيل الذي يمشي ويوشي بينهم في الحياة الدنيا خزي وعار ويوم يقف القاتل والمقتول والقتيل حفاة عراة أمام رب العالمين ..
موضحين بأن القضية في بعدها البنيوي التشخيصي الدقيق قضية دستورية حقوقية .. حقوق إنسان ومواطنة ليس لها أي علاقة لا من قريب أو بعيد بالمفاهيم الآيدلوجية والتصنيفات السياسية والإنكفاءات والتكتلات العرقية والقبلية والجهوية والعنصرية إلا في عقول القاسطون والقاسطات والمتطرفون والمتطرفات والمتصرفون بإنتهازية ووصولية والمتصرفات ..
مشكلة جنوب كردفان جبال النوبة بالأضافة لبعدها المركزي التاريخي وكذلك الظرفي مشكلة في حقيقة الأمر لها علاقة وثيقة بأساسيات التنمية السياسية الإستراتيجية المتكاملة على مستوى المفاهيم والإرادة والوعي السياسي المتقدم والتشخيص والطرح وخيارات الحلول وفرصها الإيجابية المتاحة .
فرص كثيرة كبيرة على مدى تاريخ حلول القضية قد لا حت في الأفق المبين وأخرى تحققت بالفعل ولكن وللأسف قد ضاعت وضيعت ( على طريقة عصفورا ليك كان بين إيديك ) ( وجرادة في كف وألف طائرة )
آخرها وليس أخيرها ربما فرصة ترفيع إعلان وتجديد إعلان وقف إطلاق النار بين الحكومة وحركة الحلو ، ترفيعه إلى وثيقة سياسية ومنها إلى إتفاقية ومنها إلى وثيقة دستورية ثم فرصة إتفاق سلام جوبا وفرصة المحافظة الاخلاقية والوطنية الإستراتيجية على إعلان وقف إطلاق النار بين القوات المسلحة وحركة الحلو عقب إندلاع الحرب الوجودية على البلاد والعباد في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ..
ونشير في هذا الصدد بأننا وفي الأيام الأولى لتمرد الدعم السريع في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ تمرده على القوات المسلحة والدولة تقدمنا بقراءة إستراتيجية واضحة لحركة الحلو تضمنت عدد من النصائح التاريخية الغالية في حال ان الأمر والكفاح يتعلق بقضية جبال النوبة جنوب كردفان .. وهي قضية معلوم بأن تاريخ نضالها لم يبدأ في العام ١٩٨٣ تاريخ تأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل المقيم الدكتور جون قرنق أتيم ولا بتاريخ حركة حواضنها السياسية والمسيسة بجبال النوبة جنوب كردفان في اواخر وحواضر ستينيات القرن الماضي .. وإنما تاريخ القضية أبعد واعمق من ذلك وإلا كيف تفسر ثورة أهالي تلودي في العام ١٩٠٦ ضد المستعمر البريطاني على خلفية أكثر من عشر اسباب وطنية قومية ومحلية كأول ثورة وطنية ضد المستعمر البريطاني فتحت باب الكفاح الوطني ضد الإستعمار بكردفان وجبال النوبة والسودان عقب معركة كرري بسنين قليلة .. شنق بموجبها سيع رجال في لحظة واحدة ..
ثم تبعتها ثورة البطل ود حبوبة ١٩٠٨ بالجزيرة والبطل السلطان عجبنا وإبته مندي ١٩١٥ والبطل الفكي على الميراوي ١٩١٨ الذي حرره من سجنه بتلودي عنوة وإقتدار أبطال ثوار ثورة تلودي وليس غيرهم وبمناشدة مباشرة من حكامات عموم تلودي وقتها حين قلن ( كوري حرنت فوق الداره دايرة لي صبي بشيل تارة فكي على محبوس دايرة خياره ) كوري بضم الكاف وكسر الراء نوع من أبقاء أهلنا فلاته امبرروا أبقار صعبة الترويض .. والداره بمعني النقعة والنقعة الساحة بلغة علم المساحة حيز مكاني وحجز شعبي طبيعي مخصص لأعمال وأنشطة الفروسية والفعاليات الثقافية والأدبية في السلم وكذلك الحرب ..ثم ثورة البطل كوكو كوبانقو ١٩١٧ باليري ثم ابطال ثورة ١٩٢٤ على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وقبل كل ذلك حماية ونجاح الثورة المهدية في إطار عمليات منظومة الكفاح القومي والوطني ( سيروا سيروا للمهدي في قديرو ) وقدير التي أشارت إليها جدتنا المناضلة رابحة الكنانية هي تلودي الكبرى ( تلودي الليري كلوقي المثلث الذهبي الآن ) فالتاريخ عند علمه فعل تراكمي لا يجزء ويختزل ويخذل عن سياقه ومساقه وميثاقه .
ومن النصائح الغالية بنظرنا قلنا للحلو لحظة إندلاع حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣ بين القوات المسلحة وتمرد الدعم السريع قلنا له عبر الرؤى أمامك ثلاث فرص لا ثالث لها على الإطلاق فرصة المحافظة على وقف إطلاق النار بينك والقوات المسلحة ، فرصة القتال بجانبها كما المشتركة اليوم لحماية الوطن والمواطن والدولة والمكتسبات المستحقة في إطار الحلول الموضوعية للقضية وفرصة الحياد الإيجابي ..
ولكن وللأسف الشديد لم تأخذ الحركة بأي من تلك النصائح لا سياسيا ولا إستراتيجيا ولا عسكريا ولا إجتماعيا ولا حتى إنسانيا ..
