Categories: الأعمدة

ماهو مصير ومستقبل المجموعات المسلحة؟ – دكتور عصام دكين

* اذا لم يكن هنالك برامج وخطط سياسية شاملة وعادلة لما بعد الحرب لن تتخلى اى مجموعه مسلحة عن سلاحها فى اى منطقة فى السودان. لماذا؟ لان الحرب استهدفت المواطنين.
* بداية الحرب في السودان كانت يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣م من قبل قوات الدعم السريع المتمردة الإرهابية وحاضنتها السياسية قوى اعلان الحرية والتغير اليسارية العلمانية لاستلام السلطة عبر الانقلاب ولكن فشل الانقلاب وتحول الى حرب شاملة مستمرة حتى اليوم.
* صاحب المصلحة في إشعال الحرب هو قوى اعلان الحرية والتغير اليسارية العلمانية فكانت ردا على انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م الذى قام به البرهان وحميدتى وبعض الحركات المسلحة الدارفورية الموقعة على سلام جوبا مع حكومة قوى اعلان الحرية والتغير اليسارية العلمانية بقيادة حمدوك.
* تم استيعاب واغراء حميدتى من قبل اليسار العلمانى عبر الاتفاق الاطارى الاقصائى وقبولة هو وقواته عالميا ولكن لم يتم التوقيع النهائي لتنفيذ لذلك الاتفاق الاطارى الاقصائى لذلك فكرت قوى اعلان الحرية والتغير اليسارية العلمانية فى الانقلاب للاستيلاء على السلطة واغرويا حميدتى بانه سيصبح رئيسا للبلاد وقحط تصبح مسؤلة من الجهاز التنفيذي وقوات الدعم السريع تصبح بديلا للقوات المسلحة مع دعم دولى سياسى واعلامى واقتصادى وقبول دولى بوجود ممثل ومبعوث الأمين العام للامم المتحدة فولكر مهندس الاتفاق الاطارى الاقصائى.
* الحكومة والقوات المسلحة عبر الناطق الرسمى يوم ١٣ ابريل ٢٠٢٣م تم اصدار بيان اذاعى ومقرو بان قوات الدعم السريع قامت بعمليات حشد فى العاصمة وحول مطار مروى ثم هاجمت قوات الدعم السريع المتمردة الإرهابية بيت الضيافة لقتل او اعتقال الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات يوم السبت ١٥ ابريل ٢٠٢٣م ولكن فشلت المحاولة بأستبسال الحرس الجمهوري امام مئتان متمرد من قوات الدعم السريع المتمردة وهى تحمل اسلحه كبيرة ودوشكات وربعيات بقيادة حميدتى حيث استشهد 31 جندى من الحرس الجمهوري وكان عددهم 51 بما فيهم البرهان قاموا بأفشال الانقلاب.
* بعد ذلك اعلنت الحكومة تمرد قوات الدعم السريع على سلطة الدولة وحاولت الاستيلاء على السلطة، فاضطر الجيش للتصدي لها وقدم القائد العام نداء لكل افراد قوات الدعم السريع بتخليهم عن الدعم السريع والسلاح والتسليم الى اقرب وحدة عسكرية فسلم البعض ورفض البعض ثم بدأت الحرب.
* الكل يعلم بأن قوات الدعم السريع تكونت في عهد حكومة الإنقاذ بموجب قانون تمت اجازته من المجلس الوطنى فى العام 2017. وحدد القانون مهامها هي القيام بالتدخل السريع ومساندة للجيش فى العمليات العسكرية.
* فى عهد حكومة قوى اعلان الحرية والتغير اليسارية العلمانية تم تعديل قانون قوات الدعم السريع والسماح لها بالتمدد من ناحية العدد ونوعية التسليح وتم تمكينها من سلاح ومقرات هيئة العمليات التابعة لجهاز الامن والمخابرات الوطنى وهم يعلمون ان قوات الدعم السريع اصبحت تشكل خطراً حقيقياً واضحا للاعيان حيث اصبح لها اكثر من 10 الف عربة قتالية و200 الف جندى ومدرعات ومضاد للطيران…..الخ.
* تعديل قانون قوات الدعم السريع فى المجلس السيادى بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وعضوية مجلس السيادة من المدنين والعسكرين والحركات المسلحة الدارفورية الموقعة على سلام جوبا والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة ملك عقار فعدّل قانون قوات الدعم السريع وأصبح نافذا ومنح قوات الدعم السريع مزيداً من الصلاحيات، واعطاها قدراً كبيرا من الاستقلالية عن القوات المسلحة السودانية.
* كل الذى تم كان مخططا ومدبرا ومعدا اعدادا جيدا وليس فيه حسن نية بل تم الاعداد دقيقا لما حدث فى ١٥ ابريل ٢٠٢٣م وحتى اليوم عبر راعى وممول دولى اقليمى.
* الان يوجد عدد كبير من المجموعات المسلحة فى ولايات السودان تحمل السلاح فى مناطقها.
السؤال كيف نتعامل مع تلك المجموعات المسلحة حتى لا يحدث الذى حدث فى ١٥ ابريل ٢٠٢٣م وحتى اليوم بحيث لا يتكرر مرة اخرى؟
* تعلم الشعب السوداني من تلك التجربة المريرة سوف يرفض اى مظاهر لتسليح خارج المنظومة العسكرية، حتى لا تتكرار تلك الاحداث في المستقبل.
* اذن الحل هو تفعيل عملية الدمج والتسريح فى الجيش السودانى ويصبح الجيش الجهة الوحيدة الحاملة للسلاح.
