قائدٌ جديد تسلَّم زمام إدارته العسكرية،، متحرك الصيَّاد،، تتعدد الوجوه والنصر واحد

 

استعاد العميد كافي محليتي أم روابة والرهد، وفتح الطريق إلى الأبيض..

تحديات تنتظر العميد نبيل في الانفتاح على كردفان ودارفور الكبرى..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

أنهى متحرك الشهيد الصيَّاد إجراءات التسليم والتسلم بين القائد السابق للمتحرك العميد ركن عبد الرحيم عبد الله محمد كافي إلى العميد ركن نبيل يوسف، وتأتي الخطوة في إطار الترتيبات الداخلية للمتحرك الذي حقق نجاحات منقطعة النظير في محوري النيل الأبيض وشمال كردفان، ويشدُّ العزم للتوغل إلى ولايتي جنوب وغرب كردفان، قبل أن ينتقل بعملياته القتالية إلى ولايات دارفور الكبرى دعماً وإسناداً للمتحركات المعنية بتنظيف ولايات دارفور الكبرى من دنس ميليشيا الدعم السريع.

قيادة وإرادة:

ومتحرك الصيّاد الذي تم تشكيله تخليداً لذكرى الشهيد ملازم أول “محمد عبد الله بدوي الصيَّاد” أحد أبناء منطقة السميح، وكان ضابط صف يتبع لإدارة الكيمياء بالخرطوم، تم إنشاؤه وتشكيله في يوليو من العام 2023م، لتكون انطلاقته الحقيقية في يناير من العام 2024م، وقد تشرَّف بالجلوس على كرسي قيادة هذا المتحرك الضخم خمسةٌ من الضباط الأكفاء وكانوا جميعهم برتبة العميد، سبقهم بسهم البدايات العميد دكتور عمر حسن حميدة، الذي سلَّم الراية لخلفه العميد ركن إسماعيل عبد القادر، ليأتي ثالثة الأثافي العميد ركن ياسر الفريع، والذي سلمها إلى كبيرهم الذي علمهم الصبر على الثبات، وقوة الاقتحام والإقدام العميد ركن عبد الرحيم عبد الله محمد كافي، الذي سلمها أخيراً إلى المتطلع إلى قبول التحدي، وقهر الصعاب، العميد ركن نبيل يوسف، وإنها لأمانة تأبى السموات والأرض والجبال أن تحملها، وتشفق منها.

سيرة مسيرة:
ولم يكتسب متحرك الشهيد الصيَّاد شهرته التي طبقت الآفاق، إلا بسبب ما ظلَّ يقدمه المتحرك من تضحيات ومواقف بطولية، هزَّت أركان ميليشيا الدعم السريع، وزلزلت قوتها الصلبة، فجعلتها كأعجاز نخل خاوية، وتأتي قوة متحرك الشهيد الصيَّاد من قوة الأجسام التي يتشكل منها المتحرك، بدايةً بأبطال الفرقة الخامسة مشاة الأبيض، “الهجانة أم ريش أساس الجيش”، ومروراً “بتماسيح النيل ” قوات الفرقة 18مشاة كوستي، المسنودين ببواسل الفرقة 16مشاة نيالا، ثم أشاوس قوات مكافحة الإرهاب، المنحدرين من رحم هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ويضاف إليهم أسود القوة المشتركة “مورال مستودع الأبطال” ومن خلفهم مجاهدو لواء البراء بن مالك، المدعومين بمنظومة شرسة من مستنفرين عاهدوا الله على الثبات والقتال، وبين جوانحهم شيئان لا ثالث لهما، فإما حياةٌ تسرُّ الصديق وإما مماتٌ يغيظ العدا، وما أنبل الشهادة في سبيل الله والأرض والعرض.

