Categories: الأعمدة

هل تدري يا نعسان ؟ ! أن غالبية عائدات تصدير النفط منذ ١٩٩٩ وحتى سقوط نظام الانقاذ لم تكن تدخل للمالية العامة .

كمال كرار
وأن عائدات أخرى تتبع لقطاع النفط لم تجد طريقها للموازنة .. مثل عائدات المصفاة وشركة سودابت وشركة النيل وخطوط الأنابيب وغيرها ..
وأن الكثير من شركات خدمات حقول البترول كانت تتبع لجهاز الأمن ..
وشركات توزيع بترولية كانت تتبع للدفاع الشعبي أو منظومة الصناعات الدفاعية ..
على أقل تقدير فان حوالي ٨٠ مليار دولار .. من عائدات قطاع البترول .. ذهبت لشخصيات نافذة ومنظومات تتبع للمؤتمر الوطني .
هذه ال ٨٠ مليار دولار سرقت في وضح النهار ومع سبق الاصرار والترصد .. والحرامية معروفون بالاسم .
وميزانية السودان السنوية في أحسن حالاتها تساوي ٨-٩ مليار دولار .. ومعني هذا أن المال المنهوب فقط من قطاع النفط يساوي ميزانية السودان لمدة ٩ سنوات على أقل تقدير .
الذهب أيضا لم يدخل الخزينة العامة منذ عقود وحتى الآن ..لحق أمات طه كما كان الحال في النفط .
ولم تنفتح هذه الملفات حتى بعد الثورة لان ( حاميها حراميها ) كما يقول المثل .
وعليه فان الاجابة علي السؤال كيف سينهض السودان؟ وكيف سيعاد اعماره ؟ وكيف سيزدهر الاقتصاد وتتحسن حياة الناس .. مرتبط بمدى التزام السلطة السياسية باسترداد المال العام ومحاسبة الفاسدين .. وتوظيفه في بناء الاقتصاد والتنمية والانتاج ..
ولتقريب الصورة .. فان عدد سكان السودان المنكوب بالحروب .. بحسب الاحصائيات يساوي ٤٩ مليون نسمة .. لا يعرف بالضبط عدد من قتلوا في هذه الحرب .. لكن اخصم مليون علي سبيل الاحتياط .. يتبقي ٤٨ مليون شخص ..
أقسم ال ٨٠ مليار دولار المسروقة على عدد سكان السودان .. بما فيهم الاطفال والشيوخ والنساء والشباب .. تجد حاصل القسمة يساوي ١٦٦٦ دولار لكل واحد ..
أضرب في سعر الدولار في السوق الأسود .. لتجد ان نصيب كل فرد من المال المسروق يساوي ٤.٧ مليون جنيه ( مليار بالقديم ) ..
هذه فقط بعض المناظر من فيلم الفساد في قطاع واحد ..فكيف بالقطاعات الاخرى ؟! ..
تدور الحرب في بلادنا وتستمر المؤامرات من أجل أن تبقى هذه الملفات سرية .
والمعادلة التي يراد أن تفرض على الشعب تقول إما أن يحكم البلد الفاسدون أو تنهار على رؤوس الشعب ..
ولن يرفع الشعب راية الاستسلام ومعادلته التي يعرفها إما النصر أو النصر ولا خيار آخر .
ومن المال المنهوب تبني المصانع، وتزدهر المشاريع الزراعية، ويتعالج الناس بالمجان، ويتعلمون بالمجان .. ويأكلون ويشربون بسهولة ويسر ..
والسلطة للشعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل
وأي كوز مالو ؟

ahmed

Recent Posts

صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية  تنشر تفاصيل خطيرة عن خطة وضعها ترامب ونتنياهو تخص غزة وسوريا ودولا عربية أخرى

نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، يوم الخميس، تفاصيل محادثة بين ترامب ونتنياهو وديرمر وماركو روبيو،…

ساعة واحدة ago

وزير الخارجية الإيراني يعترف بتعرض المنشآت النووية لأضرار كبيرة

أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طاولت المواقع النووية بعد 12 يومًا من…

ساعتين ago

قائد إستخبارات الفرقة (19) مشاة مروي يطمئن بهدؤ الأحوال الأمنية ويدعو لعدم الإنسياق وراء الشائعات المضللةَ

  مروي إعلام المحلية.رصد الحسن عبدالمهيمن طمأن قائد شعبة* إستخبارات الفرقة (19) مشاة مروي العقيد…

ساعتين ago

الإعلامية *مروة عيد* تتقدم بالتهنئة إلى الأمة الإسلامية والعربية بمناسبة حلول العام الهجري الجديد

تقدمت الإعلامية *مروة عيد*، مقدمة البرامج المعروفة وصاحبة البصمة الإعلامية المتميزة، بأصدق التهاني والتبريكات إلى…

ساعتين ago

يدفعها الخليجيون … سي إن إن”: ترامب يدرس تعويض إيران ببرنامج نووي سلمي في فوردو بـ30 مليار دولار

ذكرت شبكة "سي إن إن"، مساء اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة تدرس استبدال موقع فوردو…

3 ساعات ago

الميرغني: دفعنا بمقترحات جديدة لاطراف اجتماع بروكسل بشأن حل الأزمة السودانية

لندن / الخميس 26 / 06 / 2025 رحَّب رئيس الكتلة الديمقراطية نائب رئيس الحزب…

4 ساعات ago