#image_title
بعد أن مَنَ الله علينا بتحرير البلد من طغمة فاسدة بائدة ، جثمت على صدر البلاد والعباد ما ينوف عن النصف قرن ، أذاقت الناس خلالها سنوات حكمها شتى أنواع الذل و القهر ، بعد أن حولت البلد إلى مزرعة يتحكون فيها كيفما يشاؤون دون أي وازع ولا رادع .
بعد سنوات القهر والظلم والاستبداد الطويلة ، كان لابد للليل أن ينجلي ، وأن تسطع شمس الحرية ، ليعيش الجميع ما تبقى لهم من حياة عيشة كريمة ، أو قريبة من ذلك على الأقل
بعد التحرير مباشرة انتشرت أغنية حماسية تمجّد المواطن السوري ، وتدعوه لرفع رأسه عالياً بعد أن صار حراً .
يقول مطلع الأغنية : ارفع راسك فوق أنت سوري حر .
حقيقة لاقت هذه الأغنية انتشاراً واسعاً ، سواء بجمال معاني كلماتها ، أو باللحن الذي وفق فيه الملحن كثيراً ، وانتشرت الأغنية انتشار النار في الهشيم ، وبات الجميع وأنا منهم ، يدمدم فيها بين الحين والآخر .
حتى إخواننا العرب ممن ابتلاهم الله بما كان مبتلينا ، ولشدة إعجابهم بها ، استعاروا الأغنية ، مع حق التصرف بتغير اسم البلد فقط .
إذاً حققت الثورة السورية التي امتدت لقرابة العقد ونصف ، وقدمت آلاف الشهداء ، حققت أهم أهدافها و إسقاط النظام البائد ، وهذا هو الأهم بكل تأكيد .
لكن هناك ثمة أسئلة أود أن أطرحهما باسمي وباسم ملايين السوريين ، رداً على الأغنية الجميلة .
-كيف أرفع راسي وأن المديون منذ زمن ؟
-كيف أرفعه وأنا لا زالت أرزخ تحت نير الآجار الذي لا يرحم ؟
-كيف أرفعه وأنا الذي أمضيت كوانين متجمداً من البرد تحت الحرام ، و لم استطع تأمين شيئاً من مواد التدفئة ؟
-كيف أرفعه وأنا لم أعد أذكر طعم اللحم الأحمر ؟
-كيف أرفعه ولم أقبض راتبي وهو حقي منذ سبع سنوات ، وهو على أساس وديعة لدى المالية ؟
-كيف أرفعه و لم يدخل بيتي أي نوع من الفاكهة طوال الشهر الفضيل .
-كيف أرفعه و أنا أرى بيتي الذي أفنيت سنوات حياتي في بناءه ، وقد أصبح ركاماً و لا يمكنني إصلاح جزء بسيط منه .
-كيف أرفعه ولم يعد عندي عرق أخضر ؟
-كيف أرفعه ومن كنت معلمه ، بات اليوم لا يتعرف علي .
-يحق لي أن أرفع رأسي حتى السماء وأفتخر ، بأولادي الذين هم كل حياتي ، بأنهم لازالوا حولي سالمين غانمين ولله الحمد ، فلم تغريهم دولارات الغرب ولا حسناواتهم ، ولم يصبحوا غداءً لأسماك البحر ، أو عشاءً لضاريات الغابات .
-أرفع رأسي عالياً حتى السماء ، فما زالت كرامتي محفوظة.
-أرفع رأسي بأم أولادي ورفيقة دربي ، التي تصنع كل شيئ من لاشيئ ، حتى تؤمن لنا عيشة هنية .
-أرفع رأسي حتى السماء ، بأن علاقتي لازالت بخير مع إخوتي وأخواتي وأهلي .
-أرفع رأسي أنا وأهل بيتي ، بأننا شربنا كاسات الظلم ولم نرد .
متابعة : صحيفه امدر تايمز حرص المستشار الإعلامي أيمن أبو زيد خبير الإعلام الإقتصادي وكبير…
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقرار المحكمة العليا الأميركية، الجمعة، الذي قيّد سلطة القضاة الفيدراليين…
امس الخميس .. شهدت قاعة قنصلية السودان باسوان الأمسية الشعرية الخاصه بتجربة الشاعر عبدالوهاب هلاوي…
قال ترامب أوقفت تخفيف العقوبات عن إيران فور صدور بيان خامنئي بشأن الحرب . المرشد…
متابعة : المغيره بكري : " أمدر تايمز" كشفت الإعلامية سمر نديم على حسابها الرسمي…
لا ترفعوا (حواجب الدهشة) .. فالأمور قي سيرها الطبيعي و(الأوضاع تحت السيطرة) في ظل دولة…