* بعد ان تمددت الحرب فى الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق وكردفان ودارفور أعلنت الحكومة الاستنفار، فكانت الاستجابة كبيرة من ابناء الشعب السوداني مستنفرين مع الجيش مشاركين في العمليات العسكرية في عدد من الولايات وحققوا نجاحات كببرة فى ارض العمليات العسكرية.
* برزت من بين المستنفرين كتيبة البراء بن مالك وقدمت عملا مميزا فى مسرح العمليات وكانت لها شعارات واناشيد مميزة مثل انشودة (براووون يارسول الله نبزل الأرواح فى سبيل الله) اصبحت ايقونه وصلت الى خارج البلاد ينشدها حتى الصغار وغيرها من الاناشيد فهى أدبيات مستوحاة من تاريخ الاسلام الجهادى ومن سيرة الصحابة فى الجهاد مما جعلها مجموعة مستنفرة مميزة.
* ثم أعلنت بعض حركات دارفور المسلحة الموقعة على سلام جوبا والتى لم تخرج من الحكومة بعد تمرد قوات الدعم السريع تخليها عن الحياد بعد سبعة اشهر وانضمامها لصفوف الجيش والقتال ضد مليشيا الدعم بعد مقتل والى ولاية غرب دارفور خميس عبدالله ابكر الذى قتله الجنجويد ومثلوا بجثته وقتل وتشريد اكثر من خمسة عشر الف مواطن فى ولاية غرب دارفور.
* تشكلت قوات درع السودان بعد توقيع سلام جوبا من حركات مسلحة دارفورية اغتنمت الثروة والسلطة وشعر ابناء وسط السودان وشرق الجزيرة والبطانة بالظلم الذى وقع عليهم بسبب اتفاقية سلام جوبا بقيادة أبو عاقلة كيكل في منطقة البطانة.
* عبدالرحمن البيشي من منطقة بوط التابعة لولاية سنار ينتمى لقوات الدعم السريع وقائدها فى منطقة الدمازين.
* العمدة أبو شوتال في النيل الأزرق له قوات متمردة على الدولة وهى ليست جزء من الحركة الشعبية لتحرير السودان كانت ترفض احتكار السلطة من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان فى ولاية النيل الازرق.
* كل هذه المجموعات الثلاثة بقيادة كيكل والبشى وابوشتال عندما اندلعت الحرب أعلنوا انضمامهم لقوات الدعم السريع فى مناطقهم مما جعل دخول الحزيرة وسنار والنيل الأزرق سهل جدا لمليشيا الجنجويد وكان طابع تلك المجموعات مناطقى اكثر من كونه قبلى.
* اما طابع قوات الدعم السريع المتمردة الإرهابية فهو طابع مناطقى وقبلي فى نفس الوقت حيث اعتمدت قوات الدعم السريع بشكل أساسي على القبائل العربية في ولايات دارفور.
* تخل أبو عاقلة كيكل في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 عن مليشيا قوات الدعم السريع واعلن انضمامه للقوات المسلحة بقواته درع السودان.
* كانت ردة فعل مليشيا الدعم السريع عنيفه حيث قامت بحملات انتقامية على مدن وقرى منطقة البطانة وشرق الجزيرة وشرق النيل، وقتلت الالف من المدنيين، وسممت الالف من المواطنين وشردت مئات الآلاف من قراهم، ونهبت متاجرهم وممتلكاتهم واغتصبت المئات من النساء.
* قام كيكل بقتال مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية فى ولاية الجزيرة والخرطوم مماقلل السخط الكبير عليه باعتبار أنه كان مسؤولاً عن استيلاء مليشيا قوات الدعم السريع المتمردة الإرهابية على ولاية الجزيرة وسنار ودخول النيل الأزرق مع مجموعة عبدالرحمن البيشى، لقد حقق كيكل انتصارات كبيرة على مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية.
* بعد ان تقدم الجيش فى الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق وحقق العديد من الانتصارات بدأت تظهر بوادر صراع حيث أظهر منى اركو مناوى حاكم إقليم دارفور (خريطة منسوبة إليه، تضمنت تعديلات غير قانونية في حدود الأقاليم السودانية، شملت اقتطاع جزء من أراضي الولاية الشمالية وضمه إلى إقليم دارفور). فهو صراع على السلطة قبل الاعلان النهائي عن الحرب.
* القوات المشتركة المكونة من بعض حركات دارفور المسلحة الموقعة على سلام جوبا.
* قوات درع السودان في شرق وغرب الجزيرة والبطانه.
* مجموعات المستنفرين فى كل الولايات.
* مجموعة حمودة البيشي فى جنوب ولاية سنار.
* مجموعة العمدة ابوشتال فى النيل الأزرق.
* مجموعات شرق السودان.
* الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع جبال النوبة والنيل الأزرق.
* بقية الحركات المسلحة فى دارفور.
* ما تبقى من مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية.
كل هذه المجموعات المسلحة لن تتخلى عن سلاحها بسهوله مالم يكن هنالك خارطة طريق وبرامج لدمجها وتسريحها ونزع سلاحها وفق برامج وحلول مرضية للجميع.
تتطلب اعداد خارطة طريق لمرحلة ما بعد الحرب لا تثتثنى احد الا من عليه دعوة جنائية.
خلاف ذلك لن تتخل اى مجموعة عن سلاحها لحماية مناطقهم الجغرافية واهلهم.

