حلاقة العيد والحلاقين فى بحرى

بقلم: أمير شاهين
للعيد نكهة و طعم خاص فى السودان لا نجدهما فى الاماكن الاخرى , ومن ضمن متطلبات العيد العديدة نجد حلاقة الشعر للاولاد والتى بدونها يبدو العيد ناقصا ! منذ طفولتى الباكرة وعند اقتراب العيد كان والدى عليه الرحمة يرسلنى للحلاقة الى محل صديقه الحلاق عبدالعظيم عليه الرحمة الذى كان محله قبالة ورشة صديقى شوكت عبدالرحمن و يفتح شرق شارع البوستة قصاد مطعم منى وعلى مسافة قصيرة جنوب نادى التحرير . وكان دكان الحلاق عبدالعظيم ممتلئ على الدوام بناس الكورة من كل الاندية البحراوية وهم دائما فى نقاش و مغالطات فى الكورة وعبدالعظيم نفسه كان من كبار مشجعى التحرير المتعصبين وكان عضو فى نادى الاملاك الذى كان وقتها فى الدرجة الثالثة و رئيس فريق العملاق الذى كان يتربع ضمن فرق فرق رابطة الختمية , وكان محله يوجد به العديد من الحلاقين المخضرمين مثل محمد جمعة و سفيان وبعد سفره و اغترابه الى السعودية كنت اذهب الى ابوالهول كبير ظرفاء بحرى فى وقتها , وغير بعيد عنه كان دكان الحلاق شمس الدين وهو ايضا كان صاحب نكتة و خفة دم وكانت عبارته المشهورة ” مسكين يا شمس الدين ” وكان محله جوار مرطبات هافانا فى سوق بحرى قصاد بقالة عبدالقادر حاج السيد . ومن المؤكد بان بحرى كان بها العديد من الحلاقين لعل اشهرهم حمودة العركى حلاق الجامعة وكان معه الحلاق بشير ( بشبش) وكان مشهورا بانه مريخابى متعصب جدا والعم حسن عوض قرب محلات شريف فى شارع البلدية والعم محمد بخارى وهناك ايضا العم عمر فى الشعبية . وبالاضافة لهؤلاء الحلاقين الذين كانوا يمارسون الحلاقة فى صوالينهم كان هنالك بعض الحلاقين الذين يطلق عليهم ” حلاقين تحت الشجرة” وكانوا يمارسون الحلاقة تحت اشجار النيم الظليلة ولديهم ايضا جمهور كبير من الزبائن الذين لا تهمهم جودة الحلاقة ويريدون فقط “حلاقة و بس ” ومن اشهرهم العم ادم فى ميدان عقرب وكان يحلق لزبائنه تحت النيمة الكبيرة قرب كشك العم سليم المتخصص فى بيع الاسماك , وفى فترة لاحقة بدأ بعض الشباب فى الحلاقة لبعضهم البعض مفضلين عدم الذهاب الى الحلاقين و اذكر ان صديقى العزيز جدا الفنان التشكيلى راشد ضرار كان ماهرا جدا فى الحلاقة و كنت استمتع جدا بحلاقته فقد كان يجيد حلاقة الشعر بمثل اجادته لرسم اللوحات ! ! و مؤخرا جذبت مهنة الحلاقة عدد كبير من الاثيوبيين الذين دخلوا الى المجال و افتتحوا عدد من محلات الحلاقة فى بحرى واصبح لديهم عدد كبير من الزبائن وذلك لاجادتهم حلاقة الشعر وفقا لاخر الموضات التى يحبها الشباب مثل حلاقة الجوردن و الاندركت و بلنجهام و المدرج الخفيف و خلافهما ,ومن ضمن هذه المحلات كان هناك صالون حلاقة فى ديوم بحرى قرب مطعم البروست شرق شارع المعونة مقابل منزل المرحوم عبدالمنعم سعيد وكان به حلاق ماهر جدا اسمه حقص كنت استمتع بحلاقته لشعرى
فما هى ذكرياتكم مع الحلاقة و الحلاقين فى بحرى
وكل عام وانتم بخير و ان شاء الله السنة الجاية الصيام و العيد فى بحرى
والى اللقاء