منتخب السودان في التصفيات..هو رائد المجموعة..عبق السحر كأنفاس الربى..ساهم الطرف كأحلام المساء..

محمد العولقي
نقطة بيضاء..تزخرف الطريق نحو التاريخ..فوق العشق تزهو..تدنو الأحلام رويدا.. تداعب مخيلة شعب سوداني ينقب في كرة القدم عن إشعاع عالمي يرصع التاريخ بالزمرد..
في زمن قحط الأرض ويبابها..تتوهج نجوم سودانية فوق كل سماء..يصهرون كل شيء بالإرادة وكأنهم تلك الزهرة الجميلة التي تنبت في قلب صخرة في ظروف بالغة السوء..
منتخب السودان في تصفيات كأس العالم تدلت من سمائه لآلئ تزهو..زمردات تفترش الموج وتخترق الأعماق.. لاعبون يفجرون في الوجدان شغفا..يحيون حلما قديما طالما كان هاجس أجيال..تمنعت عنهم الفرحة..خاصمتهم الأحلام المونديالية.. والآن جاء جيل محمد المصطفى وبوجبا ووالي الدين يشعلون معبدا لتلك الأحلام في زمن قحط الأرض وتوقف دوران الكرة في السودان..
في بنغازي..كانت الأماني حاضرة..صقور الجديان بمخالب العزيمة والإرادة والتحدي..وأسود التيرانجا بخبرة السنين وبصياغة أسلوب لعب المحترفين..
مارس السودانيون الدفاع الإيجابي..حاصروا المنطقة السحرية..حولوا منطقة الجزاء إلى جحيم يصعب على رفاق ساديو ماني الرقص على صفيحه الساخن..
كان الفدائي محمد المصطفى يفجر داخل نفسه وحشا رابضا..ابتلع كل الكرات..صادر زئير الأسود.. وحول فريقه إلى أوركسترا تعزف المامبو السوداني كلما مارس السودانيون عملية الامتداد في لمح البصر..
كاد أبو بكر عيسى يفقأ عين الأسد السنغالي في الشوط الأول..لولا أنه تسرع..لم يضبط بوصلة قدمه جيدا..وكاد والي الدين خضر أن يصيب السنغاليين بالسكتة الدماغية في الشوط الثاني..لكنه انفعل أمام المرمى وضاعت فرصة الفوز بالقاضية..
منتخب السودان انتزع النقطة الأصعب في التصفيات..هو رائد المجموعة..عبق السحر كأنفاس الربى..ساهم الطرف كأحلام المساء..