Categories: الأعمدة

الموارد الطبيعية: نعمة وتحدٍ في حياة الإنسان

بقلم : دكتور خالد فواز
عتبر الموارد الطبيعية من أعظم نعم الله على الإنسان، إذ لا يستطيع أحد العيش دون الاعتماد على هذه الموارد. يُعد الوقود الأحفوري، مثل الغاز والنفط والفحم، من أبرز هذه الموارد، حيث يشكل أساس العديد من الأنشطة الاقتصادية والحياتية. فمنذ اكتشاف النفط في منطقة الشرق الأوسط، حدثت تحولات جذرية في اقتصادات الدول العربية ومكانتها العالمية.
كان أول اكتشاف للنفط في البحرين عام 1932، تلاه اكتشاف بئر “تمام” في السعودية عام 1938، واكتشاف حقل “البرقان” في الكويت في نفس العام، ثم بئر “الدخان” في قطر عام 1939. في الخمسينيات، استمر اكتشاف النفط في الإمارات وعمان، مما أدى إلى ترسيخ أهمية هذه الموارد في دول الخليج.
مع بداية السبعينيات، أصبحت الدول العربية تُسيطر على سوق النفط العالمي، حيث كانت أوروبا تعتمد على 70% من وارداتها النفطية من الدول العربية. وقد ساهم هذا الاعتماد الكبير على النفط بشكل ملحوظ في تعزيز اقتصادات هذه الدول، كما كان الحال مع السعودية، التي شكلت عائدات النفط 90% من إيراداتها الحكومية و64% من ناتجها المحلي الإجمالي آنذاك.
إلا أن الأزمات الاقتصادية التي قد تطرأ نتيجة الاعتماد الكلي على النفط والغاز أدت بالدول إلى التفكير في حلول بديلة. بدأت السعودية، على سبيل المثال، وضع خطط تهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتنويع مصادر الدخل. ففي عام 2022، بلغ إنتاج السعودية من النفط نحو 11.5 مليون برميل يومياً، ومع توقعات بانتهاء الاحتياطات النفطية بحلول عام 2060، بدأ التفكير في أهمية الاقتصاد المتنوع.
استراتيجيات مثل التجديد الأفقي والعمودي أصبحت ضرورية، حيث يتم تعزيز الصناعات المحلية كصناعة الثلاجات أو النحاس لخلق قيمة مضافة وتنمية مصادر الإيرادات المستدامة. كما استلزم الأمر التركيز على القطاعات الأخرى مثل السياحة والمطاعم والخدمات المالية لجذب الاستثمارات الأجنبية.
لكن التحديات تبقى قائمة؛ فقد استثمرت بعض البلدان العربية عشرات المليارات في مشاريع غير مدروسة، مما أثر سلباً على تطورها التكنولوجي. في المقابل، استطاعت دول مثل اليابان بناء اقتصاد متين تعتمد فيه على الابتكار ورفع مستوى الإنتاج.
تسعى الدول العربية حالياً إلى وضع خطط طموحة للنهوض باقتصاداتها بحلول عام 2030 وما بعدها، مستفيدة من تجارب دول أخرى مثل ماليزيا عندما كانت عماد الرئيسي على الزراعه والتعدين الان تعتمد عليهم بنسبه 14% فقط اما بقيه النتيجه اعتماد على جميع المصادر المتنوعه مما تؤدي لزياده الدخول وارتفاع الناتج الاقتصادي. الهدف هو تنويع المصادر وعدم الاعتماد الكلي على النفط والغاز، ما يحقق استقراراً اقتصادياً بعيد المدى ويحميها من الأزمات الاقتصادية.
في الختام، يمكننا القول إن التطوّر والازدهار يتطلبان فكراً جاداً وجهوداً متواصلة نحو تحقيق اقتصاد متنوع وقائم على الابتكار، لضمان مستقبل مشرق ومستدام للأجيال القادمة.

ahmed

Recent Posts

صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية  تنشر تفاصيل خطيرة عن خطة وضعها ترامب ونتنياهو تخص غزة وسوريا ودولا عربية أخرى

نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، يوم الخميس، تفاصيل محادثة بين ترامب ونتنياهو وديرمر وماركو روبيو،…

6 ساعات ago

وزير الخارجية الإيراني يعترف بتعرض المنشآت النووية لأضرار كبيرة

أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طاولت المواقع النووية بعد 12 يومًا من…

7 ساعات ago

قائد إستخبارات الفرقة (19) مشاة مروي يطمئن بهدؤ الأحوال الأمنية ويدعو لعدم الإنسياق وراء الشائعات المضللةَ

  مروي إعلام المحلية.رصد الحسن عبدالمهيمن طمأن قائد شعبة* إستخبارات الفرقة (19) مشاة مروي العقيد…

7 ساعات ago

الإعلامية *مروة عيد* تتقدم بالتهنئة إلى الأمة الإسلامية والعربية بمناسبة حلول العام الهجري الجديد

تقدمت الإعلامية *مروة عيد*، مقدمة البرامج المعروفة وصاحبة البصمة الإعلامية المتميزة، بأصدق التهاني والتبريكات إلى…

7 ساعات ago

يدفعها الخليجيون … سي إن إن”: ترامب يدرس تعويض إيران ببرنامج نووي سلمي في فوردو بـ30 مليار دولار

ذكرت شبكة "سي إن إن"، مساء اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة تدرس استبدال موقع فوردو…

7 ساعات ago

الميرغني: دفعنا بمقترحات جديدة لاطراف اجتماع بروكسل بشأن حل الأزمة السودانية

لندن / الخميس 26 / 06 / 2025 رحَّب رئيس الكتلة الديمقراطية نائب رئيس الحزب…

9 ساعات ago