والشواهد كثيرة نذكر منها في الساعات الأولى وبالتزامن مع تمرد الدعم السريع هاجمت الحركة تلودي .. تم ردها على عقبيها ثم هاجمت الدلنج تم ردها بواسطة أهلها وأبطالها شرفاء الحركة الشعبية من أبناءها ومناطق أخرى بالجبال تعرضت لنفس الحالات . وأخيرا ظلت الحركة مرابطة بطريقة عدائية في جزء مهم من سكة شريان حياة إنسان الولاية الإقليم محكمة الخناق الإجتماعي والإنساني الحياتي على المواطن بالولاية بالتزامن مع تواجد تمرد الدعم السريع بشمالها للعب ذات الدور ..
ومن الفرص الإنسانية الضائعة أمام إنسانية ووطنية وضمير الحركة فرصة مبادرة اللقاء التاريخي بين الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم عضو مجلس السيادة نائب القائد العام بجوبا مع القائد الفريق عبد العزيز آدم الحلو بشأن القضايا الأنسانية المتعلقة بمواطن الولاية الإقليم التي إتبعتها الدولة بوفد رسمي بقيادة وزير الدفاع الفريق أول ركن يسن إبراهيم .
ولكن بكل اسف أفشلت الجهود ولم تفشل في الواقع الوطني والاخلاقي والإنساني والضميري .. تم تفشيلها بواسطة طرف ثالث الكل يعلمه وعلمه في تلك اللحظة طرف له مصلحة مباشرة بتسييس القضية والإتجار فيها وإستئجارها لخدمة مصالحه الإنتهازية التخريبية الإستئصالية الممرحلة .
وأخيرا الحمد والشكر لله مضت جهود الكباشي عبر الرئيس البرهان والرئيس سلفا كير ميارديت مشكورا فتحققت اماني وصول المساعدات الإنسانية عبر الجسر الجوي جوبا كادقلي لأهلنا ( كدقلي ) وبكادقلي الذين بلغت بهم الظروف الإنسانية بسبب الحصار الثنائى المنسق على طول الطريق الأبيض كادقلي أكل (الكلو ) وهي نباتات وأشجار غابية وغير غابية بديل غذائى شعبي عند الحاجة الطارئة كما ( الكلأ والعلف ) طعام الأنعام ..
وقبل ان يستفيق اهلنا بكادقلي عن تلك الظروف القاسية حتى أتتهم حركة الحلو بغتة بغدر اقسى منها وللأسف الشديد على الطريقة المفضلة لتمرد الدعم السريع بإلحقاق أكبر قدر من الأذى والضرر بالمواطنين العزل والابرياء بحجة الرد على المعتدي أول مرة بروايتهم وهي الحكومة والقوات المسلحة
وهنا رأي المثل الشعبي المحلي حاضرا أمام مبررات الحركة الشعبية الحلو ( غبينة الحرة تفش في الخادم … والطعن في ظل الفيل من البطولات …
نعم روايات كثيرة بلغت بريد الرؤى المتجددة بشأن الهجوم المدفعي الغادر بواسطة حركة الحلو على المواطنيين الأبرياء بعاصمة الولاية الإقليم كادقلي اخطرها رواية ظهور الطرف الثالث مجدد بأدواته وتأثيراته المجربة التي ( من بينها الحوامة ليلا بالوبيا بدلا عن البن الحبشي والبرازيلي الناجم ..)
مع العلم أن الابرياء الضحايا الشهداء من النساء والأطفال والعزل بكادقلي وغير كادقلي هم نفس الناس الذين حملت من أجلهم الحركة السلاح وعبء النضال ..
فمالكم كيف تنظرون وتقدرون وتحكمون ام نحن بالضبط في حضرت مقولة هذا زمانك يا مهازل اقدلي أقتلي انكري تنكري برري فعلتك المشينة الشنبعة بما شئت من حجج واهية ..
اللهم تقبل الشهداء واشفي الجرحى وفك الاسرى وهون عودة المفقودين.. واهدي الحركة الشعبية جناح الحلو سواء السبيل سبيل الذين انعمت عليهم لحل القضية والقضايا بطريقة عقلانية ومعقلنة وبأكثر من وسيلة سياسية أخلاقية إنسانية دستورية سلمية عقلانية ومعقلنة جادت بها تجارب الشعوب والأمم بدلا عن صيغ الحروب الطويلة عقبمة عصية الحلول ..
أما القضية السودانية التاريخية التي ظل يتخذها البعض مطية ومنصة وقاعدة هجومية على الوطن والمواطن والدولة حتى بلغ الأمر في الحرب الوجودية على البلاد اليوم تدخل الأجانب والمشروع الأجنبي بأدواته المحلية والإقليمية والدولية
نحن كجيل خبرناها وخبرنا خفاياها تمام والتي لا تخرج من خمس مسارات .
١– المسار البنيوي ويقصد به أساسيات نشأة الدولة وفلسفة إدارتها..
٢— مسار الفتنة النائمة ومصادرها التاريخية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية والإدارية والسياسية والتنظيمية
٣– مسار الفتنة القائمة ومصادها بنفس التوصيف اعلاه .
٤— مسار التدخل الأجنبي المباشر وغير المباشر وعبر إنتهازية وتآمرية الإستقواء التاريخي والظرفي
٥– مسار الشعب ونخبه ودورهم الإيجابي في حماية رأس المال الوطني ، ويقصد به ( الوطن والمواطن والدولة ومؤسساتها والقيم والمكتسبات التراكمية ) بعيدا عن ربحية وخسارة الحكومات والأنظمة المتعاقبة وتربحها كذلك ..
ثم خطر ومهددات التدوير السالب للمواطن والشعب بواسطة نخبه الإنتهازية والوصولية والعميلة وذلك باللعب السياسي بمهارة عالية علي ميادين وخطوط تماس مصيره ومصالحه ورغباته وفرصه وحقه في التعبير والتغيير نحو الأفضل وليس الأسوأ والأشد سوء” بطبيعة الحال …