osama

Recent Posts

جبريل إبراهيم.. دهاء سياسي أم استماتة لضمان مكاسب اتفاق جوبا؟

يستحق د. جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، أن يُمنح عن جدارة “نوط الدهاء والذكاء…

42 دقيقة ago

محمد سيدأحمد ( الجكومي ) يكتب : “ابو نمو والتزييف المتعمد التاريخ “

  حزنت كثيرا لابو نمو و هو يمارس التزييف المتعمد للتاريخ و يحرف الكلم عن…

ساعة واحدة ago

قبل جلسة مجلس الأمن اليوم … البرهان يوافق على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر

وافق رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام…

ساعتين ago

الطيران السودان يدمر معسكر للدعم السريع بقرية “هبايل” قرب الجنينة

كشفت معلومات متطابقة عن تدمير سلاح الطيران السوداني  معسكر يتبع لقوات الدعم السريع المتمردة تدميرا…

ساعتين ago

تعيين سفير جدبد للسودان لدى إرتريا

سلّم سفير السودان المرشح لدى دولة إريتريا ، أسامه أحمد عبد الباريء امس نسخة من…

ساعتين ago

تاركو للطيران تستأنف رحلاتها إلى مطار كسلا

أعلنت شركة تاركو للطيران عن استئناف رحلاتها المجلية إلى مطار كسلا الدولي ابتداءً من 1…

ساعتين ago