اغتصاب وضرب.. أسرة عاشت الجحيم مع “الدعم السريع” في ودمدني.

تمت اماطة اللثام عن مأساة أسرة تعرضت للضرب والنهب واغتصاب 2 من بناتها على يد مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع، بعد اقتحامهم منزل الأسرة بمدينة ودمدني وسط السودان.
تحلت هذه الأسرة التي نكشف عن مأساتها، بشجاعة غير معهودة في فضح مثل هذه الانتهاكات، وتحدثت عبر الفيديو لتوضيح تفاصيل ما تعرضت له من انتهاك.
تفاصيل الحادثة
حوالي الساعة الثانية صباحاً من إحدى أيام شهر فبراير 2024 استيقظت أسرة حاج موسى، على أصوات الرصاص داخل منزلها بحي المنيرة في مدينة ود مدني عاصمة الجزيرة وسط السودان، حيث تفاجأت بمجموعة من الجنود المدججين بالسلاح يقتحمون المنزل.
تتكون هذه الأسرة من (7) أفراد، ثلاثة منهم فتيات، تتراوح أعمارهن بين (16-18-22) عاماً، وولدين، إضافة إلى الوالد والوالدة.
عاشت تلك الأسرة أصعب ثلاثة ساعات في حياتها، حيث تعرضت للضرب والنهب والاغتصاب من قبل جنود قوات الدعم السريع، وفق ما يرويه بعض أفراد الأسرة لـ”دروب“.
“ما حدث لبناتي أتمني أن لا يحدث لأحد” تقول الأم
وأضافت “عند الساعة الثانية صباحاً اقتحمت المنزل قوة من الدعم السريع، مكونة من (7) أفراد مسلحين وبعد التفتيش ذهبوا لغرف الفتيات وقاموا باغتصابهن لمدة 3 ساعات بدون رحمة”.
وأكدت أن واقعة الاغتصاب جرت بعد ربط الوالد والأبناء بالحبال وتوجيه السلاح فوق رؤوسهم وسكب الماء عليهم لفترة طويلة من الزمن.
وتابعت “في تلك اللحظة كنت أسمع صرخات بناتي دون أن أفعل لهما شيئاً غير الدعاء والإستغفار والبكاء بحسرة”.
وأوضحت أنها وجدت بناتها في حالة سيئة بعد خروج المسلحين من المنزل، حيث تم أخذهن عند حلول الصباح إلى مستشفى ودمدني لإجراء الفحوصات اللازمة، ليثبت الفحص الطبي واقعة الاغتصاب، مؤكدة فتح بلاغ ضد مجهول في قسم الشرطة الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
أكدت الأم أن الأسرة ذهبت بعدها وقابلت قائد قوات الدعم السريع وقتها ابوعاقلة كيكل، وأبلغته بالحادثة حيث وعد بمحاسبة الجناة، دون أن يفعل.
استباحوا منزلي
من جهته قال رب الأسرة، حاج موسى، إن المسلحين من قوات الدعم السريع استباحوا منزله حيث وجد نفسه مقيدا بالحبال وإلى جانبه أبنيه والسلاح مصوبا على رؤوسهم.
وأضاف أن “المسلحين اغتصبوا اثنين من بناته دون أن يستطع فعل شيء في أصعب لحظات حياته” وفق قوله.
وذكر أن قائد قوات الدعم السريع أبوعاقلة كيكل، حينما قابلوه طلب منهم الانتقال للسكن بجوار منزله لضمان حمايتهم من أي خطر بيد أن الأسرة رفضت ذلك، على حد قوله.
وأكد أن ابنته التي تبلغ من العمر 22 عاما متزوجة وأم لطفلين، تعرضت للاغتصاب من قبل ثلاثة أفراد من الدعم السريع بعد أن القوا بأطفالها إلى تحت السرير.
بدورها روت إحدى الضحايا تفاصيل ما حدث لها قائلة إن “المسلحين اقتحموا غرفة نومها وقاموا بضربها على الرأس حتى فقدت الوعي وعندما استيقظت وجدت نفسها أمام ثلاثة أفراد يتناوبون على اغتصابها والسلاح موجه نحوها.
تأكيد طبي
قالت الأسرة إنها فقدت وثائق الفحص الطبي والبلاغ الجنائي بالواقعة، فيما اكد مصدر موثوق بمستشفى ودمدني التعليمي كان يعمل هناك عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، وأكد أنه وثق بنفسه واقعة اغتصاب فتاتين جاءتا من حي المنيرة بودمدني خلال شهر فبراير 2024، مبينا أن الحادثة جرى توثيقها وفق البروتوكول المتعارف عليه.
وأضاف المصدر الموثوق أن “الفترة من 25 يناير 2024 وحتى مطلع مايو من نفس العام وصلت إلى مستشفى ودمدني 29 حالة اغتصاب ارتكبها جنود قوات الدعم السريع في المدينة”