ahmed

Recent Posts

أجتماع العطا وكباشي مع إدريس حسم أزمة الحركات

انتهى اجتماع عُقد بين رئيس الوزراء د. كامل إدريس  وعضوي مجلس السيادة الانتقالي مجلس السيادة…

ساعة واحدة ago

السعودية تدعو طرفي النزاع بالسودان على استئناف المفاوضات في جدة

شارك نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، في الاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية…

ساعة واحدة ago

ألف مبروك النجاح أحمد خالد عبدالله ودخول الثانوي في كندا

رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير صحيفة " أمدر تايمز " الاستاذ اسامة صالح والمدير العام…

ساعة واحدة ago

قرار يقضي بوقف اصدار شهادات البحث الخاصة بالأراضي الزراعية في ولاية الخرطوم

أصدر والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، توجيهات عاجلة تقضي بإيقاف إصدار شهادات البحث الخاصة بالأراضي…

ساعة واحدة ago

اجتماع بروكسل يؤكد ضرورة التحرك لوقف الحرب في السودان

اتفقت الأطراف المشاركة في الاجتماع التشاوري الرابع لتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام بشأن السودان، الذي…

ساعة واحدة ago

تعيين ” النور عجبنا” نائب محافظ لبنك السودان المركزي

أفادت وسائل اعلام محلية، عن صدور قرار سيادي بتعيين الأستاذ النور عجبنا عز العرب نائبًا…

ساعة واحدة ago