نحو 100 شخصية بارزة من الدروز السوريين هضبة الجولان المحتلة غداً

يستعد وفد يضم عشرات من رجال الدين السوريين الدروز للتوجه إلى إسرائيل غداً الجمعة في زيارة دينية هي الأولى من نوعها، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الوفد لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الخميس.

وتأتي الزيارة تلبية لدعوة من الطائفة الدرزية في إسرائيل، وفق المصدر الذي أكد أن الوفد ينتظر “موافقة أمنية أخيرة” من السلطات الإسرائيلية.

ويعتزم رجال الدين الدروز أن يعبروا براً من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل من خلال بلدة حضر الحدودية التي تقع في ريف القنيطرة (جنوب)، وزيارة مقام النبي شعيب الذي له مكانة خاصة عند الدروز، ولقاء الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موقف طريف.

وانتقد عدد من الدروز في سوريا الزيارة.

سويداء الاستقطاب

ويتوزع الدروز بين لبنان وإسرائيل والجولان وسوريا حيث يتجمعون في محافظة السويداء (جنوب) وبعض المناطق القريبة من إسرائيل.

وأعلنت تل أبيب خلال الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024 يوم سقوط بشار الأسد، انتشار جيشها في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان على أطراف الجزء الذي سيطرت عليه من الهضبة عام 1967 قبل أن تعلن ضمه عام 1981، في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة خلال ولاية دونالد ترمب.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مطلع الشهر الجاري، عقب اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون، إنه “إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه”.

ورفض قادة ومرجعيات دينية درزية التصريحات الإسرائيلية، مؤكدين تمسكهم بوحدة سوريا.

ودعا الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب “الفوري” من المناطق التي توغلت فيها، جنوب سوريا.

ويشكل الدروز ومعقلهم الرئيس في سوريا محافظة السويداء (جنوب)، نحو ثلاثة في المئة من سكان سوريا.

ونأى الدروز إلى حد كبير بأنفسهم عن النزاع الذي بدأ عام 2011 بين قوات بشار الأسد ومعارضين. وتمكن عدد منهم من تجنب التجنيد الإجباري في الجيش السوري.

وتجري حالياً محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة الجديدة في سوريا للتوصل إلى اتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة في وزارة الدفاع السورية.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس خبر “افتتاح مركز انتساب للجيش والقوات المسلحة” في محافظة السويداء، مضيفة أن المركز يشهد “إقبالاً كبيراً من أبناء المحافظة والمنتسبين للفصائل العسكرية سابقاً، والمنشقين عن جيش النظام البائد”.

مساعدات إسرائيلية

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم إن إسرائيل أرسلت مساعدات إنسانية إلى الدروز في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية، في إشارة أخرى إلى دعم إسرائيل لهذه الأقلية.

وقالت الوزارة عبر بيان “في عملية جرت خلال الأسابيع القليلة الماضية، سُلمت حتى الآن 10 آلاف حزمة من المساعدات الإنسانية للدروز في مناطق القتال في سوريا”.

وأضافت الوزارة أن الحزم شملت سلعاً مثل الزيت والطحين والملح والسكر، وسُلم معظمها إلى محافظة السويداء جنوب سوريا.

ويخدم كثير من الدروز في الجيش والشرطة داخل إسرائيل بما في ذلك خلال حرب غزة، وتبوأ بعضهم مناصب رفيعة.

ومنذ إطاحة بشار الأسد عبر زعماء إسرائيل عن شكوك عميقة في الحكام الجدد لسوريا، ووصفوا “هيئة تحرير الشام” بأنها جماعة متطرفة. وكانت الجماعة تابعة لتنظيم “القاعدة” قبل أن تقطع صلتها به.

ودعت إسرائيل إلى حماية حقوق الأقليات داخل سوريا بما في ذلك الدروز.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هذا الأسبوع إن الدروز السوريين سيسمح لهم بدخول هضبة الجولان والعمل فيها.

وقال دروز إن من المتوقع أن تزور مجموعة من نحو 100 شخصية بارزة من الدروز السوريين هضبة الجولان، غداً.