احتفالية مفعمة بالمحبة:

وشهدت مراسم عملية التسليم والتسلم بين القائدين، وحفل الوداع أجواءً مفعمة بعبيق المحبة والود التي تحلّقت بين الحضور من الضباط بقيادة اللواء ركن فيصل محمد حسن قائد الفرقة الخامسة مشاة الأبيض ” هجانة أم ريش أساس الجيش” ورئيس سيطرة متحرك الشهيد الصيَّاد اللواء ركن زين العابدين عثمان عبد الله، إضافة إلى قادة الكتائب بمتحرك الصيّاد وقادة الألوية ورؤساء الشُعب بالفرقة الخامسة مشاة، بالإضافة إلى لجنة امن ولاية شمال كردفان، وأعرب العميد ركن عبد الرحيم كافي القائد السابق لمتحرك الصيَّاد عن امتنانه وتقديره لكافة الزملاء الذين نظموا هذه الاحتفالية التي قال إنها تعبِّر عن الأخوة الصادقة، متناولاً الإنجازات التي حققها متحرك الصيّاد الذي تسلم قيادته لفترة لم تتجاوز 75 يوماً نجح خلالها في تحقيق أهداف ومقاصد المتحرك بتحرير محليتي أم روابة والرهد أب دكنة من دنس متمردي ميليشيا الدعم السريع، وفتح الطريق إلى مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، وأكد العميد كافي أن مهر النجاحات التي حققها متحرك الصيّاد كان غالياً من خلال الأرواح والأنفس والدماء الطاهرة التي بذلها أبطال وشجعان المتحرك رخيصةً في سبيل الوطن، وحيّا العميد كافي مواطني شمال كردفان في مدن أم روابة، والرهد، والأبيض والذين تدافعوا وقدموا في كرم حاتمي فياض قوافل دعم وإسناد للمتحرك متجاوزين ظروفهم القاسية ومعاناتهم الصعبة، مثمناً في هذا الصدد تفاعل مواطني بحر أبيض الذين دعموا وساندوا المتحرك بالقوافل، مؤكداً أن وقفة الشعب السوداني واصطفافهم خلف متحرك الصيَّاد كان لها الأثر البالغ في رفع الروح المعنوية، مؤكدين على حقيقة الشعار الخالد ” جيشٌ واحد، شعبٌ واحد”.

قيمة مضافة:
وأعطى العميد ركن عبد الرحيم كافي قيمةً مضافة إلى متحرك الصيَّاد بالذي مثّل بعبعاً مخيفاً لميليشيا الدعم السريع المتمردة، في محاور وجبهات القتال الممتدة من النيل الأبيض وحتى كردفان، وذلك عطفاً على القدرات التي يتمتع بها العميد كافي من الخبرة والمهارة والكفاءة والشورى والقدرة على التطويع وقيادة الأفراد، فقد ظل متحرك الشهيد الصيَّاد طوال فترة قيادة الرجل، متميزاً بقوته الضاربة التي تمثل خلاصة تنسيق كبير في الجهود والمواقف، وارتباط عميق وتواثق فريد بين مختلف القوات التي يتألف منها المتحرك، والتي تتماسك كحبَّات المِسبحة هيبةً وجمالاً، ويقول المقدم محمد حسن عبد الله قائد قوات الاحتياطي بمتحرك الشهيد الصيَّاد إن العميد الركن عبدالرحيم كافي القائد السابق للمتحرك يتمتع بسعة الأفق، والحكمة، وطيب المعشر، والدهاء العسكري في التخطيط للعمليات القتالية، وكشف المقدم محمد حسن في إفادته للكرامة عن ميزة التشاور التي كان يلتزمها العميد عبد الرحيم كافي مع طاقمه المعاون قبل اتخاذ القرارات الحاسمة، منوهاً إلى الاستراتيجيات القتالية المفاجئة وغير التقليدية التي اتخذها متحرك الصيَّاد والتي اربكت خطط ودفاعات ميليشيا الدعم السريع رغم موجات الفزع التي كانت تحاول نجدتهم، مبيناً أن هذه الخطط والاستراتيجيات التي التزمها متحرك الصياد نجحت في تحييد قاده مؤثرين من المتمردين أمثال حسين برشم، وقرنق، وغرب النوير، ومحمدين، وغيرهم من قيادات الصف الأول للميليشيا في محوري كردفان والنيل الأبيض.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد غادر العميد عبد الرحيم عبد الله محمد كافي موقعه في قيادة متحرك الشهيد الصيَّاد، مفسحاً المجال لزميله العميد نبيل يوسف، الذي سيمضي بالأمانة إلى غاياتها، ولعل وجود متحرك الصيَّاد داخل مدينة الأُبيِّض يمثل صمام أمان لقطاع كردفان، قبل أن يكون منصةً تنطلق منها القوات المسلحة والقوات المساندة لها لتنظيف دارفور جواً وبراً، علانيةً وسرّاً من أجل تحقيق حلم الجميع ” سودان جديد، بلا جنجويد”.