اي معدن نفيس ينداح عليه الوجع هذا المساء

✍️ .. جعفر سورج :
زول جميل .. من الطراز النبيل .. من البشر .. وري الثرى بالقاهرة هذا المساء .. أي معدن نفيس من الرجال يقبر خارج الوطن .. هذا المساء ..
أي نسيج من القيم والمُثل النبيلة .. ينداح عبر القارات عليه الوجع هذا المساء ..
أي روح تشع بمعاني الأصالة والإستقامة .. فاضت راضية مرضية هذا المساء ..
لم تؤمنا يا عثمان ضد هول مصيبة الموت ووقع الفاجعة ..
إنا بفراقك يا عثمان حامد لمحزونون .. ومفتونون في ديننا ودنيانا ..
لست وحدي من يعلم أنك مستودع خبايا حقب سياسية .. إذ كنت فاعلا وصامتا على مدى سنين وازمان .. من الحقب السياسية .. والاقتصادية .. والاجتماعية .. وكنت فاعلا في الامسيات الثقافية .. والفنية .. والادبية ..
سنفتقدك ياعثمان حامد .. نحن أصدقاءك المنتشرين في فجاج الأرض .. لأننا وجدنا فيك الصديق الصدوق المقبل علينا .. بالتواضع الجم .. والتفاني في الإخلاص .. والوفاء ..
اليوم .. ودعنا ورحل عن دنيانا الفانية .. حبيبنا الناقد والكاتب والمؤلف الفنان عثمان حامد سليمان .. طيب الله ثراه .. وجعل الفردوس الأعلى من الجنة مثواه ..
لحظات مضت حينما علمت بخبر رحيله قبل قليل بالقاهرة .. وفي هذا المساء .. تتجدد ذكرى رحيل المبدعين السودانيين .. الذين اثروا الساحة الفنية والثقافية والادبية بالدرر والحلى والحلل .. نسأل الله أن يتغمد عثمان حامد سليمان بواسع الرحمة والمغفرة .. وأن يسكنه فسيح جناته .. مع الصديقين والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
بالأمس القريب كان بيننا .. يوزع ابتسامته ومشاعره الطيبة .. من قلبه الصادق الوفي .. رحم الله وجها غمرنا الحنين الدفاق .. لرؤية ابتسامته الصادقة .. والشوق الى مجلسه العامر بالذكريات .. وقصص الثورات .. والندوات .. والاعتقالات .. والأصوات الفنية والالحان الشجية .. واليوم لا نجد سواء ذكراه وسيرته العطرة .. ولا نقول إلا ما يرضي الله .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
نسأل الله له الرحمة والمغفرة .. وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة .. وأن يجعل البركة في أبنائه .. خالد .. وطارق .. وابنته هديل .. وعائلته الكريمة .. اللهم آمين يارب العالمين.