خالد عمر
خالد عمر يوسف
وفي رحم هذه الحرب تتخلق حروبٌ أخرى قادمة، وكما وُلِدت مأساتنا الوطنية الشاملة هذه من لدن نزاعات سابقة ظن أسلافنا بأن حلها ممكن عبر فوهات البنادق، ها هو تاريخنا يعيد نفسه كملهاة، ف”البصيرة أم حمد” هي حادي الركب ومخزن الحكمة المتوارثة لدينا، لا تنفك تنتج حلولاً من ذات النوع، اقطعوا رأس الثور الذي أدخل رأسه في “الزير” وحين يعجزكم اخراجه اكسروا الفخار بما فيه، وهكذا دواليك.
قبل أن ينجلي غبار الحرب التي تطحن شعبنا بلا رحمة، أسفر دعاتها عن وجههم بلا مواربة أو استحياء.
“ده دار المؤتمر الوطني ونحن رجعنا”
“يا ملكي ثابت ألزم حدودك .. الطامة جاتك الليلة موتك”
“ما اكلتونا معاكم يا اخوانا؟!”
“اكلو وأدونا معاكم”
“ده مؤسسة ده ؟!”
مقولات “غير خالدة” تلخص حرب “مرمطة كرامة” الشعب السوداني هذه. أُخرج الناس من منازلهم وعاث فيها “الشفشافة” نهباً وسرقة وإذلالاً للمواطن، تبدلت خرائط السيطرة على الأرض وكان الثابت الوحيد هو “الشفشفة” وإذلال الناس. يختلف المجرم والضحية واحدة وهي المواطن البريء الذي لم يستشره أحد في شن هذه الحرب، ولم يستفته أحد في استمرارها، وجل حلمه وهمه هو ميقات الخلاص من هذه الكارثة التي عصفت بحياته.
قال البعض أن الحرب قد انتهت ووضعت أوزارها “قنقر كده”، واتضح أنه لم ينتهي سوى المواطن ولم تستمر سوى معاناته، قُتل الناس في الجموعية وفي طُرة وشنقلي طوباي وفي الأبيض وفي أم درمان برصاص وقنابل طرفي الحرب، شهدت سجونهم أبشع أنواع الانتهاكات من تجويع وتعذيب سواءً في سوبا أو في مدني، ولا زالت “البصيرة أم حمد” تتحفنا بحكمتها الباذخة، الحل للحرب هو المزيد من الحرب، الحل للقتل هو المزيد من القتل، الحل للنهب هو المزيد من النهب، والحل للتخلص من تعدد الجيوش هو إنتاج المزيد من الجيوش والجماعات المسلحة، والتي بمجرد الفراغ من حربها هذه ستخوض حروباً أخرى، فالغنيمة محدودة والأفواه عديدة، أما بقية الشعب السوداني “الفضل” فالقول لهم ما قال القذافي من قبل “من أنتم!؟”
يا سادة .. الحرب لن تقود إلى أمان أو استقرار. الحرب لن تعيد إعمار ما دمرته من بنيان، الحرب لن تؤدي لأن تطيب النفوس التي أثقلتها خطابات الكراهية والغبائن. الحرب هي سلم صعود النظام السابق على جماجم الثورة التي يسعون لقبرها مهما كان الثمن، هم من يتكسب منها ويسعد باستمرارها، والطريق لإنهاء هذا الكابوس هو حوار عميق ينهي أسباب الحروب ويعالج جذورها. هذا هو الطريق الذي لا يجب أن نتأخر عن السير فيه، فكل يومٍ يمر تفقد فيه بلادنا ما لن يعود مرة أخرى.
#لا_للحرب
الحلم جنين الواقع ووليد المستقبل الجنين الشئ الغير معروف ولد ولا بنت حلو ولا وحش…
كلمات .. أعجز عن وصفها .. وصلتني من صديقي القديم جدا .. الحديث جدا ..…
لندن : أم عبدالوهاب رجل يُدعى عبد الرحمن خلييف-علي (27 عامًا) من غرب لندن حاول…
متابعة : المغيره بكري " امدر تايمز " شاركت الدكتورة عفاف طلبة الأستاذ بالكونسرفتوار…
إعداد : المغيره بكري " امدر تايمز" هي فوزية دخيل بن طواله الشمري من المنطقة…
تعليم الأطفال حدودهم الشخصية وتطوير مهارات إحترام الذات هو أحد أهم الأسس في بناء…