زيدان إبراهيم … سمعته أمه يغني في البروفة (غريب انا غير اهل ) فبكت وسألته انا ما امك!

اشتهر حي العباسية ام درمان بضم عدد كبير من الأدباء والشعراء والفنانين والموسيقين
ولد فناننا في العام 1943 بالمورده وترعرع في حي العباسية ونسبة لتجوال والده بسبب العمل بدأ تعليمه في مدرسة كادوقلي الشرقيةوباقي المراحل التعليمية في ام درمان وواصل الاوليه في حي العرب والثانوي في الأهليةولم يواصل تعليمه لظروف أسريه.
وكانت له موهبة في عزف المزمار وكان يشارك في الليالي المدرسية طوال مراحل دراسته بعزفه علي المزمار بعزف أغنيات الكاشف ووردي والكابلي
تعلم العود علي يد الاستاذ صالح عركي في العام 1960
وقبل ذلك كان يتأتىءفي النطق ويتمتم فتحدث معه أستاذه في مدرسة حي العرب ان يعالج التمتمة بالغناء.
فأنتبه لهذا الكلام واهتم بالغناء وبدأ يغني لوردي وكابلي ويكتب تحليل لأغنيات الكابلي.
تمت إجازة صوته في 1965 في الإذاعة
السودانية.حيث كانت اولي محطات مشواره الغنائي وايضا درس عام واحد بمعهد الموسيقي
وبعد ذلك بدأ في تكوين شخصيته الغنائية والتقي عدد كبير من الشعراء منهم إبن العباسية محمد جعفر عثمان ومصطفي عبد الرحيم وبعدهم التجاني حاج موسي وعدد من الشعراء.
فناننا هو الفنان (زيدان إبراهيم )
الاسم محمد ابراهيم زيدان علي
والذي اطلق عليه الاستاذ التجاني محمد احمد
لقب العندليب الأسمر
هذا الفنان عاني كثيرا في مجال الغناء وكانت وقتها الساحة مزدحمة بالفنانين النجوم والاغنيات الجميلة وهذا كان مدعاة له للتفرد واختيار اسلوب غنائي مختلف والابتعاد من تأثره بالمدرسة الكابلية التي نشأ عليها.
فغني اغنياته الاولي ليه حبيتي وبالي مشغول لحن ودالحاوي.
وطبعا زمان الفنان يبحث عن الشاعر والملحن وساعده الشاعر محمد جعفر عثمان بالتعرف علي الملحن عمر الشاعر
والذي اهداه عدد من الاغنيات لجعفر محمد عثمان والتجاني حاج موسي ومن خلال ذلك تعرف علي الملحن الفاتح كسلاوي
ومن هنا بدأ إعداد مشروعه الغنائي.
كل الملابسات والظروف الصعبة التي مر بها في حياته تركت آثار الحزن والشجن حتي أثرت في اختيار أغنياته
وبفضل الله كانت ناجحة جدا وأخذته شهرته وذاع صيته في السبعينات.
فنان مرهف الاحساس تأثره الموسيقي الأفريقية حيث كان دائما يسمع غناء الجالوه باللغة السواحلية والاغنيات العربية. والسودانيه خاصة ثنائية الشفيع وود القرشي
تكونت لديه موسوعة من الثقافة الغنائية
له خامة صوت من التينور اول واسع المدي حدة وغلظه ومنغم وجميل.
كان المرحوم زيدان يتعامل مع أي اغنية بقرائته الخاصة واسلوبه وأدائه ورؤيته الغنائية حتي أغنيات الفنانين.
أمتلك زيدان عدد كبير من الاغنيات والتي كان موفقا في إختيارها.
وعلي سبيل المثال سمع مرة عمر الشاعر في بروفة لأغنية في الليله ديك وهو جاره في الحي فذهب له وكانت الأغنية لعبد العظيم حركة الذي اتي لعمر الشاعر لكي يلحنها له.
سمعها زيدان وكانت له زيارة للقاهرة وأتته فرصة تسجيل في إذاعة صوت العرب فسجل هذه الأغنية
واصبحت له.
زيدان يتعمق في موضوع النص واختياره. وغني عدد من الاغنيات باللغة العربيه الفصحى.
وله ملكة تلحين رائعة مكنته من تلحين عدد كبير من أغنياته خاصة النصوص التي ألفها الشاعر هلاوي
عشان خاطر عيون حلوين اللهفة وبتتبدل وفراش القاش ولا هماك عذابنا شوفوا جمال الألحان دي.
لهنا انا لا أطيل عليكم لكن ح اختار اغنية لحنها هو واسمعوا لحن زيدان وتابعوا هذا الفهم الغنائي والإختيار والشجن والعاطفة.
وكثير منكم تابع اسلوبه وطريقة غنائه وأدائه وتصويره وتعبيره
اخترت لكم اغنية
أغنية غرام الروح ألحان الاستاذ المرحوم زيدان إبراهيم نسمع اللحن الجميل الذي صاغه زيدان وادخل كلمه احبك آه بحبك في الكوبلي الاخير مما أدهش شاعر الأغنية
واللزمات الموسيقية المصاحبة للغناء من تأليف المرحوم الموسيقار محمديه
هو زيدان وانتم تعرفوه
توفي في العام 2011
وإنطفئت كل هذه الجماليات والأحاسيس
وهذا سرد قصير من حياته الغنائية رحمه الله وتقبله وجميع من رحلوا من الزملاء  الفنانين والموسيقيين

اسماعيل ابوراس