رجعت الخرطوم.. عادت عروس السودان.. أميرة المقرن وسيدة الجمال ومليكة القلوب

طارق جعفر
الله أكبر كبيرا والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا.. رجعت الخرطوم.. عادت عروس السودان.. أميرة المقرن وسيدة الجمال ومليكة القلوب.. عادت الروح وارتد للقلب النبض وماجت مشاعر البوح.. توشحت اليوم شوراعها بالاخضر الكاكي وتمسحت في أصداء التكبير والتهليل.. تخالطت الدموع بعرق الجباه الشم وفتيان في غض الشباب وفورته يذيعون بيانات النصر من كل حارة وعلي كل طريق.. فتيان بمثل ما شغلوا العالم بثورتهم.. اليوم يتوجون جهدهم الباذخ الذى غمروه بدماءهم وجراحهم وصحابهم.. اليوم يصلون الي واحدة من أهم الطلعات الثورية وهم يبرهنون ان الوطن يبقي هو الهم وهو الأهم.. شباب تداعوا منذ الايام الاولي لهذه الحرب المشئومة علي اختلاف توجهاتهم، وضعوا جانبا كل مشاغلهم ويمموا صوب الجهاد.. وقد وصلوها أرض اللحاق.. تعددت سحناتهم وتباينت تنظيماتهم ولكنهم أجمعين مشوا تحت راية الجيش.. وطن بأكمله توحد خلف الجيش.. شعب من بعد التقتيل والتنكيل لم يزل صفا متراصا داعما ومؤازرا.. من اراضي النزوح واللجوء ومن عمق الآلام والجراحات لم يفتقد الأمل ولم تقف الخطوات.. كل مدينة وقرية، خلاء ووهاد. فرقان ومخيمات.. لم تشيخ الدعوات ولم تصمت الألسن.. حراك انتظم والقلوب كلها تترقب والعيون تزرع الرجاء وتتفحص الارجاء، كل قادم حتما سيحمل من عبق تلك الأماكن التى فارقوها قهرا.. كل قادم وان كانت البدايات صعبة والايام قاسية ولكنها تزيد فيهم الأمل وتشعل فيهم جذوة اليقين.. عامان مرا امام تلك القلوب والعيون وكأنهما دهور.. عاشوها يوم بيوم.. تحملا وتجملا.. والتضحيات تبذل ومساحات الفداء تتزايد والأرواح تتهادى في مواكب العابرين صعودا نحو علياء الشهادة.. ارتالا لا نحصي لهم عدد ولكننا احسسنا لهم مدد.. اهوالا مررنا بانفاقها، اليوم قد بدأت تنزاح عن شمس غمرنا دفئها وتراءت في الآفاق الوان النصر .. اليوم غادر قطيع الغدر ديارنا وتملصوا كما الثعابين من جلودهم المنتنة وتلبسوا اثواب الهزيمة والفرار.. اليوم عادت لنا الخرطوم كلها.. كل ازقتها برغم تهشمها وخراب ظاهر فيها ولكنها كالطفلة ممتلئة بالفرح برغم اسمالها وبؤسها.. اليوم سنتفقد مواطن عمرنا ومواضيع خطونا.. واحياء فقدانهم غيلة وغدرا. بعضهم دفناهم في فناءات منازلهم وبعضهم لا نعلم هل قبروا ام تركوهم الانجاس على قارعة الطريق..المدينة تعود وقد ملأتها الندوب وشاهت صورتها ولكنها وعدا تعود لمدى رؤيتنا وستعود مع الايام نضارتها.. تحرير الخرطوم كتاب ملئ بالقصص وبالدروس والعبر.. كتاب ستقرأه الاجيال.. صفحاته تحكى عن قوة شكيمة هذا الشعب.. تحكى عن اناس كالشهب ستفرد لهم صفحات وصفحات من تضحيات وجسارة.. ولن يزيدهم ذلك فخرا فالفخر والابهار قد تمشي في ظلال همتهم وقوة ارادتهم.. اليوم نتذكر أولئك الذين مضوا مدافعين منافحين او معتقلين مأسورين والذين بقوا بيننا وعلي اجسادهم اوسمة الكفاح.. اليوم نحمد الله ونزيد له في الحمد كما ينبغي لعظيم سلطانه.. اليوم نبدأ مرحلة جديدة العهد فيها ان تستمر الوحدة والتلاحم والتواثق بعيدا عن ترهات الساسة ومزالق شياطين الإنس ومن امتلأ قلبه بالحقد والغبن.. اليوم سيكبر وعينا بأن وطننا اهم وسيعلو حلمنا وتزيد هممنا .. اليوم نرفع راية استقلالنا وإن كان لا يزال في المشوار بقية فلا يزال لأولئك الطغمة وجود ولن يدوم بإذن الله تعالى.. #السودان_ينتصر