الصناعة العربية للمركبات الكهربائية بين التحديات والفرص الاستثمارية

عزيز آل يحيى
في ظل التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة تشهد صناعة المركبات الكهربائية نموًا متسارعًا حيث بلغ حجم السوق العالمي للمركبات الكهربائية حوالي 561 مليار دولار في عام 2023 ومن المتوقع أن يتجاوز 1.9 تريليون دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب يقارب 17 بالمئة

رغم هذا النمو لا تزال الدول العربية تعتمد بشكل كبير على الاستيراد في هذا القطاع مما يفتح الباب أمام فرص استثمارية ضخمة في التصنيع المحلي ولكن كما هو الحال في العديد من الصناعات الكبرى تواجه أي محاولة لإطلاق مشروع عربي في هذا المجال عقبات سياسية واقتصادية واجتماعية بالإضافة إلى منافسة الشركات العالمية التي تهيمن على السوق

من بين التجارب التي سعت إلى كسر هذا النمط التقليدي تجربة إي في إليكترا التي حاولت أن تؤسس قاعدة لصناعة المركبات الكهربائية في المنطقة إلا أن المشروع واجه منذ انطلاقه تحديات كبيرة شملت حملات تشويه إعلامية واتهامات تستهدف المصداقية مما يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجه المستثمرين في هذا المجال

رغم هذه التحديات تبنت الشركة استراتيجية ذكية تمثلت في الصمت والعمل بهدوء حيث تمكنت من الاستحواذ على شركة أوروبية متخصصة في صناعة المركبات الكهربائية كانت تواجه شبح الإفلاس مما أتاح لها الحصول على مصنعين ومركز أبحاث وتطوير متقدم وهو ما عزز مكانتها في السوق وجعلها قادرة على المنافسة

اليوم ومع تنامي الاهتمام العالمي بالمركبات الكهربائية وتوجه العديد من الدول العربية إلى تبني سياسات تدعم الطاقة النظيفة تتزايد الحاجة إلى مشاريع محلية تواكب هذه التحولات حيث أعلنت دول الخليج عن استثمارات تفوق 50 مليار دولار في مشاريع الطاقة المستدامة وتسعى بعض الدول إلى تقديم حوافز لجذب الاستثمارات في قطاع السيارات الكهربائية

مع امتلاكها مركزًا ماليًا قويًا وخلوها من الديون أصبحت الشركة قادرة على طرح منتجاتها بأسعار تنافسية تلبي احتياجات الأسواق العربية والعالمية مما يؤكد أن الصناعات العربية يمكن أن تكون لاعبًا رئيسيًا في هذا القطاع وليس مجرد مستهلك

التجربة تعيد تسليط الضوء على ضرورة فتح الأسواق العربية أمام الاستثمار الصناعي ودعم المشاريع المحلية التي تمتلك القدرة على إحداث نقلة نوعية في القطاعات الاستراتيجية فالعالم يتجه نحو المستقبل بسرعة ومن الضروري أن يكون للدول العربية موقع في هذه التحولات بدلًا من البقاء على الهامش