#image_title
كمال كرار
حالما اندلعت الحرب أصبح السودانيون بشرا غير مرغوب فيهم، تغلق أمامهم الحدود بالسلك الشائك شمالا .. رغم الادعاءات بالعلاقات الأزلية وما يسمى بشعب وادي النيل وتلك القصص التي سقطت في محك الواقع .
وشرقا إن عبروا الحدود فهم مطالبون بدفع مبالغ مالية كبيرة نظير الاقامة وإلا تعرضوا للعقوبات القاسية .
وغربا عوملوا كالمساجين وفرضت عليهم الاقامات في معسكرات بائسة مضروب عليها طوق أمني مشدد ..
وحده جنوب السودان لم ينس العشرة، رغم سوء سلوك الانقاذ وقلة أدب منسوبيها مثال الطيب مصطفي مع الجنوبيين والاساءات البالغة التي لحقت بهم عشية تقرير المصير .. لكن معدنهم أصيل ومعادن الآخرين طلعت خردة .
والجامعة العربية تجتمع وتنفض للحرب في غزة ولبنان وللتطورات في سوريا، ولكن السودان خارج دائرة اهتمام المحيط العربي.
والجامعة العربية لكي لا ننسي كانت داعمة لنظام المخلوع البشير ومدافعة عنه، ووفودها تشهد زورا بصحة انتخاباته.. وعندما اندلعت الثورة وقتل المئات لم تسجل كلمة إدانة واحدة .. بل كانت تتمنى لو سحقت الثورة لترسل برقية التأييد للنظام البائد .
والأمم المتحدة ومجلس أمنها مشغولون بقضايا أهم مما يدور في بلادنا، الحرب الروسية الاوكرانية، والبرنامج النووي الايراني،والتوترات في بحر الصين الجنوبي،والحرب التجارية المندلعة بين الصين والولايات المتحدة وترتيب الاوضاع في قطاع غزة بعد صفقات الرهائن ..
والاتحاد الافريقي من بعد كم اجتماع وبيان اقتنع بأن حرب السودان مافيها ( حجّاز ) بتشديد الجيم .. وقال للطرفين أكلوا ناركم ..
وعندما كانت الحروب حروبا للدفاع عن الوطن .. كانت النقعة هي ساحة المعركة بعيدا عن البيوت والأهالي .. فالسودانيون قاتلوا جيوش محمد علي باشا في خلاء كورتي، وجيوش المهدية قاتلت كتشنر في كرري وكانت خلا .. وفي كل هذه الحروب كان القادة وسط الجنود ..وليس في منتجعات بعيدة ..
وإن انسى ما أنسى ما كتبه صديقنا الصحفي الشجاع صلاح عووضة إبان الانقاذ في معرض الرد على (كوز صفيق) قائلا له طالعني الخلاء كان تقدر ..
ولكن الحرب بين الاخوة الأعداء في بلادنا تدور وسط البيوت ومخيمات النازحين .. والدانات تسقط فوق المستشفيات والكباري والمصافي .. والحرب على المدنيين .. قتل واعتقال وتعذيب واغتصاب ..
والشجاعة في القرون الوسطى كانت بالمبارزة وبنفس السلاح،وخارج المدن أو في الغابات …
وليس غريبا ما يجري الآن فتاريخ الحروب الأهلية يدل على التنكيل بالمدنيين من الأهالي وحرق القري وقتل الأطفال وسبي النساء وكلها جرائم حرب مرت مرور الكرام .
لكم أن تتخيلوا أن الحروب اللعينة التي تدور منذ ٧٠ عاما ليس فيها أسير واحد .. لأن الأسرى يقتلون .. ولم يحاكم أي جندي أو ضابط بتهمة ارتكاب جريمة حرب .. ولم تقال كلمة اعتذار واحدة لأسر الضحايا المدنيين، ولم يكشف عن القبور الجماعية التي دفن فيها الآلاف من المدنيين بعد تصفيتهم ..
لكل هذا لا زالت الحروب تدور والجرائم ترتكب .. ولكن ليس بعد الآن يا أيها السفلة .
وأي كوز مالو ؟
انتهى اجتماع عُقد بين رئيس الوزراء د. كامل إدريس وعضوي مجلس السيادة الانتقالي مجلس السيادة…
شارك نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، في الاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية…
رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير صحيفة " أمدر تايمز " الاستاذ اسامة صالح والمدير العام…
أصدر والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، توجيهات عاجلة تقضي بإيقاف إصدار شهادات البحث الخاصة بالأراضي…
اتفقت الأطراف المشاركة في الاجتماع التشاوري الرابع لتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام بشأن السودان، الذي…
أفادت وسائل اعلام محلية، عن صدور قرار سيادي بتعيين الأستاذ النور عجبنا عز العرب نائبًا…